34 |هاربة من المدينة القديمة!|

3.1K 473 107
                                    

بعد مرور عدة أيام فرغ المنزل على غير العادة، روي وهيلر خرجا لأجل شيءٍ ما، وأبي قال أنه مضطرٌ ليسلم أسئلة الامتحان إلى الجامعة، كنتُ في الصالة جالساً على الأريكة، أسند ظهري على بعض الوسائد وأمدد قدمي على المساحة الفارغة هناك، بينما أمي في نفس الغرفة مقابلاً لي، تقوم بترتيب بعض الكتب في المكتبة، طرقاتٌ عديدةٌ على الباب جعلتها تعقد حاجبيها ثم خرجت لتفتحه، سمعتُ حواراً يدور في الخارج لكني لم أستطع أن أتبين أي شيء، بعد قليل عادت تنظر إلي بعبوس وهي تقول "هينار بوسادين تريد رؤيتك."

"هينار؟"

حركت رأسها إيجاباً وتساءلتُ ما المحادثة التي دارت بينهما على الباب، طلبتُ من أمي أن تدخلها رغم أنني لم أكن أرغب أن تراني بهذه الحالة، وبدا على أمي العبوس أكثر فقد كانت تنتظر مني أن أطلب منها الذهاب ولم أفعل.

"يمكنكِ الدخول." قالت بينما تفتح الباب ودخلت هينار محرجةً من رد أمي البارد عليها، كانت ترتدي سترةً طويلةً بلونٍ نبيذيٍ داكن بدت مذهلةً مع بشرتها السمراء وشعرها البني، نظرت إلي بابتسامةٍ متوترة لأشير لها لتجلس على الأريكة المقابلة لي.

"أمي.. هل يمكنكِ أن تعدي الشاي لنا؟"

مجدداً لم تكن أمي ترغب بذلك ولكنها استجابت لرغبتي وغادرت الغرفة لأنظر نحو هينار، عينيها كانت تطالعني، ومنيتُ نفسي أن هناك بعض الشوق بها بعد أن اختفت طوال الفترة الماضية.

"أعتقد أنكَ تتساءل لم أتيتُ الآن، ولكن الحقيقة أنني لم آتي لأن روي إيثوس منعني من زيارتك، لقد حاولت القدوم عدة مرات ولكنه كان يترصدني من بعيد لأنه يعلم أني لو اقتربت فسيسمح لي والدكَ بالدخول."

تنهدتُ بثقل بعد كلمتها ولم أعلق، لقد كان شيئاً يمكن للعم روي أن يقوم به بصدرٍ رحب حتى رغم معرفته أنه يؤذيني، همهمتُ بتفهم لتضيف "بعد أن أغمي عليكَ وأصريتُ أن تبقى في منزلنا حتى تستيقظ فلم يعد يسمح لي بالقدوم إلى هنا، حتى في ذلك الوقت كان يريد أخذكَ رغماً عني ولكن والدكَ حل الأمور بيننا وقال أن الأفضل عدم نقلكَ للمنزل في تلك الحالة.."

صمتت للحظة ثم رسمت ابتسامةً متوترةً على شفتيها وقالت "أعتقد أنني متوترةٌ لأنني في شجارٍ دائم مع روي إيثوس وهو بجانبكَ طوال الوقت، وحسناً.. أنا متوترةٌ أيضاً لأنني أتصل بكَ منذ أسبوعين وأنتَ لا ترد علي."

ابتسمتُ ساخراً لما قالته، لقد كان ذلك مشابهاً تماماً لما فعلته معي، الفرق أن في كلا المرتين كنتُ الشخص الذي يعاني، أنا حتى أنظر لها دون أن أتكلم، وهذا الأمر يجعلني أشعر بالألم في صدري لأنني أعاملها بهذه الطريقة.

بعد انفصالي عن أدريان شعرتُ أني أنظر لهينار لموضوعية، لم أعد متمسكاً بها بكل ما أملكه لأنني صرتُ أرى الجوانب التي كنتُ أغفل عنها، قدرتُ أنها كانت تهتم بي، ولكني شعرتُ أنها كانت تستصغرني في بعض المرات، قدرتُ أننا عشنا لحظات جميلة معاً، ولكني تذكرتُ أنها كانت تفعل ذلك لتكتشفني حتى ترفضني إن لم ألائمها!

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن