قرارٌ صعب

895 47 343
                                    

أتى موعد الغداء فاجتمع الجميع حول المائدة عدا كنان و جودي و آن الذين صعدوا ليبدلوا ثيابهم ثم يعودوا و شهاب الذي أقبل للتو

و جلس جوار إيهاب ...

أقبل كنان ، فأشارت والدته لكرسي بجوارها و قالت : هيا يا بني تعال و اجلس بجواري .

صدر صوت اصطدام الملعقة في الطبق بصوت حاد فتحولت الأنظار نحو مصدر الصوت حيث إيهاب الذي هدر بغضب :

لا هذا كثير الأمر لا يطاق ، لن يلحقنا حتى في الغذاء ليذهب شهيتنا بوجوده ، ألا يكفي بأن وجوده بالبيت ينغص حياتنا .

حاولت السيدة منى ضبط أعصابها و قالت : أتفهم بأنك مجروح و لكن أرجو بألا تتمادى في قلة الأدب هذه .

إيهاب : قلة الأدب هذه تتماشى مع ابنك المصون أو من تظنيه ابنك ، يجب أن يعامل بهذه الطريقة و حسب ليفهم بأنه غير مرغوب به في هذا البيت و هذه العائلة .

بينما نظر إيهاب لشهاب الذي يجلس ببرود و يتناول الطعام و كأن ما يحدث حوله طبيعي

فقال ايهاب : قل شيئاً يا شهاب.

شهاب و هو يلوك الطعام في فمه ببرود: محق في كل ما تقوله يا زوج أختي .

نظر له كنان ببرود ثم اتجه الى الكرسي بجوار أمه و قال باستفزاز : صدق أو لا تصدق كنت على وشك الخروج و لكن بما أن وجودي يغيظك أنت و الذي يجاورك فيا مرحباً بالإثارة يا ابن عمي .

صر إيهاب على أسنانه و قال : لست بابن عمك ، تعلم هذا .

ابتسم له كنان باستفزاز و قال : بالطبع بالطبع و كذلك لست بأخ للذي يجاورك ، هل درستما في نفس المدرسة يا ترى ؟ أنتما تحفظان نفس الكلمات ؟!

تحدث شهاب ببرود : هل أصبح اسمي الذي يجاورك ؟

نظر له كنان بسخرية و قال : اللبيب بالاشارة يفهمُ.

شهاب و هو يسكب لنفسه عصيراً : لم يعجبني الاسم كثيراً  ، أزعج خلايا عقلك و فكر باسم أخر رجاء .

تجاهله كنان و أخذ يضع الطعام في طبقه ثم قال باستفزاز : ناولني من الطبق الذي أمامك يا أبا آن

لاحظ نظراته المشتعلة فقال و هو يحرك كتفيه بلا مبالاة : بالطبع لن أقول لك زوج أختي فأنت تعلم بأني لن و لم أرضى عن زواجك بها و لكن ما يشفع لك عندي هي تلك الصغيرة لذلك لا أتمادى معك .

أخذ نفس عميقاً و هو يقول : هل تشتمون رائحة شيء يحترق ؟

نظر لإيهاب و قال : أوووه يبدو أنك تشتعل يا ابن عمي ، احذر أرجوك فالكرسي الذي تجلس عليه جديد و لا نريد افساده ، اذهب و احترق براحتك و لكن في مكان أخر .

هنا تعالت ضحكات شهاب و الذي رمقه إيهاب بغيظ

شهاب مبرراً : اعذرني يا ابن عمي و لكنه أفحمك بالرد هذه المرة .

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن