ما قبل العاصفة

518 43 97
                                    

رآه شهاب يبتسم له و كأنه أصيب بالجنون ، سرعان ما جحظت عيناه حين رأى سلاحه الذي كان بجيبه قد وصل ليد كنان لقد سحبه

من جيبه دون أن ينتبه 

المصيبة ليست هنا بل المصيبة حين رأى كنان يرفع السلاح و يضعه على رأسه ...

شهاب بفزع : كنان إياك أن ترتكب حماقة أنت تنتحر هكذا اياك ، أعطني السلاح حالاً .

ابتسم له كنان بهدوء مخيف وقال هو لا يزال يضع فوهة السلاح على رأسه قال : سأذهب لهما ، سأريح نفسي و أريحكم من عنائي ،

لا داعي لأن تنتقم ممن آذاني تخلص مني فقط، هكذا تنتهي قصتي ، أرأيت كم أن الأمر بسيط ؟!

حاول شهاب نزع السلاح من يده لكن كنان كان يمسكه بقوة وخشي بالفعل أن يطلق أن رصاصة طائشة ...

كنان ليس بعقله أبداً و إصراره على إطلاق النار كان يلمع في عينيه الذابلة

كنان بابتسامة مريبة : سأذهب حيث أمي و أبي ، بالتأكيد هما ينتظراني ، سأرتاح من كل شيء أخيراً.

بالفعل يده تحركت على الزناد و قبل أن تنطلق الرصاصة كان شهاب ينقض عليه مغيراً اتجاه يد كنان للأعلى لتنطلق الرصاصة 

بالجو ، حاول نزع السلاح منه ثانية لكن كنان كان يتمسك به بقوة و كأنه حبل نجاته الوحيد ، 

و هل تكون النجاة بالموت ؟!

يد شهاب لم تتزحزح بل تشبث بيد كنان بقوة مستميتة و قال بانفعال : متى كان الموت نجاة ؟ أنت تهرب يا كنان ، بل أنت تخسر الدنيا 

و الآخرة ، لم أعلم بأنك ضعيف لهذا الحد .

ارتجف صوته وظهر الحزن جلياً في نبرته بينما يده لا تزال تقبض على السلاح الذي بيد كنان : من أجل عمي أمير من أجل والدك 

الذي يفتخر بك دائماً و أبداً ، اترك السلاح ، تعلم جيداً أن هذا لن يرضي والدك .

واجهه من نقطة حساسة بالنسبة له ، تابع قائلا بألم : والدك يا كنان ، ألم تعاهد نفسك على أن تفعل كل شيء سيفرح والدك ويرضيه

 كما لو أنه موجود معك ، لو رأى والديك حالتك هذه ماذا سيكون شعورهما برأيك ؟ أنت تؤلم والديك هكذا ، أرجوك يا كنان 

ليس من أجلي يا أخي ليس من أجل أي شخص أخر من أجل نفسك و من أجل والديك اترك السلاح .

لاحظ ارتخاء يده و سكون مقاومته بينما الدموع تجمدت في مقلتيه و همس ضعيف صدر منه : أبي .

تكلم شهاب بألم : للحظة أرح نفسك من كل شيء ، أرح نفسك من المكابرة و البرود ، أرحها من النزاعات و الصراعات ، لا تفكر 

أكثر ، ابكِ يا كنان ، أصرخ أخرج كل ما بداخلك من ألم يا أخي ، أعلم أن هذا صعب و لكن انسى خصامنا للحظة ، أنا جوارك ،

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن