"كتاب أسرار؟ لا يحتوي عليها!"
أيوب اعتدل بجلسته و سند ظهره على الكرسي وعيونه على مروان اللي هو الاخر قام من الأرض وجلس بالكرسي جنب أيوب وجسمه يقابله "كيف؟"
تحمحم مروان بعد ما نطق أيوب "الأول انت و الثاني الوصيه. الورث و المُلك مكتوب باسم مين في الوصيه الاصليه؟" بأصبعه السبابه ضغط على كتف أيوب "اسمك انت. و الأوراق اللي مسويه كل هذي الضجه والمشاكل من وين جت فجأه كذا؟ طبعاً من الشرموطه. المطلقه مالها أي حق بالورث، الأولاد اللي لهم حق الورث، وهي حتى مالها أولاد من والدك الله يرحمه، لذا على أي حق مسروق تتكلم عنه وانت وحيده؟ اعكس الموضوع هي اللي بتسرقك بالنهايه اذا وقعت على الأوراق مو انت اللي تسرقها"
و فجأه عصب مروان وهو يسمع نفسه وبداء يضرب أيوب بفخذه على كل كلمه يقولها "خير وش تسرقها وانت ولده الوحيد في النهايه... ليش لأنك متبنى يعني!! حكمها باطل بالنهايه الخنزيره ذي فاهمني" شدد على اخر كلمه وصوته اعتلى. اذا ما كان متمالك نفسه ممكن انه يؤذي اللي قدامه من العصبيه .
أيوب هز راسه بـ'ايه' معناها ايه فاهمك. ابداً! أيوب مو فاهم ولا شيء، رغم المقال اللي قاله مروان الا انه بالنسبه لأيوب كان طلاسم . مو لأنه ما يبي يفهم لكن لأنه يحب يتأمل مروان الجدي اللي ما يطلع الا بالأوقات هذي. مروان من الجهه الثانيه حاول ان يصدق أيوب لكن اول ما شاف ملامحه ما طاوعه قلبه ان يصدق هزة راس أيوب
تنهد مروان بقلة حيله وقال بنفسه 'لا ويجحدون ان انا الغبي فينا' وصل فكرته له بالطريقه الاسهل وقاله "اللي كلمتك من فتره... المحاميه مدري مين، اعطتك فرصه خذها لا تضيعها" هالمره أيوب جد سمع كلام مروان ورفع جواله يتصل عليها ومروان قاعد جنبه ويدينه كل وحده متمسكه بكوع رجوله وهو بتوتر ينتظرها ترد على أيوب رغم توتر جسمه لكن مشاعره كأنه طفل فخور بأخوه الصغير اللي بداء يمشي اول خطواته.
______
رويد وهو يتبع تميم عناد وعوف بالمول كان مشغول باله بأشياء المول مو من ضمنها، وتميم وعناد كالعاده فاتحين موضوع على جوالاتهم كل واحد مقابل شاشة جواله ، عوف معاهم هو البنك الي يدفع لمشترياتهم لذا كان وجوده مهم.
دخلوا بأحد الكافيات الشبه فاضيه وقعدوا يسولفون ومن سالفه تجري وراها سالفه ينتظرون الحلى و القهوه اللي طلبوها. و عوف رغم وجوده المهم الا انه كان مستبعد من سوالفهم لحاله بعالم مع جواله.
فجأه بنص سوالفهم ومزحهم وتنمر عناد على رويد، رن جوال رويد وقام من مكانه وهو يشوف الاسم بالشاشه منخرع "خوفتي ايش فيك" سأله تميم وعناد حواجبه مترفعه لفوق من حركة رويد، وأخيرا عوف شاح عيونه من على جواله ورفع ناظره على المنخرع اللي واقف من كرسيه .
