5 |أصوات|

4.1K 534 188
                                    

غياب أدريان بسبب كلام أمي كان مريحاً، اختفى صوته لأسبوعٍ كاملٍ من رأسي، ذهبتُ للمدرسة براحة واستمتعت بوقتي، أخذتُ لوران في نزهة وشاركتُ بأنشطة كنتُ أتركها غالباً.

عاد بعدها بشكلٍ صاخب حتى أصابني بالجنون، استطعتُ الذهاب في البداية ولكني انعزلتُ بعيداً في النهاية، اخترتُ مكاناً لا أسمع فيه أحد، حتى لا أؤذي شخصاً ما من زملائي في المدرسة أو التدريب..

كنتُ مثل مريضٍ نفسي، مستعدٌ لأدمر أي شيءٍ حولي يصدر صوتاً لأني غير قادرٍ على استيعاب الضغط الماكث في رأسي، كان هناك ضغطٌ رهيبٌ على رأسي وصدغي، وكنتُ أفقد استيعابي وأفقد ذاتي، وقد تغيبتُ عن المدرسة ليومٍ كامل قضيتُه لوحدي في مكانٍ منعزلٍ حتى لا أؤذي أحد.

شخصيتي المقرفة عادت، كنتُ أتشاجر مع عائلتي بلا أسباب، وكانت أمي توبخني لأنتفض مبتعداً وعائداً لغرفتي..

قضيتُ وقتاً طويلاً أحبس نفسي هناك، أصارع مع ذئبي طويلاً، أدريان كان مثل إنذار خطر لا يتوقف عن الرنين لساعاتٍ طويلة، يطلب مني أذية من حولي، أمي وأبي وأختي، ثم يخبرني أنه سيقتلني، وسيقتل كل من أحب، وإنني أحب الناس بلا فائدة فلا أحد منهم يحبني، وإنهم سيملون مني، ويتخلون عني بالنهاية، ولن يبكي علي أحدٌ عند موتي، لأنني ذنبٌ كبير لم يرتكبه منا أحد ولكن جميعنا تحملنا تبعاته.

كنتُ مثل قنبلة موقوتة، وكنتُ أنفجر في حال لمسني أحدهم، وكل تلك الشظايا التي تناثرت مني كانت تؤذي كل من حولي، وعائلتي..

استمررتُ بجرح الآخرين وجرح نفسي، الرصاصات التي أطلقتُها على كل شخصٍ كانت تصيبني أولاً، وقد خلفت ندوباً في صدور الآخرين جعلتني أحقد على نفسي أكثر لأني كنتُ أعلم أنهم لن يتجاوزوها بسهولة.

لعنتي تلك لم تكن تؤثر علي وحسب، تمنيت لو أنني أستطيع أن أحبس نفسي في قفص، حتى أنهش أنيابي على قضبانه كلما أصبحتُ وحشاً، ولا أؤذي أحد..

بعد مرور أسبوعين من تغيبي على المدرسة أتى أبي إلى غرفتي ليجدني أضرب رأسي على الجدار، كنتُ أحاول إسكات كل الأصوات في رأسي، ولكنها لم تصمت أبداً..

سحبني بقوة مبعداً إياي عن الجدار، وعلى الفور انهرتُ بين ذراعيه، غير قادرٍ على كل قول أي شيء، جلس على الأرض يحتضنني إلى جسده وشعرتُ به يمسح على رأسي لأحس بالدماء هناك، كان رأسي جريحٌ بشدة، ولكنني لم أنتبه لذلك حتى، كنتُ منفصلاً تماماً عن واقعي، حتى أن الألم لم ينجح بإعادتي إليه..

"اهدأ أونار." حركتُ رأسي نفياً على الفور"لا أستطيع.."

"سيزول ذلك، ستتجاوزه مثل كل مرة.."

"رأسي يؤلمني.." انتحبتُ بين يديه، وحين شعرتُ بالضغط يزداد في رأسي حاولتُ دفعه عني، ولكنه أمسكني بقوة، ولم أكن أستطيع مقاومة قوة والدي.

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن