ألم

877 42 179
                                    

في بيت السيد معاذ ( والد شهاب ) ...

السيدة منى ببكاء : توقف يا ايهاب توقف .

كان ايهاب يسير و هو يجر حقيبة سفر بيده و اليد الأخرى يمسك بيد آن بقوة و يرغمها على السير و الصغيرة تنظر خلفها مستنجدة

 بجدتها الباكية و التي تركض نحوه تحاول ثنيه عن رأيه .

آن ببكاء : جدتي ، يا أبي دعني لا أريد الذهاب ، لا أريد .

زادت حدة بكاء آن فتوقف ايهاب و انخفض لمستواها قائلاً بحنان : يا صغيرتي سنذهب لبيت جديد و مدينة جميلة ، سنسافر في طائرة كبيرة ...

قاطعته باكية : لا أريد ، أنا أريد البقاء مع جدتي و جدي مع خالتي جودي و خالي كنان و خالي شهاب ، أنا أحب بيتنا هذا يا أبي لا أريد الذهاب بعيداً عنهم .

ربت على شعرها و قال : لا نستطيع ذلك يا صغيرتي ، مكاننا ليس هنا .

توقفت السيدة منى قائلة برجاء : ايهاب أتوسل إليك اعدل عن فكرتك هذه ، على الأقل انتظر ريثما يأتي عمك و ..

أجابها بجدية : عذراً يا خالتي ، لكنها حياتي و ابنتي أنا الوحيد الذي يحق له بأن يقرر ماذا أفعل بها .

تدخلت جودي : و لكن ما تفعله يضر بصحة آن .

ايهاب : ابنتي لا تحتاج سوى والدها ، مصلحتها و حياتها تتمثل بي أنا وليس بشخص آخر .

أكمل سيره ساحباً يد آن بينما آن تحرك رأسها برفض وانهيار  ، لم تتحمل  كل ما يحدث فصرخت بألم : لا أريد لا أريد ، أمي تحب هذا

 المكان ، رائحة أمي هنا أنا أرى أمي هنا ، إن ذهبت لمكان آخر هذا يعني بأني لن أرى أمي مجدداً .

طالعها والدها وقد سرت رجفة في كيانه ، و قبل أن يمنحها ردًا ، دخل كنان و شهاب لحديقة البيت و القلق ظاهر على وجه كلاهما

 ما زاد قلقهم هو رؤية أمهم وآن و جودي يبكون بقوة ...

أول من نطق كان شهاب قال بصوت مضطرب : ما الذي يحدث هنا ؟

تحدثت جودي من بين دموعها وقالت ساخرة و هي تشير لايهاب : السيد الأب الصالح يريد أن يأخذ آن و يسافر لدولة أخرى يريد ابعاد الصغيرة عنا .

نظر له كل من شهاب و كنان و قد بدأت شرار الغضب تتطاير من عينيهما .

هدر كنان بصوت قوي و هو ينظر بغضب لايهاب :ماذا تظن نفسك فاعلاً يا ترى ؟

ابتسم ايهاب بسخرية و قال : أفعل الصواب ، أحمي طفلتي من قاتل أمها ، أنا والدها هنا لأذكركم بذلك ، و أنا من يقرر ما يخص ابنتي و ....

بادله كنان ابتسامة ساخرة باردة : تتحدث بثقة كبيرة للحظة صدقت بأنك تقوم بواجباتك كأب ، أخبرني أيها الأب الصالح يا ترى

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن