الفصل الثالث والعشرون
" اللهم وفقنى لما تحبه وترضاه "
فى احد المقاهى الشعبية جلس شوقى وهو يلعن من تحت اسنانه كان يفرك يديه بغيظ وغضب ، اراد ان يرجع ليضرب ذلك الفظ ويلقنه درسا كيف له ان يخطف حبيبته منه كان يتوعد له بالموت على يديه ..
كان شوقى هو الاخ المدلل لنوسة ، فمنذ ان رأى بسمة وهو يمنى نفسه بالزواج منها ولكنها كانت ترفضه طوال الوقت ، وفى كل مرة ترفضه كان ينتقم لكرامته بالزواج بأخرى ظنا منه انه بذلك سيجعلها تغار وتاتى اليه راكضة ، حتى اصبح بين ليلة وضحاها متزوجا لثلاثة وأبا لأربعة اطفال وما زال حلم زواجه من بسمة قائمة ....
رآه صاحب المقهى وبهيئته الضالة التى لا تبشر بالخير ..فاقترب منه وقال
-: بقولك ايه يا شوقى لو ناوى تتعارك مع حد يبقى ابعد عن قهوتى اه ... المرة الى فاتت كسرتلى القهوة كلها ..اشار الاخر له بيده وقال
-: مش متزفت متعارك انا جاى اشرب شوية شاى وامشى-: طيب حيث كده تنور وتأنس .. تعالا ياض يا زيكو شوف شوقى عاوز ايه
جاء زيكو بعد دقائق وقال
-: اؤمرنى تشرب ايه !-: غور هاتلى واحد شاى .. ويكون تقيل !!
-: وعندك واحد شاى للمعلم شوقى وصلحوووه
وليخفض صوته قليلا وقال
-: ما كنا ارتاحنا منه ايه الى رماه علينا من تانى ..جاته داهية تشيله وتريحنا منه ..سمع صاحب المقهى حديث زيكو الجانبى فاقترب منه وقال
-: كل عيش يا خويا وخليك فى حالك .. مش ناقصين خساير عالمسا ..حك الاخر راسه وهو يهرول لياتى بالشاى ..
-: ماشي يا معلمى عالله يطفح وهو ساكت وميعملش مصيبة زى كل مرة ...على الجانب الاخر ...
خرجت نوسة مسرعة من تلك البناية القديمة وهى تلتفت يمينا ويسارا تبحث عنه الى ان وجدت ابنها يجلس اسفل البناية سالته باهتمام قائلة
-: بقولك ايه يا واد يا خشبة مشوفتش خالك شوقى راح فين !وقف الاخر واشار لها حيث اختفى شوقى ، غطت شعرها الفضي الذى يدل على غزو الشيب لشعرها الاسود بذلك الوشاح الاسود باهمال وهى تعجل بخطوتها تبحث عن شوقى يمينا ويسارا قبل ان يبتعد عنها ، وقفت تلتقط انفاسها قليلا ما ان لمحته يجلس على المقهى ، اسرعت بالخطى لتقترب منه وهى تقول
-: انت هنا وانا بدور عليك !-: هروح فين يعنى منا متنيل قدامك اهوه !!
سحبت الكرسى وجلست جواره لتقول
-: بقولك ايه يا خويا مش كل يومين تلاته هتشرف عالبورش بسبب ايدك الطارشة دى الى عمال تفترى بيها على خلق ربنا ..انفعل قليلا وقال
-: جرا ايه يا نوسة ما تحسنى ملافظك-: اخرس خالص انت نسيت ان انا اختك الكبيرة يعنى لو كبرت عالناس كلها مش هتكبر عليه
أنت تقرأ
مجنونة اقتحمت حياتى (مكتملة )
Humorكانت تعيس حياة مستقرة مع عائلتها الصغيرة لياتى ذلك الذي سيقلب حياتها رأسا على عقب .. ماذا سبحدث فهل سيتفقا ام سيكون للقلب رأى اخر