حطام

الفريق

المدير : حان وقت تقسيم الفريقين .

تابع و هو ينظر لعماد و قال : بما أن عماد كان يعمل بشكل مشترك معكما سنخرجه خارج القرعة و ليختار هو بنفسه مع من يريد العمل .

إذن يا عماد من تختار شهاب أم كنان ؟

نظر له شهاب و كنان بترقب فقال عماد و هو يبتلع ريقه : عن نفسي يا سيدي المدير لا أريد هذا و لا ذاك ، و سأكون شاكراً لك

و أدعو لك صباحاً و مساءً إن أخرجتني من الكوكب الذي يعيشان فيه .

أعين كنان وشهاب تتربص به ينتظران قراره الحاسم ، الاثنان صديقاه و الاثنان لهما مكانة خاصة في قلبه إن اختار أحدهما

سيكون خائناً للأخر .

نظر لهما عماد و قال و هو يتراجع للخلف و يشير بإصبعه على كلاهما بتحذير : لو كانت النظرات تقتل لكنت الآن جثة هامدة أمامكم ، لا تحدقوا بي هكذا .

وصل لجهة النافذة ففتحها و نظر من خلالها قائلاً : يبدو أنك الحل الوحيد للنجاة .

تحدث كنان ببرود : أذكرك نحن على الطابق الخامس ، إذا قفزت هناك احتمال لأن تموت صريعاً في نفس اللحظة ، أي أنك مقدم على الانتحار ستخسر الدنيا و الآخرة .

تحدث شهاب ببرود أكبر : هناك احتمال خمسون بالمئة أن تتحول لكتلة من العظام المهشمة و ترقد في العناية المكثفة بضعة أيام ثم تموت .

فتح عماد فاهه بصدمة ثم قال بغيظ : هذا بدل أن يركض علي أحدكم و يصرخ قائلاً لاااا لا تفعل يا عماد كيف سأعيش من دونك

لا تفعل يا صديقي الصدوق ، و أنا أصرخ قائلاً لقد يئست من كل شيء و حين لا يجد استجابة مني يسحب ذراعي بسرعة مانعاً إياي من فعل ذلك .

لوح كنان بيده بملل و قال : ذلك يحدث في دراما التلفاز فقط .

شهاب باستفزاز : تصلح لأن تكون كاتباً للقصص أكثر من محقق صدقني أو ربما ممثلاً و لكن أظن بأنهم سيعطوك دور الشجرة دائماً فأنت فاشل بالتمثيل .

تحدث كنان و هو ينظر لعماد الذي يقف أمامه مصدوماً : ثم إن النافذة ليست الحل الوحيد تستطيع الخروج من الباب يا ذكي .

صفق عماد بيده و قال بغيظ : أشكركم لولاكم لما اكتشفت مواهبي ، أنا حقاً محظوظ بصديقين مثلكم ، لولاكم لما عشت بكتلة البرود هذه أنتم ثلوج ، ثلوج ماذا؟ أنتما انهيار جليدي عن قمة جبل عالية.

ثم اتجه للمدير و نظر له برجاء : لقد سمعت أن وكالة ناسا ستطلق مكوكاً لسطح القمر ، أرسلني هناك ، صدقني سيحتاجونني كثيراً لأحميهم ، ربما تحدث جريمة قتل و يكون الفاعل من الكائنات الفضائية من سيحمي رواد الفضاء ؟

ضحك المدير و كذلك الفريق بينما كنان ارتسمت على ثغره ابتسامة صغيرة و سرعان ما عاد لجموده .