تناولتُ الحساء واختفى الأستاذ تيمان، لم يعد أبداً ولم أجد على جدران الغرفة تقويماً لأعرف التاريخ، بقيتُ لوحدي، وعرفتُ أن المساء قد حل بسبب النافذة الصغيرة التي لم تكن تملك إطلالةً واضحةً أصلاً.
بعد وقتٍ طويلٍ دخل علي مجدداً، استطعتُ سماع صوت القفل بالباب، وكنتُ أتوقع شيئاً مثل هذا من شخصٍ قيدني قبل أن أستيقظ حتى لا أزعجه، لا أعلم لم يقفله لأنني حرفياً قادرٌ على كسره، ولكنني لم أفعل ذلك أيضاً.
نظرتُ نحوه ليضع بعض الطعام على الطاولة ويقول "تناول العشاء."
"كم مر من الوقت وعائلتي لا تعرف مكاني؟"
"بحلول اليوم إنها ثلاثة أسابيع."
تنهدتُ بثقل، هذه كانت مدةً طويلة، لا بد أن أمي خائفةٌ للغاية علي، أتمنى ألا تضر نفسها، أن تكون بخير وتأكل بشكلٍ جيد..
"أنتَ هادئ بطريقةٍ غير معتادة، بالنسبة لما أفكر به فليس أونار الشخص الذي يجلس بهذا الهدوء بينما يحبسه شخصٌ ما."
"أنا متعب، لستُ مستعداً لمحاولة الهرب، ومازال لدي الكثير من الأسئلة."
"لم لم تطرحها؟"
"لأنني متعب." قلتُ مجدداً وأبعدتُ نظري عنه، أعبث بأصابع يدي، أفكر بالكثير من الأمور، فترةٌ طويلةٌ قد مرت، أتساءل كيف يبلي الجميع بدوني.
"ماذا حصل لامتحانات نهاية العام؟"
"لوران حصلت على درجاتٍ جيدة، سيرا نجحت بصعوبة ويبدو أنها تفكر بإعادة السنة في العام القادم."
"هل أنتَ تحجزني في منزلكَ هكذا منذ أسابيع بينما تحدثهم كمعلمٍ طبيعيٍ في المدرسة؟ كم وجهاً لديك؟"
"بالتأكيد أكثر مما لديك، ولكنني متعايشٌ مع الأمر، إنها الضرورات، تناول عشاءك، لن تغادر لفترةٍ قريبة وسيكون لدينا وقتٌ طويلٌ لنتحدث."
"لماذا؟"
"حتى أتأكد من استقرار سحري، أنكَ ستكون بخير حتى لو أنني أصبتُ بالمرض أو طاقتي السحرية ذهبت، حتى يكون سحري مثل لعنة لن تزول حتى بعد موتي.."
"لماذا تفعل هذا؟" خرج السؤال من اللاوعي بداخلي، مثل فكرةٍ معلقةٍ في ذهني وتحتاج للثبات، لم يجبني ولم تتغير ملامح وجهه، ولكني شعرتُ أنه انزعج، شعرتُ بالرتم البارد لنبضات قلبه يتغير، ثم أشار لطبق الطعام وقال "تناول عشاءك، مازال لدينا الوقت لنتحدث، جلبتُ لكَ هذا لأن زوجتي لم تتفرغ لتطبخ لنا اليوم."
خرج من الغرفة وعرفتُ أن هناك سبباً وراء ذلك، ليس فقط لأنه معلمٌ جيد يعتني بطلابه، كان قد جلب لي بضع قطع البيتزا، وكأس كولا كبير، من الغريب كيف يفكر هذا الشخص لجلب شيءٍ كهذه لشخصٍ مضمد في كل مكان من جسده تقريباً.
أنت تقرأ
The Cursed Child | الطفل الملعون
Kurt Adamثمة الكثير من الأشياء في رأسي، تتضارب مع بعضها البعض بلا توقف، لا أستطيع السيطرة عليها، أحياناً أصبح شخصاً عنيفاً بلا سببٍ محدد، وأعلم تماماً انني أسبب المعاناة للأشخاص حولي، ولكنني في نهاية الأمر أحتاج أن أتزن، وأنا أحتاجك لأتزن!! الطفل الملعون.. ...
