الفصل السادس
(اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك )
فى تلك الغرفة المظلمة تجلس بسمة وهى تضم ركبتيها تبكى وتنعى وفاة ابيها ووالدتها فلأول مرة منذ وفاتهما تشعر بذلك القهر الذى قد هز بدنها ...
تتذكر كلمات ذلك المتعجرف الذى وصفها بالدونية ، وكأن كلماته سوطا لازعا قد أصاب جسدها ، تتذكر انها عادت الى منزلها لتجد معظم السكان قد تركوا البناية بالفعل ، اما خالتها نوسة كما ادعت وجدتها تلملم اشياءها تركتها دون ان تتحدث لتختفى داخل غرفتها حزينة ، تتمنى لو لم تذهب بقدميها الى هناك فربما كانت ستبقي حياتها وتعيش وفق ما خططت له ..وفجأة جاءت سمر لتضئ نور الغرفة لتغمض بسمة عينيها تجنبا لدخول النور الى عينيها لتقول-: بقولك ايه يا سمر اطفى النور وحياة ابوكى واطلعى سبينى بالى انا فيه ؟
-: فى ايه يا بت يا بوسة ولله جو الاكتئاب ده مش لايق عليكى ..
-: أمال لايق عليه ايه بقى ان شاء الله ..
-: الفرفشة يا حبيبتى طب تعرفى ان امى عملالك بسبوسة بالقشطة وحلفت ميت يمين ما حد حاطط ايده فيها غير لما انتى تيجى وتاكلى معانا ..
-: لا روحى قولى لأمك مش عاوزة حاجة
-: لأ دا انتى زعلانة بجد بقى ..
-: قوليلى مين مزعلك ومضايقك ..
-: انا بجد زعلانة يا سمر بقى اتفاجأ زى الغريب ان امك اتنازلت عن شقتها وهتنقل من البيت طب كانو تسالنى ..
-: وهو هو ده الى مزعلك ، طب تعرفى امى مكنتش راضية ابدا بس المحامى هو الى كان بيلح عليها وهددها بالاخلا وانها لو ممضتش هتطلع من البيت ولا هتاخد ابيض ولا اسود .. وكمان المحامى قلنا انك هتعيشي مع جدك احسن عيشة ..
لوت الاخرى شفتيها
،-: وانتى صدقتى انى هسبكم مش كده ..-: امم بصراحة يعنى الاسبوع الى فات ده الى كنتى بتقضيه طول النهار بره ورجوعك اخر اليوم ابتسامتك على وشك ده خلانى اقول انك فعلا مش عاوزة تشوفى وشنا اصلا
-: لا يا سمر ارتاحى اهو قرك ده هو السبب فالى بيحصلى ..
جلست الاخرى بجوارها وقالت
-: كده يا بوسة طب وربنا انا بتمنالك كل خير ده انتى اختى يابت ..-: انا مش رايحة هناك تانى ..
ضربت الاخرى على صدرها وقالت
-: ليه هو فى حاجة حصلت ..تذكرت بسمة ما حدث معها لتتجمع الدموع بعينيها ولكن مسحتها سريعا وهى تقول
-: لأ محصلش حاجه بس انا مش فاضية للمرواح والمجى ده انا حالى وقف ..كانت الاخرى سترد عليها الا ان قاطعها صوت طرقات الباب لتقول سمر
-: اهو شوفتى تلاقى امى جيبالك البسبوسة وجاية قومى بقى كوليها معانا. ..
أنت تقرأ
مجنونة اقتحمت حياتى (مكتملة )
Humorكانت تعيس حياة مستقرة مع عائلتها الصغيرة لياتى ذلك الذي سيقلب حياتها رأسا على عقب .. ماذا سبحدث فهل سيتفقا ام سيكون للقلب رأى اخر