2.

1.9K 102 14
                                    

.

《إن أفضل لحظةٍ للتعارف، هي اللحظة التي تسبقُ الفراق》.

فيودور دوستويفسكي

.
.
.

طنينٌ يخترق أذنيها، تحركت ببطء لتتأوه بألم
تَشعرُ أن جسدها تم تحطيمه من قبل شاحنة،

فتحت عينيها ليقابلها نور الغرفة الساطع، غطت عينيها بواسطة يدها تحاول إستِيعاب النور من حولها.

ترى اجساداً تتحرك من حولها؛ لكنها لا تستطيع تحديد اصحابها

''أُمي''
همست بها بعد أن حددت معالم وجهِ أُمها من بين الأجساد المتحركة المحيطة بها
لم تعد تسمع الطنين، لكنها تمنت لو أنها بقيت تسمعه، فَصوت أُمِها الباكي على حالها آلمها أكثر.

''أجل صغيرتي''
ظهر رد والدتها التي كانت تحاول استجماع نفسها،
وهذا كان واضحاً لِميا المتألمة.

''أينَ أَنا؟"
هي تعلم أنها بالمشفى فمظهر الغرفة يظهر هذا بوضوح، لكِنها لا تعرف لما هي هنا

''بالمشفى صغيرتي، بالمشفى''
صوتُ والِدتها المهتز ذَكرها بِما حدث البارحة
وكيف تم هَجرُها من قِبَلِ ماثيو في يومِ زِفافها، لِتسقط دموعها على أثرِ هذهِ الذكرى

''ماذا حصل؟"
خرج صوتها مُختَنِقاً بِدُموعِها العالقة، فَهي رُغمَ تَذَكُرِها لِما حدث لا تتذكر كيفَ وصلت للمشفى فَآخر ما تتذكره هو شعورها بالألم وسقوطها أرضاً.

''لقد صدمتكِ سيارة بينما تقطعين الشارع''
كان صوت أختها الوحيدة من أجابها، كانت نبرتها المعاتبة ظاهرة، بينما عيونها المحمرة كانت تظهر أنها بكت لساعات.

''هل تظنين أنني كنتُ أُحاول الانتحار؟"
هذا ما خطر على بالها حين رأت نظرات أختها المعاتبة، لِتفصح عنه دونَ تفكير لكيفية وقوع تلك الكلمات على والدتها المسكينة.

لَمعت عيون والدتها بل ألم، وتَجمعت الدموع بعينيها،

نغز الندم ضمير ميا، وشعرت بالندم على ما خرج من فمها

''وماذا تسمين ما فعلتيه!؟"
نبرتها المنفعلة، ومعالم الغضب سيطرت على ملامح وجهها، إذاً هي حقاً تظن أنني كنت أنوي الانتحار

''لم أرى السيارة وإن كنتُ أنوي الانتحار يوجد طرق تضمن موتي ليس كَحادث سيارة سخيف''
كانت نبرتي غاضبة لكن تعبي لم يساعد في
اظهارها

تجاهلتُ ما كانت سَتقوله اللعينة ساره،
فكنت لا ازال احاول التذكر ماذا حدث بالضبط، فكما ترون تمَّ اعلامي قبل ثواني بأفضل الطرق لأخبار شخص ان هنالك حادث قد وقع له قبل ساعات
وجهت حديثي لأمي الباكية أسألها ''أين الطبيب أو الممرضة؟"

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن