من الفاعل ؟

578 46 100
                                    

دخل للمنزل كالزوبعة و عيناه تقدح بالشرار ، يبحث عنه بعيني حادة يشتعل فيهما فتيل الغضب ، وجده أخيراً  يجلس في حديقة

 المنزل فاندفع نحوه ممسكاً إياه بعنف من ياقة قميصه

كنان بغضب : أنت الذي سرق الملف أليس كذلك ؟ أنت من أعطيته الملف ؟

أنت هو الجاسوس ؟

طالعه شهاب بصدمة من اندفاعه المفاجئ و قد أجفله ذلك ، و لكنه أمسك بيدي كنان بهدوء و قال : أنزل يداك أيها السيد .

نظر له كنان نظرات مميتة و قال : كم أنك نذل حقير ؟

تابع ساخراً : أوه اعذرني نسيت أنك الثعلب الماكر و الغدر أحد صفاتك العادية ليس الغدر فقط بل السرقة .

خرج شهاب من هدوئه و قال بانفعال طفيف : أيمكنني أن أعلم عما تتحدث أولاً .

ضحك كنان بسخرية وقال : أيها المسكين هل سرقت الأوراق دون أن تعلم حتى  ، يديك فقط مدت لخزنتي و أخرجتها و أعطيتها لغسان أليس كذلك ؟

شهاب : غسان ؟! ذلك الثقيل ، بربك هل تظن بأني أتعاون معه .

كنان ببرود : تؤ تؤ تؤ لا يجوز أن تسب شريكك في العمل، ثم إنك معتاد على التعاون معه ضدي دائماً

تابع بسخرية : خسارة ، لم أكن أعلم بأنك ضعيف هكذا أيها الثعلب ، أنت لا تستطيع الاعتراف بأخطائك حتى .

شهاب بغيظ : برودك المستفز هذا سأحطمه لك في يوم من الأيام ، أقسم أني سأفعل .

ابتسم كنان بسخرية يشوبها الألم : لا داعي لأن تقسم ، الحطام الذي تركته سابقاً يشهد على صدق قولك ، من الأساس أنت لا تفلح بشيء سوى التحطيم و الغدر .

تجاهل شهاب حديثه و تلميحاته و قال بغضب : أنا لا أعلم عما تتحدث ولم أسرق أي شيء .

كنان ببرود وسخرية : سارق وكاذب أيضاً .

انفعل شهاب و دفع كنان قائلاً : انتبه لكلامك يا كنان ،لا تنسى بأنك تحدث أخاك الأكبر .

هنا انفعل كنان في و جهه صارخاً: لست بأخي ، لست أخي أليست هذه كلماتك أم أنك نسيتها ؟

صوتهما العالي و صل لمسامع السيدة منى و التي بلغت أقصى ثورتها بسبب شجارهما المستمر ، 

و هما في خضم الشجار و احتدام الموقف ، صمت كلاهما حين شعرا بسيل الماء الذي انهمر عليهما فجأة ، طالعا ثيابهما بصدمة 

ثم نظرا للأعلى فرأوا أمهما تطل من الشرفة و بيدها دلو الماء الذي سكبته عليهما ...

السيدة منى بغضب : آمل أن ذلك قد أخمد نيران الشيطان التي داخلكما ، إن لم تخمد بعد فالماء كثير سأسكبه عليكما حتى الصباح .

شهاب بغيظ : تمزحين يا أمي !!

السيدة منى بسخرية : لا يا حبيب أمك لا أمزح .

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن