دس له السم

845 44 212
                                    

صعدت جودي و منذر لمنزلهم و كذلك ايهاب ، و السيدة منى أخذت آن و اتجهت لغرفتها لكي تنام ، شهاب كان يجلس في الصالة

 يقرأ أحد الكتب بينما السيد معاذ اتجه لغرفة كنان ليطمئن عليه ، فهو شعر بأنه ليس بخير ، حين جلس لتناول العشاء شعر به كأنه

 يكتم ألماً بداخله لم يكن على طبيعته ،

طرق الباب بهدوء

السيد معاذ : كنان ، بني أما زلت مستيقظاً ؟

فتح الباب بهدوء أراد أن يطمئن عليه القلق ينهش قلبه هناك شيء يخبره بأنه ليس بخير .

صدق حدسه حين اقترب من كنان ، لقد كان يهلوس بكلمات مبعثرة يتنفس بصعوبة و وجهه تشكلت عليه حبيبات العرق ،

 مع أنينه الخافت و انكماش معالمه بين الفينة و الأخرى ، و كأنه ينازع شيئاً ما .

اقترب منه بسرعة أزاح الغطاء الثقيل عنه و أمسك يده محاولاً ايقاظه : كنان ، بني ...

زاد أنينه بشكل أكبر ، و بقعة دم صغيرة بدأت تلطخ سترته الزرقاء ، حينها جحظت عيني السيد معاذ و الذي أيقن بأنه مصاب 

و أخفى الأمر عنهم كما العادة أزاح السترة عن ذراعه فرأى الضماد الأبيض و قد تلوث بالدم ، أسرع بالخروج من الغرفة

 فاصطدم بشهاب الذي كان متجهاً لغرفته .

وضع يده على رأسه بألم وهو يقول : لما العجلة يا أبي ل...

نطق السيد معاذ بقلق جلي : اجلب لي علبة الإسعافات الأولية بسرعة .

ما الأمر ؟ : سأله بعدم فهم .

السيد معاذ : أخوك ليس بخير ، احضر العلبة بسرعة يا شهاب .

تجمد أكثر حين سمع كلمة " أخوك" ، من يقصد بأخوك هل كنان ليس بخير ؟

تمتم قائلاً بهذيان : أخي !!

دفعه السيد معاذ بانفعال و قال بصوت جاهد على اخفاض نبرته حتى لا تنتبه زوجته للأمر : قلت أسرع يا شهاب لا وقت لأسئلتك .

خرج شهاب من صدمته و ركض بسرعة ليجلب ما طلبه والده ، عاد بسرعة معطياً والده حقيبة الإسعافات الأولية ، و التي تلقفها 

السيد معاذ بسرعة و بدأ في معالجة كنان بحكم أنه طبيب متمرس .

أما شهاب فمرآه لكنان بهذه الحالة جعله يتجمد مكانه ،

حالته هذه هو أكثر من يعرفها ، ارتجاف جسده و تكومه على نفسه حين يشعر بالخوف صعوبة تنفسه كل شيء فيه يتألم ، يعلم بأنه

 الآن وصل لأقصى درجات الألم ...

في الماضي ...

و حين كان شهاب و كنان صغيران ...

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن