محاطون بالألم

522 39 73
                                    

صباح يوم جديد ...

لم يعرف فيه السيد معاذ طعم النوم و كذلك السيدة منى ، شهاب لم يعد للمنزل بعد ولا يجيب على اتصالات والده المتكررة ،

 كنان لا يجيب على اتصالاتها أيضاً، اتصل بعماد الأخر ليست لديه المعلومات الكافية عنهما ، مع اشراق أول شعاع للشمس 

و بعد صلاة الفجر صدر صوت رنين الهاتف ، المتصل كان شهاب ،

أسرع السيد معاذ ليجيب بقلق بالغ : أأنت بخير ؟ أين أنت حتى اللحظة يا بني ؟

صدر صوته الضعيف ليخبره الإجابة صوته المهتز و هو يقول : أبي ، نحن بحاجة لك .

صوته كافٍ ليخبره أن به خطب صوته يحمل الألم و الضعف في آنٍ واحد ليخبره أنه ليس بخير أبداً ليس بخير .

السيد معاذ بقلق : أين أنت يا شهاب ؟

شهاب بألم : سأرسل لك الموقع على الهاتف، أحضر أمي معك رجاءً ، ستعلم كل شيء حين تأتي .

السيد معاذ : أنا قادم يا بني ، لن أتأخر .

أغلق مع والده ونظره مثبت على باب غرفة كنان أسند جسده على الحائط و خارت قواه فسقط على الأرض يغطي وجهه بكلتا يديه ،

 يتذكر ما حدث قبل لحظات ، حدث بينهما نقاشٌ حاد تكشفت فيه الحقائق و تعاتب الأخوين بشكل قاسٍ ما بين صدمة وذهول و تعجب 

و عتاب ثم انهيار ، كلمات رددها كنان دبت كل الخوف في قلب شهاب و هو يراه يسقط أرضاً و يردد بفزع

" قدماي لا أشعر بهما ، لا أستطيع تحريكهما"

و كم كان هذا ثقيل على شهاب و كأن ماضي كنان الصغير يتكرر بكل أحداثه حتى بفقدانه قدرته على المشي ، لحظات وانهار كنان 

أمامه فاقدا الوعي .

شعر بأن شيء قيد حركته لم يعلم ماذا يفعل أو كيف يتصرف ، لم يهتدي إلا أن يتصل بوالدهم هو منقذهم حين يتأزم الأمر لهذا الحد .

بالفعل وصل السيد معاذ و السيدة منى التي كان ينهش القلق قلبها ، طرقات على الباب انتشلته من عمق أفكاره فأسرع يفتح الباب ...

أسرعت السيدة منى نحوه تتفحصه بقلق بالغ : شهاب بني أأنت بخير ، هل أنت مصاب ؟

بينما والده تفحص حالته التي يرثى لها بعينيه وحين التقت عينيه بعيني ولده شعر به يستغيث كالغريق .

خرج صوت شهاب الضعيف أخيراً وهو يشير للغرفة : ك كنان ، سقط فجأة و أخذ يردد بأنه لا يستطيع تحريك قدماه ، ثم فقد الوعي .

تركته السيدة منى وهرعت للغرفة بفزع و قلق ، رأت كنان نائماً على السرير بوجهه المصفر و كأن الحياة غادرته هو الأخر .

مسحت على شعره و وجهه و هي تقول ببكاء : كنان ، لا تؤلم قلب أمك يا بني .

تبعها السيد معاذ بسرعة و قال : اسمحي لي يا عزيزتي ..

حطامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن