تناولتُ الإفطار مع عائلتي بأكملها، روي كان يتحدث مع هيلر عن الحجز للعودة إلى بريطانيا، قال أنه تأخر جداً وأنه قلقٌ على قطيعه، يريد أن يغادر طالما اطمأن أنني بخير، سيرا كانت جالسةً بصمت، تتناول الطعام دون أن تنطق بكلمة بانتظار سؤالٍ من والدها حتى تحدث به أخيراً "هل تريدين العودة معنا؟"
رفعت نظرها إليه بتردد، ثم التفتت إلى أبي تستأذنه ليبتسم لها ويقول "قرري ما تشائين، إن رغبتِ بالبقاء فمنزلي مفتوحٌ لكِ بأي وقت."
كلمته جعلت ابتسامةً صغيرة ترتسم على شفتيها ثم نطرت لوالدها على الفور "أريد البقاء هنا، أريد إعادة الثانوية أيضا ودراسة علم الأدوية بالجامعة، أنا متخلفةٌ بثلاث سنواتٍ بالفعل، أريد دراسة شيءٍ جيد بعد ذلك، ولا أريد العودة للغابة الآن."
"هل تخبرينني أم تستأذنينني؟" نظرات والدها الباردة كانت مخيفةً بعض الشيء، سيرا تعلم أنها تملك أباً قاسياً على الأرجح لن يقول لها "أحترم قرارك" لو كان يرفضه، ولكنها رغم ذلك أجابت بشجاعة "كلاهما في الحقيقة."
"اتخذتِ قراركِ بالفعل إذاً؟"
"أعلم أن بوسعكَ منعي رغماً عني، أنا أطلب منكَ ألا تفعل ذلك، لذا عملياً أنا أستئذنك."
"افعلي ما تشائين سيرا.." أجابها مشيحاً بأنظاره عنها يتابع تناول طعامه، وبدت سيرا سعيدةً للغاية أن والدها سمح لها بالابتعاد، رغم أنها تشتاق لأمها وتحب أن تكون بقرب والدها، ولكنها لم تكن سعيدة، وكانت ترغب بالابتعاد طوال الوقت.
"ماذا عنكَ أونار؟" قالت لوران لتستوقفها أمي على الفور "دعي أخيكِ وشأنه، الدراسة ليست مهمةً الآن."
"ولكن بما أنني تحسنت، أعتقد أنني سأدرس جيداً هذه السنة." قلتُ وأنا أنظر لوالدي، هذه المرة الأولى التي أفكر بها بمستقبلي حقاً، لطالما ظننتُ أنني لن أملك مستقبلاً أبداً، هذه المرة الأولى التي أرغب بها بالتخطيط للأيام القادمة، لصناعة مستقبلٍ جيد..
"أريد أن أصبح مهندساً معمارياً، فكرتُ بذلك حين صنعنا منزل جيرمن، رغم أن ذلك بسيطاً وأمي قامت بكل العمل، ولكنه شعورٌ مذهل أن تمنح الآخرين منزلاً..
حتى بالنسبة لي، المنزل هو مكان الأمان، لذلك أعتقد أني أريد أن أكون جزءاً من هذا صناعة هذا الأمان والدفء في العالم."
ضحكت أمي لما قالته ومدت يدها من وراء ظهر سيرا لتعبث بشعري مبعثرةً إياه بينما ابتسم أبي باتساع على إجابتي وقال "أدعمكَ بذلك أونار."
بعد انتهائنا من تناول الإفطار وضعتُ طعاماً لجيرمن وجلستُ بجانبه أمسح على فروه بينما يأكل، هيلر أخبر روي بوجود طائرةٍ في المساء سريعاً وبدأا بحزم أمتعتهم باستعجال، بينما سيرا تجلس في الصالة تقلب بهاتفها.
أنت تقرأ
The Cursed Child | الطفل الملعون
Lobisomemثمة الكثير من الأشياء في رأسي، تتضارب مع بعضها البعض بلا توقف، لا أستطيع السيطرة عليها، أحياناً أصبح شخصاً عنيفاً بلا سببٍ محدد، وأعلم تماماً انني أسبب المعاناة للأشخاص حولي، ولكنني في نهاية الأمر أحتاج أن أتزن، وأنا أحتاجك لأتزن!! الطفل الملعون.. ...
