18

28 9 0
                                    

وضع المغيرة خطة محكمة للنيل من جازي، وبعد ما يزيد على ستة أشهر من إعلان منيب عن الجائزة، شرع المغيرة في تنفيذ خطته. كان هنالك مدينة اسمها البادئة قريبة من كل من الفيحاء والأمينية. وقد اتفق المغيرة مع عمدتها على تنفيذ خطة معينة، وهي إرسال قافلة ضخمة، محملة بالذهب والحلي والبضائع الثمينة والنساء باتجاه الغرب. وقد طلب المغيرة من عمدة البادئة أن يعلن عن هذه القافلة في شتى الأنحاء، حتى يسمع عنها كل أهل البقاء وبالذات جازي. وبالفعل نفذ عمدة البادئة طلب المغيرة. وقد حرص الأخير أن تسلك هذه القافلة الطريق نفسه الذي سلكته قافلة حمدان ابن منيب، عندما أغار عليها جازي وقتل حمدان؛ حتى يزيد الفرصة لإغارة جازي عليها ويوقعه في الفخ.

دائما، أغار جازي على أية قافلة ضخمة في ناحية الفيحاء وما أحاط بها؛ لأن ذلك يعود عليه بربح كبير دفعة واحدة؛ لذلك حرص كل سكان تلك المناطق على أن يرسلوا قوافل صغيرة؛ ليقللوا فرص إغارة جازي عليها، وكذلك ليقللوا خسائرهم إذا ما حدث وأغار عليها هو ورجاله.

ولهذا كله حرص المغيرة، على أن تكون قافلته المزعومة ضخمة جدا، وأن يُشيع عنها أنها ممتلئة بالكنوز والنساء، حتى يضمن أن يغير عليها جازي.

جمع المغيرة عددا كبيرا من مقاتليه وقسمهم إلى ثلاث فرق، وقاد بنفسه إحداها. وقد ظلت كل فرقة تراقب القافلة المنطلقة من البادئة عن بعد، وقد تحركت الفرق الثلاث بحيث تكون بعيدة عن بعضها.

وكان جميع الرجال في القافلة من مقاتلي المغيرة، ومن أشدهم قوة، وقد تنكروا بزي غير زيهم، فلم يعلم أحد بهويتهم الحقيقية، وظنوهم مجرد تجار عاديين من سكان البادئة.

وبعد ما يقرب الأسبوعين من انطلاق القافلة من البادئة، وأثناء مرورها بمنطقة قريبة من المنطقة التي أغار فيها جازي على قافلة حمدان بن منيب، انطلق مجموعة من قطاع الطرق نحوها. لقد صدق حدس المغيرة، فها هو جازي ينقاد نحو حتفه بقدميه.

لقد توقع المغيرة أنه لا بد وأن يكون المهاجمون هم جازي ورجاله، فكل قطاع الطرق في تلك المنطقة تحديدا كانوا من أتباع جازي.

عندها اتجهت الفرق الثلاث بسرعة نحو قطاع الطرق واشتبكوا معهم، وكذلك استل المقاتلون الأشداء في القافلة سيوفهم وبدؤوا بقتال قطاع الطرق، ومنهم من جعل يرمي السهام لتصطاد قطاع الطرق الواحد تلو الآخر.

وهكذا جزع قطاع الطرق وارتبكوا.

وقد اشتد القتل في قطاع الطرق، لا سيما من قبل المغيرة، الذي كان أقوى الحاضرين في ساحة الوغى. وأثناء الاشتباك، اقترب المغيرة من أحد قطاع الطرق، فضرب سيفه بسيفه حتى أزاحه بعيدا، ثم ضرب ذراع غريمه فجرحها. بعد ذلك أمسك بغريمه من ذراعه المجروحة ووضع سيفه على عنقه، وصرخ: أي هؤلاء جازي؟

فصرخ قاطع الطريق المتألم: لا أعلم.

فجرح المغيرة عنقه بسيفه جرحا صغيرا بات يسيل منه الدم غزيرا، فجزع قاطع الطريق وامتلأ جوفه رعبا.

الزبير يجب أن يقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن