الفصل الثاني الملك الهارب 8

51 9 0
                                    


في المعتزة عاصمة مملكة البقاء، في قصر الضيغم، حيث أقام آل الضياغم حكام المملكة، أرسل الملك هزبر في طلب ابن أخيه الأمير قصي.

لبى الأمير طلب عمه الملك، وحضر إلى حيث دعاه، وهي غرفة جلوس مليئة بالآرائك المصنوعة من الخشب الثمين المزخرف ببراعة، وفي الأسفل سجاد هو الأثمن في كل البلاد، وكانت الغرفة مليئة بالأعمدة البنفسجية المزخرفة بحرفية وفن جميل، ومفتوحة على الخارج إذ أطلت على باحة القصر. وقد بنيت أرضية القصر وجدرانه وحيطانه من الرخام البنفسجي الفاخر المزخرف. وانتشرت في الغرفة وسائر القصر جرار فخارية كبيرة طويلة، يزينها الذهب والفضة والألماس. وانتشرت في الغرفة وسائر غرف القصر الأثاث والتحف الثمينون، وعلقت على الحائط السيوف ذات المقابض والأغماد الذهبية والفضية. كما استشرت في القصر برك الماء الصافي، وامتازت بالتصميم الجميل الذي يسر الألباب، واعتنى بملئها بالماء وبتنظيفها خدم القصر أيما اعتناء.

لما رأى الحارسان على باب الغرفة، الأمير، أفسحا له المجال، فدخل على الملك، وقال: مرحبا بجلالة الملك.

الأمير قصي كان ذا أربعين عاما، وامتلك جسدا قويا ذا عضلات مفتولة، وكان متوسط الطول، ذا شعر أسود كثيف ولحية وشارب أسودين.

وقد لبس الحارسان زي مقاتلي جنود البقاء، المتكون في معظمه من اللون البنفسجي ويتخلله اللون الأسود. أما علم البقاء، فقد تألف من رأس أسد أسود يزأر وينظر إلى اليمين، والأسد يرمز لآل الضياغم، وأحاط بالرأس الأسود اللون البنفسجي.

اعتدل الملك من اتكائته على الأريكة حالما رأى الأمير، وقال: أهلا، بابن أخي. كم مرة أخبرتك أن تناديني عمي عندما نكون وحدنا؟ "جلالة الملك" هذه أمام الآخرين لا سيما الغرباء، أما نحن فعائلة واحدة.

"اعذرني، يا مولاي" رد الأمير، وأضاف: ولكنني لا أستطيع أن أخاطبك بلفظ لا يليق بك.

ضحك هزبر، وبينما الملك يمسك رأس الضيغم، طلب من ابن أخيه الجلوس، فجلس على أريكة أخرى.

ورأس الضيغم هذا هو عصا، طرفها العلوي على شكل رأس أسد مصنوع من الذهب الخالص، ويتصل به من الأسفل عمود أسود اللون. وهذه العصا كانت دوما مع ملك البقاء، وترمز لملوك الضياغم، وعندما يموت ملك يستلمها الملك الجديد.

جعل الملك يشرب من كأس فضية أخذها من الطاولة التي أمامه، بينما أسرع أحد الخدم الثلاثة الواقفين لصب العصير في كأس فضية أخرى فضيفها للأمير.

جعل الأمير يشرب، بينما سأله الملك عن زوجته وأولاده، فرد الأمير بأنهم بخير.

بعدها قال الملك: كما تعلم، لقد حل الربيع، وكعادتنا في كل ربيع نتجه والعائلة لنخيم في غابات الراشد، ونستمتع بخضرة الربيع، وبالصيد والشواء والهواء العليل. سنخيم عدة أسابيع هناك، وسأصحب زوجتي وأولادي، وأخي عماراً وعائلته، وإخوتك وعائلاتهم. وسأتركك هنا في المعتزة لتحكم البلاد وتديرها.

الزبير يجب أن يقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن