استيقظتُ بمزاجٍ جيدٍ في اليوم التالي، على الأقل بالنسبة لليلة الماضية التي قضيتُها.
شعرتُ بعظام جسدي تؤلمني بسبي نومي جالساً، فحركتُها لتعود لنشاطها، وأمسكتُ هاتفي على الفور، ولكن هينار لم ترسل أي رسالة.
بدلتُ ملابسي ونزلتُ للأسفل سريعاً، أبي قال أنه يريد رؤية سيريس قبل محاضرته الأولى، وسيوصله سائق الفورملا ون المحترف للجامعة،ضحكتُ لا إرادياً حين تخيلتُ أن سيارة فورملا صغيرة تدخل الجامعة ويخرج منها الدكتور الذي يحسب له الطلاب حساباً، سيريس قد يتصرف بطفولة غريبة أحياناً فقد يقوم بأمورٍ ملفتةٍ للنظر مثل هذه، وقد شهد حينا الصغير سيارة السباق المميزة في منقطتنا أكثر من مرة.
بما أننا نسكن في الحي التابع لجامعة ريكاتي فسيريس على الأرجح سيفعل ذلك بقوله أن المسافة من المنزل حتى الجامعة حيث يعمل أبي ليست كبيرةً كثيراً ولن يتضايق منه أحد.
أردتُ البقاء لرؤية سيريس في هذا الصباح فقد كان منشغلاً كثيراً لأسابيع ولم أتحدث معه أبداً، ولكننا تأخرنا جميعاً ولم أرد رؤية وجه الأستاذ تايمان في منزلي هذه الليلة أيضاً.
"خذ السيارة أونار." أبي قال ريثما يضع المفاتيح على الطاولة لأنظر له باستغراب فابتسم متابعاً "أنا استغلالي بما يكفي لقدراتكم الخارقة، ولكن كل هذه الثلوج في الخارج ستصيبكم بالمرض حتماً.."
"شكراً لك.." قلتُ بامتنان ليبتسم ورأيتُه يتبادل النظرات مع أمي، سحبتُ المفتاح وخرجتُ بينما أخبرتني أمي أنها ستسقبل بعض الطلاب في وقت عودتي تقريباً..
لم يكن روي في الأرجاء ولكنه لم يكن بعيداً، قدرُت أنه على الأرجح نائمٌ بغرفته، وكان هذا جيداً لأنه ربما لن يجد الوقت المناسب للتحدث معي.
فتحتُ باب السيارة وبعد لحظات ركبت لوران بجانبي وسيرا في الخلف، استلقت على المقعد تقريباً وواصلت النقر على هاتفها مصدرةً الصوت المزعج عند ضغطها على لوحة المفاتيح أو أي زر آخر..
"لم يعطيكَ والدكَ السيارة دائماً؟"
لم أجبها، رغم أن محادثة أبي وأمي بعد مغادرتنا المنزل وصلت لأذني، كانت شاكرةً له لأنه سيستغني عن السيارة لأجلنا هذا اليوم فقلبها آلمها للتفكير أننا سنذهب لوحدنا في هذه الثلَج المتراكم، أمي تعاملنا كأطفال، أو كبشر عاديين، في كلتا الأحوال هي تستخف بثلاثتنا، ولكنها تدخل الدفء لأعماق صدري لأنها تعلم أن كل هذه الأمور لا تصنع فرقاً كبيراً لنا، ورغم ذلك مازالت تفعلها وتمنحها الأهمية..
"لأن لوران لا تحب قيادة السيارات." قلتُ أول جوابٍ تافه تبادر لذهني حين أعادت سيرا السؤال مجدداً، وحركتُ السيارة باتجاه المدرسة، ركنتُها بجانب بوابة المدرسة ولاحظتُ بعض الطلاب ينظرون لنا، فلم نكن من طبقة الأغنياء ونادراً ما يأتي طلاب الثانوية إلى المدرسة باستخدام سياراتهم.
أنت تقرأ
The Cursed Child | الطفل الملعون
Weerwolfثمة الكثير من الأشياء في رأسي، تتضارب مع بعضها البعض بلا توقف، لا أستطيع السيطرة عليها، أحياناً أصبح شخصاً عنيفاً بلا سببٍ محدد، وأعلم تماماً انني أسبب المعاناة للأشخاص حولي، ولكنني في نهاية الأمر أحتاج أن أتزن، وأنا أحتاجك لأتزن!! الطفل الملعون.. ...