بشكلٍ غريب مر اليوم التالي بسلاسةٍ في المدرسة، كابتن فريق السلة الذي كسرتُ يده لم يأتِ، ولم يشتكِ حتى اليوم، وشككتُ أنه قد أصيب بأذيةٍ كبيرة، أو أنه يحضر لشيءٍ سيء فهو لم يكن شاباً سهلاً.
أذكر أن أبي أخبرني أنني وبعض طلاب مدرستي لا نشبه طلاب الثانوية بشيء، لدينا بالفعل طريقتنا بالتعامل مع الأمور وشخصياتنا المستقلة التي تجعلنا نبدو أكبر عمراً، ولهذا السبب بالذات قد نكون حاقدين أحياناً ونتصرف بطريقةٍ سيئةٍ اتجاه الآخرين.
لكن الفتى لم يأتِ، الأستاذ تيمان لم يتوقف عن إزعاجي لاسيما في الحصة الأخيرة أثناء اجتماع الصف كونه المعلم المشرف عنا، تجاهلتُه قدر المستطاع، هذا الرجل يختبر الصبر لدي بشكلٍ مذهل.
غادرتُ المدرسة وأنا أشتمه من بين أنفاسي، لم أمر على صف لوران ولم أشعر برغبةٍ برؤية إن كانت تود البقاء في المدرسة لبعض الأنشطة أو المغادرة على الفور، دسستُ سماعاتي اللاسلكية في أذني وأخرجتُ هاتفي من حقيبتي لأتصل بريمون فقد وعدتُه أن نتحدث عند خروجي من المدرسة لنتفق على مكان لقائنا.
مازلتُ متعجباً من نفسي، أنني تحدثتُ مع ذلك الشاب، وأنني كنتُ من طلب رؤيته، أنا حرفياً لم أعرف عنه سوى اسمه ولم أعرف ما الذي يفعله في كندا أصلاً فقد كانت لهجته غريبةٌ كلياً عنا.
نقرتُ على اسمه وسمعتُ صوت الرنات البطيء قبل أن يغلق الخط بوجهي، ضيقتُ عينيَّ باستغراب ولكني رفعتُ رأسي حين سمعتُه ينادي باسمي، كان يقف خارج بوابة المدرسة، يستند على سيارةٍ رياضية زرقاء اللون، رفعتُ حاجبي مستنكراً وتوجهتُ نحوه ليعتدل بوقوفه وهو يقول "كنتُ قريباً ففكرتُ أن أقلكَ ونذهب معاً."
"لم نتفق على هذا." قلتُ ساخراً ليخرج هاتفه من جيب سترته الجلدية وقال "اتفقنا أن نلتقي بعد مدرستكَ وأبقينا الموعد على اتصال، لذا فقط فكرتُ أن أوفر الوقت."
حركتُ رأسي إيجاباً ولم أستطع معارضته ليقول "هل تعرف مكاناً قريباً؟"
"هناك مقهىً عائلي جيد على بعد شارعين من هنا."
"مقهى عائلي، هذا مثير للاهتمام."
هو قال ساخراً وقاد سيارته حيث أرشدته، إلى نفس المقهى الذي أخذني أبي إليه منذ فترة وفكرتُ أن أصطحب لوران إليه، ولكنه كان جيداً بما يكفي حتى آخذ غريباً إليه لأضمن أنه سيعجبه.
ركن سيارته في الخارج، واتخذنا طاولةً بعيدةً عن وسط المقهى الذي بدأ يزدحم في منتصف النهار، أمسك ريمون قائمة الطعام وحدق بها طويلاً وتساءلتُ هل اختار هذا الشاب أمي لتدرسه بشكلٍ عشوائي أم أن هناك غايةٌ من هذا.
ثمة شيءٌ غريبٌ حول ريمون، هذا الشيء الذي يجعلني أتساءل لم أنا مهتم، ولكن كان هناك سبب، كنتُ أشعر أن هناك صوتٌ في داخلي يخبرني أن عليَّ التحدث مع ريمون، أن هذا مهمٌ للغاية.
أنت تقرأ
The Cursed Child | الطفل الملعون
Про оборотнейثمة الكثير من الأشياء في رأسي، تتضارب مع بعضها البعض بلا توقف، لا أستطيع السيطرة عليها، أحياناً أصبح شخصاً عنيفاً بلا سببٍ محدد، وأعلم تماماً انني أسبب المعاناة للأشخاص حولي، ولكنني في نهاية الأمر أحتاج أن أتزن، وأنا أحتاجك لأتزن!! الطفل الملعون.. ...