رويد ظل واقف لثواني وعيونه ما فارقت الشاشه عناد قلب عيونه وسحبه من يده يرجعه على كرسيه "اجلس فشلتنا" رويد استوعب على نفسه وكنسل الاتصال و جلس. بعدها بثواني بعد ما كنسله وصلته رساله خطفت ماء وجهه. بداء يرجف ولف وجهه بجهة عوف "أيوب" كل اللي طلع من شفاته كان اسم أيوب ودموعه تنزل على خدوده عوف عقد حواجبه وبنفس الوقت رفع حاجبه الايسر ما يدري وش من دراما هذي "ماله؟"
التوأم ما يدرون وش اللي صاير وضعهم من وضع عوف مالهم أي فكره ايش قصد رويد، وفضولهم يعرفوا سبب تغير شخصية رويد اليومين اللي فاتت واللحين بسبب الاتصال والرسالة اللي قلبت حاله "ممكن حد يذبحني ويفكني من هالعذاب؟" بنبرة رجاء قال من بين دموعه اللي تنزل لا شعورياً زمم عناد شفته وهو يشوف رويد على حافة الانهيار، كان بيتعاطف معاه بس تعلم من الدروس اللي فاتت ان التعاطف مع رويد ما راح يرجه له بخير
"ايوا عزيزي، اثبات و دلائل صوت وصوره وبصمه ومبلغ اذا ممكن وانا فالخدمه" دفشه تميم بفخذه واشر له بعيونه بمعنى 'انطم وراعي مشاعره شوي' لكن عناد طنشه وقلب عيونه ولف بأتجاه رويد "وش سبب الاضحية؟" عوف كان مشاهد صامت للمسرحيه اللي قدامه وهو يربت على ظهر رويد وفتح فمه يحذر الاخر "عناد!"
" هذا وانا باقي ما ذبحته وانتم معامليني معاملة السفاح" تميم صفقه بمؤخرة راسه "ماله دخل" رجع انتباهه لرويد " تكلم وش فيك، ماله أيوب؟"
رويد رفع راسه بيتكلم لكن دموعه اللي خانته وشهقته سبقت جوابه توسعت عيون عناد بصدمه والاثنين اللي بجنبه نفس ردة الفعل. عناد مد يده يمسح بيها دموع رويد اللي بدت تنهمر اكثر من قبل "هييه وش فيك! اذا فيه حد سمعني اتنمر عليك بيفكر بسببي كل ذا" رغم كلامه الا انه نبرته كانت رقيقه وهو يكلمه
تميم في وسط صدمته لف راسه حول الكوفي يشيك اذا فيه احد حولهم وكان المكان فاضي "وانت هذا كل اللي هامك؟" قالها رغم انه شيك على المكان لمصلحة اخوه وقال لرويد "قول تكلم!" قال بنبره عصبيه مختلطه بتوتر وتعاطف . عوف على نفس وتيرته يربت على ظهره وتعابير وجهه ما عادت مصدومه ولكن جامده وكأن ماله مشاعر
"أيوب... أيوب رح يعصب عليّ" وكل كلمه تتبعها شهقه. باستهزاء ضحك عوف وقلب عيونه "و ليش ان شالله عصبيته عليك تبكيك؟ مو قلت متعود" هز براسه بـ'لا' "هالمره انا السبب" ضرب على صدره ودموعه تكثر وبحرقه تكلم "انا... انـ... انا اللي عرفتها عليه ودفعت ثمن اخطائي بأعز ما عنده مرتين" سحبه عوف لحضنه وبقى يطبطب على ظهره ورفع حواجبه للتوأم بردة فعل "طيب خلاص سامحك مره، بيسامحك المره الثانيه"
"ما ابيه يسامحني ، ابيه يعاتبني ... حتى يذبحني عادي ما عندي مانع بس لا يسامحني وانا سبب كل شيء صار له عوف! انت ما راح تفهم" تميم وعناد ارتبكوا ما يدروا وش يسون، ما يعرفوا يتصرفوا في هذي المواقف وحاولوا يلطفون الجو بالحلى وبعد ما رجعوا البيت ببعض المزح التافه اللي يبرعوا فيه لكن رويد بقى طول اليوم ملازم الكرسي ببيت عوف وظلت هاله كئيبه تحوم حوله
رغم كل اللي قاله لكن ما في حد من الثلاث يعرف التفاصيل كل اللي يعرفونه ولاشي. مو فاهمين ولا كلمه نطقها رويد .
تنهدوا بتنهيده عميقه بسبب الجانب الجديد و الاعتراف الجديد واللغز الجديد بملف أيوب الغامض بالنسبه لهم.
"حتى رقمه مو عندي واللحين رويد يزيد علي فضولي بأيوب اكثر" نفخ تميم ضحكه وعوف ابتسم .
أنت تقرأ
قريب لكن بعيد.
عاطفية(قريب لكن بعيد) فقدانه لاعز الاشخاص في حياته كسر في ماضيه ، وحاضره يخاف من الفقدان و الوحده اكثر من اي حاجه بالحياه ** القصه بين رجل و رجل اخر تحتوي على شابترات فيها زائد ثمنطعش **