امرأة في الظل

الفصل الثالث

فلماذا يتنازل عنها لمنافسه؟

كان في تصرفه هذا شيء من الغرابة لا شك أنه يخفي شيئاً ما كبحت رجفة سرت في جسمها وتمنت من كل قلبها ان يرفض رشدي مضت لحظة خيل إليها أن لا نهاية له فإذا به يقول

- حسناً جداً

أحست باضطراب كبير واستدارت تنظر إلى بعض المدعوين الذي  ما يزالون يتكلمون عن أحداث هذه الأمسية والذي حدث بها من تنافس بين عملاقين
‏
تحركت معهم و‏ عندما توجهوا نحو المدخل لاحظت النساء وهن يتوقفن لينظرن إلى كمال لم يكن وسيما بالشكل المتعارف عليه ولكن وسامته كانت من النوع الخشن المليء بالحيوية الذي يجذب انتباه النساء
‏
‏  كانت السماء في الخارج قد تكاثف بها الكثير من الغيوم التي تنزر بهتول امطار وفي الساحة كانت أبواق السيارات تنصفق والمحركات تدور بينما هما يرافقان كمال إلى المرسيدس الفضية المتوقفة جانباً.

فتح ابواب السيارة وقبل أن تنطق ندي بأي احتجاج أو اعتراض وجدت نفسها تجلس  على المقعد الأمامي بينما وجد رشدي نفسه على المقعد الخلفي وقد بدا على ملامحه كل شيء ما عدا الرضا

جلس کمال خلف المقود وهو يسألها

- هل أنت مرتاحة جيداً يا آنسة ندي؟

وعلى الضوء الآتي من الزجاج الأمامي تلاقت عيناه الخضراوان بعينيها وفي الحال أحست أن فيها سؤال ونظرات سحرية وكأنه يدرك جيداً مبلغ ضيفها وقلقها

أجابت بفتور

-نعم شكراً لك

كانت أنوار السيارة الأمامية بالكاد تنير الطريق  وما لبثوا أن انضموا إلى صف طويل من  السيارات التي كانت تتبع الواحدة منها الأخرى عبر البوابات

خلف الساحة الهادئة كانت الشوارع مزدحمة سألها كمال

-ماذا تعملين لتأمين معيشتك يا آنسة  أم لعلك لست بحاجة إلى العمل

كرهت السؤال والطريقة التي طرح بها وترددت قبل أن تجيبه بلهجة متوترة وبصوت يكاد يسمع

- أنا سكرتيرة ومساعده للسيده دولت والده رشدي.

ـ حقاً حسناً إذا  العمل يجعلك تعيشين في نفس المنزل معه.

فقاطعه رشدي وهو يخفي غيظه

- كلا هو ليس كذلك  قلت لي إنك مستعد لمناقشة موضوع الماسة وارجو  ان لا تغير الموضوع

فقال كمال بلهجة تماثل لهجة رشدي القاطعة

- آها نعم حجر بهذا الحجم يثير الاهتمام نوعاً ما اليس كذلك.

تملكت الشكوك رشدي وهو يسأله
- سمعت أنك جئت من أميركا خصوصاً لحضور هذا المزاد هل هذا صحيح ؟
‏
-نعم جئت لاجله حقا كنت لن افوت هذا المزاد أبدا