الفصل العاشر

297 12 0
                                    

ألتفت إليها ولم يقول شئ واتجه الي المائدة الذي تجالس عليها ندي وجلس علي المقعد بأريحية ونظر إليها  دون أن يجيب علي سؤالها شعرت بالتوتر والقلق يتملكها من نظراته كأنت تريد أن تقوم وتتنهي كل شئ لم تعد تريد الذهاب معه ويا ليتها سمعت حدسها وشعورها بالخطر سألت للمرة الثانية وهي تريد أن تكسر الصمت بينهما

- لم تقول لي هل يمكننا العبور اليوم أم لا ؟

- نعم يمكننا ولا توجد أي مشكلة

وما أن أنهي كلامه حتي أتي إليهم النادل ليأخر طلباتهم تنهدت ندي وشعرت بارتياح

- قال ببشاشة: الطقس سئ اليوم ماذا تريدون أن أحضر لكما ؟

- نعم فعلاً الطقس لا يبشر بالخير

إجابة كمال وطلب من الطعام الأنواع نفسها الذي كانا قد تناوله في أخر مرة وأدركت أنه لسبب ما يعرفه وحده يريد أن يشيع الاضطراب في نفسها لغرض ما لكنها سوف تفسد عليه ما يخطط له

أخد النادل طلباتهم وانصرف لم تريد أن تتحدث معه فأخذت هاتفها تتفقد بعض الموقع وتتابع أخر الأخبار حتي لا تعطي له مجال للحديث بينهما وبعد قليل من الوقت وصل أطباق الطعام ،أخذت تحدق في طبق المحار المدخن فتذكرت المرة الماضية عندما سألها كمال بابتسامة أغاظتها وقتها وهو يري ترددها

- إلا تحبين المحار المدخن ؟

شعرت وقتها أنها صغيرة وبلهاء لكنها أجابتة تقول

- لا أدري أحبه أم لا لأنني لم اجربه من قبل ولا أعرف طعمه

- لماذا لم تجربة هل ليس لديك روح المغامرة لتجربة ما هو جديد ؟

- لا بل ينقصني المال

بدت البرودة في عينيه لحظه واحدة مع أعجاب بجرائتها وثقتها بنفسها أكمل تقول له

- لقد قضت أمي معظم حياتها غير قادرة علي العمل بستمرار بسبب مرض قلبها عشنا معظم الوقت في تقشف نجاهد في الحياة ولم يكن أكل المحار من ضمنها

لم يتكلم ويعلق علي كلامها بل وضع واحدة منها علي قطعه خبز محمصه ومدهونة بالزبدة ثم قرب يديه إلي فمها لكي يلقمها إياها كانت حركتة هذه لم تتوقعها جعلتها تشعر أنها مميزة بدت التسلية في عينيه وهو يقول

- سوف تحبية هي افتحي فمك حبيبتي

أرتجفت ندي وهي تنتزع نفسها من الماضي عائدة إلي الحاضر ثم رفعت نظرها لتجده يراقبها بعينين لامعتين رفع حاجبيه

- إلا تذكرين كيف يؤكل ؟ دعيني أريك لكي

ثم وضع مثلما فعل من قبل على قطعة خبز وقدمها إليها لم تكن تنوي أخدها أو أكلها من يديه ولكنها فتحت فمها أشبه بالمسحورة أو المنومة وعندما رأت ابتسامتة الساخرة ، تبا له لقد تمكن منها تملكتها المرارة وهي تقاوم دافعاً يدفعها إلي بصقها في وجهه الوسيم لتذيل تلك الابتسامة

امرأة في الظل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن