فتيل الغضب

434 37 268
                                    

جودي ببكاء : يا كنان أرجوك اعذرني ، أقسم بأني لم أقصد ، أنا أسفة مستعدة لفعل أي شيء من أجل أن تسامحني .

يسامحك على ماذا ؟: كان هذا صوت منذر القادم نحوهم .

و الذي جمدها في مكانها ...

اقترب منها منذر ينظر لدموعها و قال لكنان : لماذا تحزن زوجتي يا محقق الشمال ؟

ابتسم كنان بسخرية

بينما قال منذر بجدية و هو ينقل نظره بينهما : ما الذي يحدث معكما ، أنت يا كنان منذ أتيت و أنت تعامل جودي بجفاء و برود ،

و من الأساس خروجك من البيت هل كان بسبب جودي ؟

ماذا فعلت لك ؟

صمت أطبق عليهم لعدة دقائق ، التفت فيها كنان لجودي و ابتسم ابتسامته الباردة قائلاً و هو ينظر لعمق عينيها : 

لنقل بأنها كسرت شيئاً يخصني .

زاغت عيونها و انهمرت دموعها

بينما قال منذر بتعجب : ما هو هذا الشيء الذي أقام خلاف بينكما لهذه الدرجة ، أعطني إياه سأحاول إصلاحه أو أشتري لك غيره .

ابتسم كنان بهدوء و هو ينظر لمنذر ثم قال : للأسف إنه شيء ثمين جداً و مهم بالنسبة لي ، لا يمكن إصلاحه بهذه السهولة التي تتحدث بها يا منذر .

قبل أن يتحدث أي منهم ، صدح صوت شهاب العالي في أرجاء البيت مرحباً بايهاب ... 

في منتصف الصالة ...

ما إن فتح ايهاب الباب استقبله صوت شهاب العالي : يا أهلاً و مرحباً أشرقت الأنوار و تحول الليل إلى نهار و العكس صحيح بالطبع .

عدل من جلسته و تحولت نبرته للجادة و هو يقول : أين كنت يا سيد ايهاب الساعة ستتجاوز منتصف الليل ؟

ما شأنك يا شهاب؟ : كان هذا رد ايهاب المتملق .

رفع شهاب حاجبه بتعجب و قال : ما شأني ؟ ! سامحك الله يا ابن عمي ، أنا قلق عليك ، أخاف من أن يصيبك أذى قلبي يحترق قلقاً عليك .

تقدم ايهاب للداخل و هو يقول بعدم اكتراث : لا تقلق ،ثم إني لست بفتى مراهق لتستجوبني هكذا .

كاد يسير من عند شهاب متجاوزاًً إياه لكن يد شهاب التي جذبته قوة أوقفته عن السير بينما هتف بقوة : 

إلى أين يا ابن عمي حديثنا لم ينتهي بعد .

تذمر ايهاب و قال : ليس وقتك الآن يا شهاب أنا متعب و أرغب بالنوم .

يا الهي متعب هل نستدعي طبيباً لسيادتك ؟ : قالها شهاب بخوف مصطنع .

رمقه ايهاب بتعجب ثم قال : لاداعي .

وقف شهاب قابلته و قال بجدية : أين ابنتك يا ايهاب ؟ أين آن ؟

حرك يده بعدم اكتراث و هو يقول : تركتها نائمة في غرفتها .

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن