الفصل الرابع

621 18 2
                                    



‏هبطا في المصعد صامتين فحاولت إقناع نفسها بأن ما قاله لا يخرج من كونه مجرد ثرثره أم لعله عرف فعلا بحقيقه شخصيتها؟

تجمد الدم في عروقها من الخوف هل اكتشفها وعرف من هي؟

انها غبيه لماذا جاءت معه كأن هذا غباء خطيرا بالنظر الي ما فعله بها في الماضي انها غبيه لو بقيت مع رشدي لكانت آمنة على الأقل فهو لن يرغمها على شيء لا تريده

لم يكن رشدي رجلاً عديم الإحساس وبما أنه لا يعرف حقيقه العلاقه التي كانت بينها وبين  كمال  كان سيصدق طبعاً أن أحداث هذا المساء أثرت على أعصابها  فيغفر لها تغير مزاجها لكن الأوان الآن قد فات

في الخارج كانت الغيوم كثيفه تنذر بليله عصيبه

‏ قال البواب

- الجو سي جداً سيدي

‏قال كمال وهو يدس في يده بقشيشا سخباً

-هذا صحيح  الطقس لم يتحسن علي الاطلاق بل ذاد سوء

‏قالت ندي بلهفة

- ربما يستحسن أن تبقى لا بد أن لديهم غرفة خالية وهذا يعفيك من قيادة السيارة في هذه الحالة

ـ ما من مشكلة  سبق أن قدت السيارة في ظروف أسوأ من ذلك

وأمسك بمرفقها يساعدها على الصعود السيارة عندما انضم
إلى حركة السير البطيئة بسبب بدايه هطول امطار خفيفه أحدت تحدق إلى الأمام وقد تملكها التوتر والقلق إلى أن شعرت بألم في عينيها قالت لكي تبدد الصمت الذي طال حتى لم يعد محتملاً

- هذا الطقس يفكرني بالافلام القديمه والروايات

بدا صوتها الرقيق الصافي متحشرجاً متوتراً

-لا تخبريني بأنكي من محبي الافلام القديمه
والروايات أيضا

قال ذلك متعمداً الذهول وهو يلقي عليها نظرة جانب هازلة

اعترفت تقول بلهجة حزينة

- لقد أحببتها جداً خاصه الروايات العاطفيه.

- هل رشدي معجب بنوعية قراءاتك؟ وضحك

-ليس لدي فكرة وأيضا ما عيب ما اقراءه

ـ لا يبدو أنكما تعرفان بعضكما البعض جيداً.

-بل نحن تعرف بعضا البعض جيداً

‏ حتى وهي تقول ذلك كانت تعلم أن هذا ليس صحيحاً ذلك أن رشدي لا يعرف إلا تلك المرأة الباردة المتحفظة التي أصبحت عليها

‏ كل الدفء والعواطف الحارة والمرح وسخاء النفس والحيوية  كل ذلك مات وانتهى دفن تحت شاهد القبر الذي كتب عليه من الماضي.

‏- متى تعارفتما؟

بدا هذا ألسؤال مجرد ثرثرة تافهة

ـ عندما أبتدأت العمل عند والدته السيده دولت

امرأة في الظل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن