الفصل الخامس و العشرون

193 6 4
                                    

أخذت ندي تنظر الي كمال وهو يحاول أن يكمل حديثه ولكنه وقف وهو يمرر باصابعة علي عينيه ، وقد بدأ لها علي وشك الانهيار رفع عينيه ونظر إليها بألم ثم سألها بخشونة.

- أنت لا تفهمين معني كلامي هذا لكي ، اليس كذلك ؟

لم تجد وقتا لتفكر في كلامه ولا أن تستوعب ما يقوله فهزت رأسها نفيا.

اخذ نفس عميق وهو يحاول التحكم في نفسه وتابع قائلا.

- أتتذكرين ما كنت قد أخبرتك به قبل ذلك عن طفولتي ؟ وعن المربيه التي جاءت لتعتني بي وتعيش معنا هنا ؟

- نعم أتذكر ما قولته لي وقتها ، ولكن ما دخلها الأن بكل هذا ؟

وعندما أخذت تجاهد لتفهم ما يقوله ، تابع هو بقلب مثقل بالألم والمرارة.

- كنت على صواب حين قلتي لي أن أبي كأن له أسلوب معين في كتابة مذكراته، ولم يكن يحتفظ بها بالشكل التقليدي ، ولكن في اليوم السابق اكتشفت أنه منذ شبابه ، قد ملأ دفاتر وكتب فيها ملاحظات متوالية تحتوي على تسجيل وكتابة كل شئ بشكل يومي لكل ما مهم أمره بالنسبة له.
ووجدت في أحد تلك الدفاتر وعلمت منها الإسم الكامل لها  وهو إسم والدتك انتي وقد كان يدعوها أبي حبيبة عمره، وقد أرد أن تتزوجه ولكنها رفضت في البداية لسبب ما وقتها ،ولكن بعد فترة من محاولاته في إقناعها وافقت علي الزواج منه ، وبما أنها كانت يتيمه الأبوين وليس لها أقارب إلا أختها المتزوجه في مدينة اخري بعيده عنها وكانت علي خلاف معها بستمرار بسبب تحكمها بها وفرض سيطرتها عليها بما أنها شقيقتها الكبرى ، لم ترد أن تخبرها بشئ وطلب من أبي أن يتزوجه دون علم أحد إلا من كأن يقيم في المنزل من خدم.

صمت كمال حتي يستجمع قوته ليكمل حديثه بصوت مرتجف.

- وكأن لها ما أرادت وبالفعل تزوج منها وكانت أسعد أيامه معها كما قال ، ولكن بعد فترة اخبرتة أنها تسرعت في الزواج به وتريد الإنفصال ،  وعندما رفض أبي ذلك واخبرها أنه متمسك بها بذات حين أكتشف أنها حامل بطفل منه ، توسل إليها أن تغير رأيها، وربما ذاد في الحاحه عليها كثيرا ، حتي أقتنعت بكلامه أو هذا ما تظاهرت به أمامه.

لكنها ذات يوم وعندما كأن أبي في المدينة ينهي بعض الأعمال ، قبلتني كما أخبرتك قبلة الوداع ، ثم رحلت تاركة ورقة خلفها تقول فيها أنها ابتدأت تشعر بأنها وقعت في فخ الارتباط مع أنها تحبه وتريد إن تكمل حياتها معه ، لكنها تريد أن تكون طليقة الروح ولا تستطيع الارتباط والتقيد بأحد .

وعندما عاد ولم يجدها ووجد ما كتبته جن جنونه حينها ، واخذ يبحث عنها كالمجنون في كل مكان حتي أنه ذهب الي شقيقتيها ليبحث عنها هناك وعنده أمل بذلك ولكنه لم يجدها ، لقد بذل جهده في اقتفاء أثرها وعندما فشل في العثور عليها ، أقنع نفسه بفكرة أنها أجهضت نفسها حتي يعزي نفسه ولا يعيش علي أمل كاذب بعدوتها ، وبعد وقت قصير تزوج بوالدة بإسم حتي ينسى ويبدأ حياة جديدة ،
ولكن يبدو أنها غيرت رأيها واحتفظت بالطفل ،لان التاريخ متلائم تماماً.

امرأة في الظل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن