الفصل السادس والعشرون

229 12 0
                                    

وقفت  أتجه الي النافذة وأخذت تنظر الي السماء الزرقاء الصافية وهي تأخذ نفس عميق وتغمض عينيها وهي تسترجع كل ما حدث لها منذ أتت الي هذا المنزل من فرح وحب وألم وخزلان وخيانه ، يا له من شعور أليم ، رفعت يديها وأخذت تربط علي قلبها بحنو وطبطبه ، كأنها تداوي وتشعرة أنه بخير وسوف تصبح كل الأمور بخير ، شعرت بانهيار عالمها الخاص ، تريد أن تصرخ تريد أن تبكي وتكسر أي شئ أمامها.

مضمت يديها وهي تضرب علي قلبها بشده حتي تخرج منه كل الألم ، اخذت ضربتها تذداد عنف ،لم تشعر إلا والدموع تنزل من عينيها مثل السيل ،يا لها من سنوات مرت عليها كأنت قاحله ، كانت كل مساء عندما تختلي بنفسها وتغلق باب غرفتها وتستلقي علي فراشها ، تبكي وحدتها تبكي ألمها كأنت تبكي وهي تربط وتحضن جسدها وتذهب في نوم عميق وقد انهكها البكاء .

وعندما استيقظ تتمني أن اليوم سوف يكون افضل من الأمس ولكن لا شئ يتغير ، كانت تعمل وتضحك وتتفاعل مع الناس وهي تظهر لهما أنها بخير ، ولكن كأنت من الداخل طفلة متألمه تبحث عن الأمان والاحتواء ، شخص يحتضنها وهو يخبرها أن كل شئ سوف يكون بخير ، وأنه بجوارها مهما حدث.

لقد كذبت علي كمال عندما أخبرته أنها تريد الإنفصال عنه ، فعلاً كانت تريد الإنفصال ولكن ليس لأنها تكرهه ، بل لأنها تعشقه بعنف وما أصعب أن تحب شخص وتعرف أن كل شئ بينكما الا ما هو لتحقيق غرد ما.

لم تستطيع تتحمل أن تظل معه وهو يعتقد ويفكر أنها لم تكن إلا انسانه رخيصة ، ليس لها مبدي أو شرف وكل ما تبحث عنه هو المال فقط ، لقد أحبته ورأت فيه حياتها القادمة ، رأت فيه تعويض من الله علي كل السنوات التي عاشتها وحيدة ليس لها أحد ،لقد تمنت أن يرزقها الله منه بالكثير من الأطفال التي تشبع غريزة الأمومة لديها.

ولكن ما الذي حدث لقد تحطم عالمها وانكسرت روحها ألا الف قطعه ،وطوال تلك السنوات كانت تلملم وتداوي حراجها بنفسها ، لم تقدر أن تخبر أحد أو تفصح ما يجول في صدرها ، كانت وحيدة واقنعت نفسها أنها سوف تظل وحيدة ، وعندما وضع الله في طريقها رشدي لم تبادله المشاعر أو العواطف ، مثلما كأنت تشعر بها تجاه كمال بل قررت أنها سوف تبدأ حياة جديدة ، بسبب سنها وأيضا فرصه لن تعوض وتنشئ معه منزل وحياة زوجية ناجحة ، ويكفي أنه يعاملها بحترم وتقدير ،وان لم يكن بينهما مشاعر حميمية ملتهبه ولكن كأن يكفيها ذلك.

وعندما ظهر كمال مرة أخرى في حياتها قلبها رأسا علي عقب، اخذت تتذكر كل شئ وكلماته عندما ذهبا إلى جناح رشدي ليتفاوض معه علي الماسه وهو يقول لها.

- لا أظنك أنكي تقيمين هنا يا آنسه ندي اليس كذلك ؟

- ما الذي جعلك تظن ذلك ؟

- لأنني لم أجد أي أثر لإقامة أو وجود امرأة ، ولو كنت تسكنين هنا ، لذهبت لصنع القهوة بنفسك طبعا.

امرأة في الظل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن