18 |زوار من الوطن|

3.6K 499 166
                                    

المشكلة الوحيدة التي تحصل عندما تتعامل مع روي إيثوس هي أنكَ تتعامل مع روي إيثوس!

شخصٌ صعب المراس ولا تعرف بما يفكر، على الأقل يمكن أن يتجاهلكَ بما يكفي لتشعر أنه يتعدى مساحاتكَ الشخصية حتى أنني لعنتُه عشرات المرات رغم أنه قادمٌ لأجلي، ولكنه قرر في الصباح أن يرسل لنا رسالةً يخبرنا أنه سيمكث في منزلنا برفقة صديقه هيلر ماكروني، والوقت لم يكن كافياً كثيراً لنعد لهما غرفةً ليستريحا بها حتى رغم أننا مستذئبين وجنية ونعمل بسرعةٍ كبيرة.

"هل يظن أننا نملك قصراً مثله؟" قلتُ ساخراً لسيرا وأنا أنقل أغراضها إلى غرفة لوران وأعد غرفتها لتتسع لشخصين قادمين من السفر، كان الأمر صعباً وأخذ وقتاً طويلاً واضطررنا لاقتراض بعض الأغراض من أصدقاء أبي وأمي.

قبل ساعة من موعد وصول طائرته توقفتُ عن العمل وأخبرتُهم اني سأذهب لأقله من المطار، لوران قررت البقاء لتساعد أمي بإعداد وليمة الغداء قبل وصولهم ووصول أبي وسيرا لم تكن ترغب برؤية والدها مما دفعها لتعتذر عن القدوم.

قدتُ السيارة نحو المطار بسرعةٍ متوسطة، كنتُ أفكر بليلة البارحة، المكان الجديد الذي أخذتني عليه هينار، قدرتها على فهم الحيوانات، وكيف انتهت تلك الليلة، ليس بمشاهدة النجوم وشرب المشروبات والضحك على ذلك، بل برأسي موضوعٌ على كتفها وهي تربت عليه دون أن تعرف ما الذي يزعجني أصلاً..

استمر ذلك لفترةٍ من الوقت قبل أن نقرر المغادرة فأوصلتُها للمنزل بسيارة أبي ثم عدتُ لمنزلي، رائحتها مازالت في السيارة قليلاً مما دفعني لأفتح النوافذ جميعها لأن روي سينتبه لها بالتأكيد وسيطرح الأسئلة.

ركنتُ السيارة في المواقف التابعة للمطار، وخرجتُ أقف بجانب بوابة المغادرين أنتظره، استطعتُ الشعور به بوضوح على الجانب الآخر بينما ينهي أوراقه قبل أن يظهر جسده من خلف الجدار الكبير.

كنتُ مذعوراً من فكرة أنني سأقابل هذا الرجل للمرة الثانية بعد اثنتي عشرة عاماً، رغم اننا نتحدث بين فترةٍ وأخرى، ولكني أتذكره جيداً، أتذكر كم هو قوي ومرعب وكيف أنه يشعرني بثقل وجودده حتى يزعجني بسبب قوته العالية.

لم يكن قد تغير كثيراً، مازال يبدو قوياً جيداً حتى أنني شعرتُ أنه قادرٌ على تحطيم الجدار لو جرب فعل ذلك، يرتدي سترةً طويلة منحته مظهراً مهماً وبجانبه هيلر ماكروني صديقه المقرب، يرتدي ملابس غير رسمية وجذابة بألوانٍ داكنة ويتحدثان وسط الضجيج يبحثان عني.

على الفور شعر بي روي ونظر إلي، كنتُ أشعر أن عينيه تخترقني، وكنتُ خائفاً من رؤيته، ابتلعتُ ريقي واقتربتُ منه، ووسط كل المشتاقين في المطار كنا نبدو كثلاث أشخاصٍ باردين ننظر لبعضنا..

"كبرتَ يا فتى." همهمتُ مبتسماً لكلمة روي ليظهر شبح ابتسامة على شفتيه، ربت على كتفي ومشى للأمام لألتفت نحو هيلر.

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن