تسعةوعشرين

2K 73 32
                                    

"استياء ام أسف"

اليوم الثاني في قصر عوف بن سلمان الظهر الساعه ١٢:٥٥

يلهث بصوت ملحوظ، شعره الكيرلي فوضوي، جسمه رطب بسبب حرارة الجو، قلب عيونه على المنظر اللي قدامه. فصخ تيشيرته و رماه على كتفه وباشمئزاز نطق " ايش وضعية حياة الفهد هذي. فكنا و اخلص حداد لو سمحت، مالي خلق صياحك من صباح الله خير"

الاخر منسدح على الكنبه وضام رجليه قريب صدره. رفع له اصبعه الأوسط "مالي خلق لك. اتركني بحالي" قرب منه ومن دون سابق انذار سحبه لحضنه "حبيبي الزعلان، خلاص تكفى"

شهق بتقزز "يع!! تميموه يا وسخ... مقرف" دف تميم بعيد عنه ورجع نخر بتقزز و عصبيه "جد مقرف!" رجع تميم حضنه، ورويد يدفه بكل قوته يبعده وتميم من الجهه الثانيه يسحبه اكثر له وكان مستمتع بمضايقة رويد والضحكه ما فارقت شفاهه . صرخ رويد باشمئزاز "خلاص تميم والله قرف... مع عرقك يع!!" ورجع يبكي

صياح رويد انهى متعته قام راح لقسمهم بكل برود يتحمم بعد الرياضه وتارك خلفه حياة الفهد يشاهق مع نفسه .

طلع من الشور وهو راجع للطابق الأرضي شاف عوف و عناد قاعدين جنب رويد. قلب عيونه وتنهد بعصبيه سحب جوال رويد اللي كان على الطاوله وراح له "افتح" رفع رويد عيونه يناظر اللي قدامه مستغرب وش يبي بجواله "ابطلب لي اكل بحسابك افتح" عناد وعوف مثل رويد مستغربين من الطلب المفاجئ من تميم .

تميم ما كان يبي يطلب اكل كانت مجرد كذبه بيضاء. فتح سجل الأسماء في الجوال واتصل على اللي شاغل تفكيرهم و بعد من الثلاثي اللي قاعدين، عشان ما يسمعوا محادثته مع الطرف الاخر اللي لازال ما رد على الاتصال .

"مو قلت لك اقطع علاقتك مع أيوب ولا عاد تتصل فيه؟ بسببك انت رويد .." قاطعه تميم "انت مين؟" قبل يقدر الطرف الاخر يجاوب على سؤال تميم قاطعهم أيوب وهو يسحب جواله من شاكر "عم شاكر قلت لك مافيني شي. و لا تلمس جوالي مره ثانيه" حط الجوال قريب اذنه ورجع يقعد بكرسيه "وش تبي رويد؟"

تميم كان مفهي وهو يحاول يتذكر وين سمع هالاسم من قبل "رويد!" قاطعه صوت أيوب المتنرفز تحمحم قبل يرد "تميم مب رويد، ابيك بموضوع بخصوص رويد" همهم أيوب على الجوال بصوت هادي "وش فيه؟"

تميم ناظر خلفه ورويد عوف وعناد كانوا يناظروه لذا طلع لبرا وقعد على الدرج "رويد مسوي دراما وانت السبب. الصراحه طفشني وما يبي يتكلم معاك شوفله حل تعال هنا انتظرك"... كانت نهاية محادثتهم

دخل أيوب القصر واستقبله تميم بحضن و أيوب دفره عنه "وش فيك منفس؟" سأل تميم أيوب بنرفزه بس بعد ما شاف الهالات اللي تحت عيونه تنهد وربت على كتفه "رويد تحوم حوله طاقه سلبيه روح اسحبه مالي خلقه يطفشني معاه" هز أيوب راسه وفجأة حس بإحساس غريب يجتاحه ..

هل هو إحساس البطولي اللي حس فيه ثانوس وهو ياخذ اخر مجوهره واباد كل العالم ؟ تنهد أيوب وهو يكلم نفسه 'ماله دخل' ناظر تميم وابتسم له والأخر بعد عنه "اشفيك كذا تبتسم تخوف" ظل أيوب مبتسم ابتسامة غريبه وهو بباله متخذ وضعيه احد ابطال العالم اللي بمهمه رسميه لامتصاص الطاقه السلبيه ضحك على تفكيره وتميم رجع كم خطوه لورا بسبب أيوب اللي يتصرف بشكل مو طبيعي و لوهله ندم على قراره انه يتصل بأيوب لكن جدية أيوب اللي رجعت له اول ما لمح رويد اللي ضام رجليه لصدره ومنسدح بالكنبه سحب ندمه.

"رويد" بصدمه رويد رفع راسه وهو يسمع صوت أيوب لوهله حس بانها مجرد هلوسات لكن اقتراب أيوب وصوته اللي يسأله وش اللي قاعد يسويه سحبته من أفكاره وراح يركض لحضن أيوب ورجع يبكي أيوب تركه ثواني وبعدها بعده "تكلم وش مسوي سمعت شكاوي عنك"

رويد سحب أيوب ودفره يقعد على الكرسي وجلس هو بجنبه وتميم قعد بجنب عوف اللي كان قاعد على جواله "اسمعني أيوب، بس هالمره ابيك تسمعني طيب؟"

"همم تكلم وش عندك"

"هي رجعت من المانيا وتبي تقابلك. "

"بس؟"

" رح اتحمل المسؤاليه هذي المره بس تدري وش ممكن تسوي فيني اذا كذبت عليها انـ. انا" أيوب قاطع رويد اللي بدا يتلعثم "رح اقابلها علمني بالكان والموقع" رويد عض شفته ونزل راسه "اسف. كل شي صار بسببي، فالنهايه انا للي عرفتها عليك. بس قالت انها رجعت وهي متفائله وتعالجت من هوسها فيك ... اسف" كان رويد يتجنب يناظر بعيون ايوب . طبعا رح يتجنببه وهو بلسانه يوصل له الخبر اللي ما وده يسمع فيه.

قريب لكن بعيد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن