تمنى الموت

775 41 132
                                    

فوضى فوضى تعصف في كل كيانه محركة ذلك الحطام الراكد منذ سنين عاد الألم مجدداً عاد ليزيد الجرح و يذكره بأنه موجود 

و لم يشفى بعد ، عاد ليقول ها أنا هنا و لن تنتزعني منك أبدًا بل سيشتعل الحطام الذي بداخلك ليتحول لرماد 

أنت مجرد حطام انسان فقط إياك أن تنسى ذلك .

تلبسته تلك الحالة مجدداً يشعر بالاختناق كأن أنفاسه سحبت فجأة قلبه ينبض بشكل مؤلم يرى ما حوله ملطخاً بالدم رغم عدم وجود

 دماء على أرض الواقع لكن عقله صور له ذلك ، صور له تلك المأساة مجدداً وضع يده على عنقه باختناق ، تراجع بضع خطوات

 وخارت قواه جالساً على أقرب كرسي وجده ، نظره لم يتزحزح عن شهاب الذي حمله المسعفين على الناقلة و ركضوا به بسرعة

 لسيارة الإسعاف .

انتبه عماد لحالة كنان فاقترب منه بقلق أكبر قائلاً :

 كنان

لم يجبه هز كتفه و نادى عليه مجدداً : كنان ...

صدر صوته المتعب الضعيف : اتبعه يا عماد .

كاد عماد يتحدث و لكن قاطعه كنان وهو ينظر للبوابة التي أخرجوا منها شهاب: اتبعه .

أومأ برأسه و اتجه للخروج و لكن صدر صوت أحد رجال الشرطة الحاضرين : ممنوع أن يغادر أحد المكان قبل أن نعلم من الفاعل ،

 الجميع مشتبه به هنا .

بالفعل كانوا قد منعوا منذر من الخروج قبله و أي أحد أخر .

صدر صوت كنان بعد أن حاول اخفاء التعب في نبرته قائلاً بقوة : دعوه يخرج ، عماد ليس من ضمن المشتبه بهم .

تحدث غسان و الذي كان يشمل المكان بعينين متفحصة نظر لكنان بقوة و قال : لأذكرك أيها الصقر في عملنا نقفل زر القلب و العاطفة

 ، كونه عضواً من أعضاء فريقك لن يشفع له ذلك حتى أنت نفسك مشتبه بك .

تابع بابتسامة مستفزة : و أنا أيضاً من ضمن المشتبه بهم ومنذر كذلك ، لكن أنت لديك دافع للجريمة فالخلاف القائم بينكما يعلمه الجميع

 يبدو أنك قررت التخلص منه أخيراً أليس كذلك ؟

وقف كنان بعد أن استعاد قوته بعض الشيء ليجابه غسان و قد ارتسمت على ثغره ابتسامة سخرية و لكنه قال ببرود :

من قال بأني نسيت لقد كان هذا أول درس نتعلمه ،

نظر للشرطة على البوابة و قال : أخرجوا عماد سأكون مسؤولاً عن النتائج كاملة .

نظر له المدير بصرامة و قال : أياً كانت النتائج فستتحملها وحدك يا كنان .

أومأ كنان برأسه و بالفعل سمحوا لعماد بالخروج بعد أن نظر لكنان بتردد ولكن عيني الآخر تحثه ليخرج .

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن