12 |مفاجأة من بلاد بعيدة|

4.1K 543 382
                                    

في المساء نزلتُ نحو الأسفل، أمي وأبي كانا يتناولان الغداء واشتممتُ رائحة لوران في غرفتها، الشمس قد غربت منذ فترةٍ طويلة والساعة قاربت على الثامنة تقريباً.

"مساء الخير." قلتُها وأنا أسحب الكرسي المقابل لأبي، أتجرع كأس الماء الموضوع على الطاولة كاملاً وأفرك رأسي بألم ليرد أبي "مساء الخير، سمعتُ أنكَ كنتَ متعباً صباحاً، هل تحسنتَ بعد أن خلدتَ للنوم طوال النهار؟"

"أجل.. أنا بخير" أجبتُه بهدوء ونهضت أمي حين وصلتها مكالمة لتخرج من الغرفة بينما أشار والدي لي لأبدأ بالأكل فحركتُ رأسي نفياً.

"ريمون بلابير فتىً جيد." قال بابتسامةٍ صغيرة ثم مرر يده في خصلات شعره الناعمة وتابع "لقد قضينا وقتاً طويلاً نتحدث عن الميكانيك، إنه شغوف، ويبدو أن أمك معلمةٌ جيدةٌ جداً أيضاً."

"قابلتَ الجميع صحيح؟" حرك رأسه إيجاباً وتابع تناول طعامه لأبتلع ريقي وأقول "كان هناك فتاة."

"أجل.. هينار بوسايدن، إنها بيتا القطيع."

"بيتا؟"

"أجل.. كان ذلك واضحاً من اسم عائلتها." همهمتُ بتفهم وتساءلتُ إن كان ذلك حظاً جيداً لي أم لا، تساءلتُ في المقام الأول إن كان علي الاكتراث بأمرها حتى.

"هل لديكَ أي انطباعٍ عنها؟"

نظر لي باستغراب بسبب فضولي غير المعهود اتجاه شخصٍ ما ثم همهم وأجاب "لقد تواجهت مع تاليا في معركةٍ قوية، تلك الفتاة قويةٌ بحق."

"توقعتُ ذلك، لقد كادت تقتلني حتى!" قلتُها هامساً، ولكنه سمعني، على الأقل حين يكون والدكَ مستذئباً فعليكَ أن تنتبه لمخاطبتكَ لنفسك لأنه سيسألكَ عن ذلك حتماً.

"كادت تقتلك؟"

"هينار بوسايدن تكون رفيقتي."

قلتُ الكلمة بدون مقدمات، حدق والدي بي بصدمة، أفلت ملعقته من يده حتى ارتطمت في وعاء الحساء وتناثر بعضه على الطاولة محدثاً بعض االضجيج، نظر لي غير مصدق ما أقوله لأتنهد وأقول "وعلى الأرجح هي تعرف ذلك منذ أيامٍ بالفعل."

"انتظر.. ماذا تقول؟ بيتا قطيع بوسايدن هي رفيقتك؟"

"أجل.. الفتاة السمراء ذات الشعر البني الناعم."

"لم تقول ذلك؟"

"لا أعلم، ولكنني متأكدٌ من ذلك، لقد نظرتُ لها للمرة الأولى وشعرتُ بعاصفةٍ تثور بداخلي، أدريان لم يتوقف عن ترديد اسمها منذ تلك اللحظة، لقد رأيتُها لثوانٍ عديدة وحسب ولكن صورتها مازالت في ذهني وأشعر أني أريد رؤيتها مجدداً.."

قلتُ بضياع، أفكر بكل تلك المشاعر الجديدة علي، ربما ليست مشكلة كبيرة أن أرى رفيقتي وأنا في الثامنة عشر من عمري، ولكن المشكلة الأكبر أنني فتىً ملعون لا أعرف كيف ستكون أيامي القادمة، وأن رفيقتي هذه شخصٌ غريبٌ تماماً عني.

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن