خبر كالقنبلة

705 40 167
                                    

فاق من ذكرياته مع اشتداد المطر و قال بألم : فعلتها لكنك لم تعد معي ، فعلتها لكنك لم تعد تثق بي ، كنت الملجأ فأصبحت فجأة العذاب 

، كنت أشكو لك و أخبرك بنقاط ضعفي لكنك ضربتني بها بقوة ، أفلت يدي في منتصف الطريق تركتني تائهاً و لم تعد تبالي .

انسابت دموعه بقهر ثم رفع عينيه للسماء و قال بألم : يا إلهي يا إلهي لم أعد أحتمل ، إن كان الموت راحة لي فاقبض روحي أرجوك .

............................

مضت مدة من الزمن وهو على جلسته هذه ، سرت البرودة في جسده بشكل أكبر فأفاق لواقعه و ما حوله ، مسح وجهه بيديه

 و هو يستغفر ربه ، هدأ قليلاً و كاد يهم لمغادرة المكان قرر الذهاب للاطمئنان على شهاب و لكن دون مواجهته ...

صوت ضعيف جعله يلتفت لمصدره بدهشة لوهلة ظن بأنه يتوهم

شهاب بصوت ضعيف : هل أنت بخير ؟

رفع رأسه يطالعه بدهشة كبيرة

كرر شهاب سؤاله بقلق : كنان ، هل أنت بخير ؟

أجابه بخفوت و هو ينظر في عينيه بحنين : ألا يفترض أن أسألك أنا هذا السؤال ؟!

صمت كلاهما بألم لتتحدث لغة العيون فربما تكون أبلغ من أي كلمات .

* حين استفاق شهاب علم من عماد أمر اتهام كنان بمحاولة تسميمه لم يستطع اخفاء قلقه على أخيه ، هو الوحيد الذي يعلم بكابوس 

أخيه و مأساته متأكد بأنه لن يكون بخير طالما تعلق الأمر بأحد من العائلة ، أولاً نور ثم هو و قبلها الكثير ، لذلك أصر على الذهاب

 لرؤية كنان و في طريقهم للمكان اتصلت سوار بعماد تبلغه بما حدث و أن كنان غادر القاعة ، شهاب يعلم مكانه و وجهته جيداً فلم 

يبذل مجهوداً كبيراً في البحث عنه .

صدر صوت عماد القادم خلف شهاب بغيظ : يبدو أن ذكاءكما المفرط أصابكما بالجنون ، أنا واثق من ذلك ، أنتم حتى تريحون

 أعداءكم بأفعالكم و عنادكم هذا ستقتلون أنفسكم دون أن تتعبوا الأعداء بالتفكير بطريقة للقتل حتى .

تابع بتذمر و غيظ من كلاهما : أحدكما قبل لحظات كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة و الآن يضرب بكلام الطبيب بعرض الحائط و يخرج من

 المشفى بوجهه المصفر هذا و جسده الهزيل ، و الثاني لم تكفه إصابة يده فأصر أن يصاب بالحمى و الطريقة الأنسب أن يجلس تحت

 الأمطار الغزيرة و الثلوج .

شد شعره و هو يتابع بصراخ مغتاظ : أنتما تقودانني للجنون ، متى ستفهمان بأنه لا يوجد حولكما فقاعة تحميكم من المخاطر ؟

شهاب بتعجب : فقاعة ؟!!

بينما عماد تابع بصراخ : افهما افهما بعقلكما الكبير المتحجر هذا ،

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن