38 |خسارة الذات!|

3.4K 522 287
                                    

الغرفة التي كنت فيها كانت بجدرانٍ بيضاء قاتمةً بعض الشيء، كانت باردةً للغاية، والأرض قاسية، وبعض الشقوق على الجدران، تخيلتُ أن هذا هو الجحيم لأن هذه ليست صورة الجنة حتماً..

جسدي كان مليئاً بالجراح، قدمي وفخذيَّ وساقيَّ وكتفيَّ وذراعيَّ وصدري، كل جزءٍ بي كان ينزف الدماء بغزارة، وملابسي كانت تحمل رائحة الدماء القذرة بعد أن تجمد ما نزفتُه سابقاً عليها، كل جزءٍ بي كان يؤلمني بشدةٍ أيضاً ولا سيما يديَّ المقديتين بأصفادٍ حديدية قوية ومعادتان للوراء بقوة حتى شعرتُ بالشلل بهما..

كنتُ مستنداً بظهري على شيءٍ ما، حين استدرتُ بصعوبة رأيتُ أنه سريرٌ بلونٍ أزرق، كنتُ في غرفةٍ ما، ولكنها حتماً كانت غريبةً علي..

كنتُ حياً بطريقةٍ أو بأخرى، ولكني كنتُ بنفس الوقت لا أشعر أنني كذلك، أردتُ رؤية شخصٍ ما ليخبرني إن كنتُ على قيد الحياة حقاً أم أن هذه هلوساتي بعد الموت..

كنتُ متأكداً أن أدريان قتلني، كان ذلك آخر شعورٍ مر بي، شعورٌ حقيقي للغاية لا يسعني نكرانه، لقد شعرتُ بحياتي تتلاشى مثل سرابٍ هائم، كنت متأكداً أن ضربة أدريان أنهت علي تماماً، لا مجال لتغيير ذلك، شعرتُ بأنيابه وهي تسلبني ما بقى من حياتي بعد كل هذه الإصابات.

فُتح الباب المقابل لي، أطلت منه امرأةٌ بفستانٍ منزلي وشعرٍ أسود مرفوع للأعلى، نظرتُ لها وتعابير وجهي تحمل كل أسئلتي التي لم أستطع النطق بها بينما قالت بدون أي تعبير "استيقظتَ أخيراً" وخرجت مجدداً..

في الثواني القليلة التي كانت بها أمامي استطعتُ سماع صوت تنفسها وضربات قلبها بوضوحٍ تام، مثل ما عشتُ طوال حياتي، ولكنها رحلت مجدداً، لم أعرف ما الذي يدور حولي..

اختفت لدقائق طويلة شعرتُ بها كساعات، حاولتُ تحرير يدي ولكني ضغطتُ على بعض جراحي لأتأوه بألم، وانشغلتُ بالوقت التالي أحاول تنظيم أنفاسي من موجة الألم التي اجتاحت جسدي..

فُتح الباب مجدداً، وأطل منه آخر وجهٍ توقعتُ رؤيته، في هذا الوقت، في هذا المكان الغريب، وفي هذه الحالة..

عينيه نطرت إليَّ بملل وكأنه يسأل نفسه عن القرف الذي يعيش به هذا الطفل ثم اقترب لينحني على الأرض مقابلا لي، ينظر إلى وجهي مباشرةً.

رفع يده ليمسك ذقني ويشد عليه بقوة وهو يسأل "ما الذي عليَّ أن أفعله بكَ أونار إيثوس؟"

"ما الذي حصل؟" قلتُ غاضباً ليبتسم باستفزاز ويرد "أعتقد أنني أخبرتُكَ مراتٍ عديدة أن تنتبه للهجتكَ معي لأنني لستُ صديقك." شد يده أكثر واستطعتُ الشعور بإبهامه يضغط على جرحٍ بوجهي لأعبس متألماً أكثر وأضاف بنبرته الساخرة المعتادة "كما أنني أخبرتُكَ عدة مرات أن تملأ ورقة رغبات دراستك الجامعية ولم تستمتع لي، السنة انتهت بالفعل وأنتَ الوحيد الذي لم يتقدم، وهذا يكسر قلبي كما تعلم.."

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن