حطام

هل ستتكرر المأساة؟!

قطع كلامه حين علا رنين هاتفه ، كانت المتصلة أمه فأجاب بسرعة ...

صوتها فيه غصة البكاء ، نظره تثبت على منذر و نطق بكلمة أثارت قلقهم جميعاً : جودي ...

كلاهما لم ينتظر للحظة حين سمعا اسم جودي مقروناً مع كلمة مشفى في نفس الجملة ، بينما كنان تلاطمت أمواج الذكريات في وجهه 

لترديه غريقاً على شطآن الألم ، لم يتبعهما بل تجمد في مكانه متذركاً نور ، خشي من ألم متكرر ، قلبه الذي ينزف ألما على نور 

لم يشفى بعد هل سيقتل في بعد جودي أيضاً .

مضت ساعة من الزمن كان يجلس فيها في مكتبه ضاغطاً على رأسه بقوة و القلق ينهش قلبه قبل عقله ، لا ينكر الألم الذي تسببت به

 جودي لقلبه ، لكنه كما يناديها دائماً طفلته ، طفلته أخطأت و هو عاقبها ببعده و جفائه ألا يكفي جفاءً ؟ّ! 

هو يحبها أخته الصغيرة التي أمسك بيدها في الصغر حين كانت تتعلم المشي حديثاً ، من تركض لتختبئ وراء ظهره خوفاً من شهاب ،

 إن افتعلت مشاغبة أو خطأت ، من كان يتناوب مع شهاب على تدريسها و تعليمها كيفية امساك القلم لتخط أول حروفها ، هي مدللتهم

 الصغيرة سواء له أو لشهاب و كذلك نور ...

اتصال هاتفي أنجده من دوامة الحزن ، كان المتصل السيد معاذ فأجاب بلهفة ...

كنان : أبي ...

صمت و قال بهمس : شهاب .

ابتسم شهاب بهدوء و قال : لو اتصلت عليك بهاتفي لما أجبت ، فاستعنت بهاتف أبي .

كنان بجمود : ماذا تريد ؟

تجاهل شهاب نبرته الباردة تلك و قال بهدوء : لا تقلق جودي بخير ، انضمت إلينا أميرة جديدة في العائلة ، أتت نور الصغيرة يا خالها .

لم ينتظر منه رداً لكنه علم بأنه هكذا طمأنه ، منذ خرج و لم يجده خلفهم شعر بما يفكر به أخيه ، لذلك لم يتردد للحظة في طمأنة قلبه 

حتى لو قابل هو الأمر ببرود مخادع .

دمعة فرت منه بينما كبح إخوتها داخل مقلتيه ، قلبه يرفر سعادة بعد أن كاد يموت قلقاً ،

ابتسامة ارتسمت على وجهه مجرد أن التفكير بأن صغيرة انضمت لهم ، أصبح لديه أميرتان آن و نور ، أصبح خالاً للمرة الثانية ...

مسح دموعه بسرعة حين طرق باب مكتبه ودخل عماد و هو يقول : قائدي .

كنان بهدوء : لست بقائدٍ يا عماد .

عماد بغيظ : نتناقش فيما بعد في هذا الموضوع يا قائدي ، أتتذكر نادل المطعم الذي دس السم لشهاب .

قبل أن يرد كنان قال عماد بسرعة : وجد في السجن منتحراً قبل التحقيق ، لدي شكوك بأنه ليس مجرد انتحار عابر ...