غضب المنذر

435 34 166
                                    

كان يقود سيارته في طريقه للعمل أوشك على الوصول و لكن أوقف سيارته مجبراً بعد أن أحاطت به ثلاث سيارات تمنعه من

 المواصلة ، للوهلة الأولى فاجأه الأمر و دق ناقوس الخطر في عقله يبحث عن حل ، لكن حين دقق النظر ، 

مسح بيده على شعره يستدعي الصبر فمن يفقده صوابه و بروده غيره هو ...

فتح النافذة مخرجاً رأسه منها و قال بنبرة حاول جعلها هادئة : جو أفلام الأكشن الذي يجري في عروقك طبقه في مكان أخر 

يا سيد عماد و ليس علي .

ابتعد عن طريقي و إلا سأصدم سيارتك ولن أبالي .

خرج عماد من السيارة متذمراً : لمرة واحدة جارني في التمثيل يا قائدي ، دائماً تفسد المشهد من المنتصف .

خرجت كل من سوار و وردة من سياراتهم و وقفوا جوار عماد ، فهبط كنان من السيارة واضعاً يده في جيبه وقف أمامهم بهدوء

 و هو يقول : ألا يكفي أنك قد جررت سوار و وردة لأفعالك هذه ، أنصحكما بالهروب فمرافقة عماد تصيب بالجنون ، اسألا مجرب .

انحنى عماد بطريقة مسرحية : شكراً لك يا قائدي .

ابتسم كنان بهدوء ثم قال : الآن افسحوا لي المجال لأكمل سيري .

التفت ليذهب إلى سيارته لكن صوت سوار أوقفه حين سألت : هل ستقدم استقالتك حقاً ؟

أغمض عينيه بألم فأمر الاستقالة ثقيل عليه لكنه خسر و يجب عليه أن ينفذ ، فتح عينيه و التفت لهم مجدداً قائلاً ببسمة هادئة : هذا صحيح .

وردة بحزن : لكن يا قائدي أنت لا تستسلم بسهولة هكذا ، لماذا هذه المرة ...

كنان : ذلك أفضل للجميع ، أنا خسرت و أظن أني لم أعد جديراََ بالمنصب أو المكان .

سوار : قد ينهار الإنسان و يضعف أحياناً و لكن يجب عليه أن يقف مجدداً بقوة أكبر ، داخلنا جروح قد لا تشفى و لكن وجب علينا

 مداواتها بأنفسنا ، من أجل من نحب ، من أجل أن نضمن عيشاً هنيئاً لجميع الأطفال ، من أجل أن نقضي على الفساد و المجرمين

 يجب أن نكون أقوياء و أن نلملم جراحنا ، يجب ألا نقف عاجزين أمام الآلام ، نعم نتألم لكن لن نيأس أبداً ، 

ألم يكن هذا كلامك لي يا قائدي ؟!

طالعها كنان بدهشة فتابعت سوار قائلة :

لا تستغرب من عدم نساني لأي كلمة فكلماتك كانت سبيلاً في اخراجي من مستنقع اليأس في كثير من المرات .

وردة : هذا صحيح يا قائدي ، لطالما كنت الشخص الذي يدعمنا و يشجعنا .

ظهر الشجن في صوتها و هي تقول : لولا الله ثم جهدك لكنت أنا الآن أتعفن في السجون ظلماً و بهتاناً .

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن