حبي فوق الشجرة <- Gay

ا

Hello
.
.
DON'T FORGET
VOTE & COMMENT
LOVE U 😻
.
.
___________________________________

الكاتب pov

غفت الشس متلحفة بالسماء داكنة اللون، برقت النجوم كمراوح دوارة مرصعة بالجواهر، و نامت الزهور البيضاء على كتف السياج بينما استلقت الأعشاب على الأرض مشاهدة نقاء العالم، و النهر يستمر في التدفق نحو الأمام مكملا رحلته إلى الما لا نهاية

غزت الفوانيس ساحة القرية و طوقتها لحمايتها من زحف العتمة إليها، و اجتمع كل أهل قرية السندس  معا مجددا تحت أنظار البدر المترقب.

علت أصوات الأحاديث و الضحكات التي تمازجت مع رحاب السماء الساكنة.

كانوا جالسين كلهم على أرض الساحة المصفوفة بحجارة كقطع البقلاوة، و أمامهم منصة صغيرة ترتفع عن سائر ما حولها، و قد توضع فوقها كرسي خشبي بجانبه طاولة صغيرة عليها كأس شاي وحيد ينفث بخاره بملل نحو الأعلى.

و ها هو ذلك الرجل المسن يستهل القرية الصغيرة بوجهه البشوش، ذقنه طويلة و غير مشذبة بينما غزت التجعيدات وجهه، و ثيابه التي تتمثل بجلابية خمرية و رداء ذهبي يتبعه يجعله يبدو و كأنه خرج من كتاب قصص خرافية.

كان يحمل في إحدى يديه كتابا ثخينا و كبيرا، وفي الإخرى عكاز يسنده على مر الطريق.

علت أصوات التصفيق و التهليل و التصفير و الترحيب بالحكواتي الذي وصل القرية للتو كأنه مسافر عاد من رحلة عبر الزمن.

لوح للجميع بيده ثم تقدم صاعدا تلك المنصة و جلس على الكرسي،

وضع كتابه في حجره ثم فتحه على إحدى الصفحات، أخذ رشفة من الشاي و استعد للقيام بعمله.

ماتيو pov

لقد عاد، عاد الحكواتي إلينا!!

إن كنتم تتعجبون و تتساألون عن سبب كل هذه السعادة و الحماس فذلك لأن الحكواتي أشبه بالسيرك المتنقل، ففي كل عام ينتقل عبر القرى ليقص حكاياته على الناس مقابل أن يبيت في قريتهم و يحصل على بعض الطعام، و عندما ينهي القصة يغادر لقرية أخرى و هكذا،

إنه ينقلنا عبر كلماته إلى بعد آخر، فمرة نطير على بساط الريح، و أخرى يحملنا بها طائر الرخ العملاق.
قد نعيش في قصر أغربا ذو القبب الذهبية أو نسكن في كوخ رث مع صياد يعثر على خاتم ثمين في إحدى سمكاته،
ربما تسقط فردة حذاء الأميرة الزجاجي لأنها هربت بسبب حلول منتصف الليل، أو ربما يتحول الضفدع بقبلة سحرية إلى أمير وسيم، فمن يعلم أين و كيف ستكون أرض الخيال التالية، أو من سيكون أبطالها؟.