4.

1.3K 93 27
                                    

.
《بدلاً من إضاعةِ الوقتِ في جمعِ الأوراقِ
المتطايرة، قُم بإغلاقِ النَّافذة》.

فرانسيس بيكون

.
.
.

'أسبوع مليء بالدموع'
هكذا سأصف أسبوعي الأخير، بين دموعي التي جفت، ودموع ساره المختلطة بدموع أمي.
أسبوعي المتعب انتهى، وها أنا الآن أجمع بعضاً من حاجياتي،
ألبوم صور العائلة، الفستان الذي أهداني إياه أبي في عيد ميلادي الرابع والعشرون، والحذاء الذي تشاجرت عليه أنا وساره، وبعض الاكسسوارات التي تم
إهداؤها لي من الأصدقاء والأقارب.
لم أخذ الكثير، لم أرد حمل الكثير من الذكريات،
فأنا أريد الإبتعاد،
وحمل الكثير لا يساعد، فهذا يزيد شوقي ويضعفني، فأعود للمنزل راكضةً باكيةَ.

محادثتي الأخيرة مع أبي لاتزال تتردد في عقلي،
منذ صعودي للطائرة
لطالما كان أبي مصدر قوتي، وصمودي،
وكاتم أسراري.

''الى اين تنوين الذهاب؟" سأل أبي بينما نجلس بالحديقة بصوته الهادئ
''فلوريدا'' أجبته بينما أناظر شروق الشمس،
فهذه هواية والدي العزيز، الجلوس في الحديقة على الأعشاب المبتلة ومراقبة الشروق.
''ليس بعيداً، ظننتك ستغادرين القارة'' أفصح أبي بهدوء عن أفكاره
''أردت ذلك لكنني وجدت مسكناً وعملاً في فلوريدا،
كنت أفكر بالانتقال إلى إيطاليا لطالما أردت
الذهاب هناك، تعلم ذلك'' رغم ان والدي لا يبدو عليه القلق لكنني أعلم انه قلق فلم أغادر جانب والدي لمدة طويلة من قبل.

''متى ستعودين؟" سأل أبي بنبرة يتخللها الحزن الذي لطالما حاول إخفاءه
''سأعود حين أشعر بالحرية حين أشعر أنني قد أصبحت من أريد أن أكون، سأعود إن أخبرتني أن أفعل،
تعلم أنني لن أرفض لك كلمة''
أردفت بينما أحتضن خاصرة أبي بقوة

''هل انتِ بخير؟" سأل ابي ليخرجني من هدوئي وثباتي المصتنعين،
''بخير، بخير" كذبت محاولة استجماع قوتي، محاولة كبت انهياري

''هل انتِ بخير؟'' سأل بنبرة رقيقة حانية، جعلت من عيناي تترقرق بالدموع،
أرجوك ابي لا تستخدم تلك النبرة معي، فأنا احارب لكي لا انهار

أتخذت الصمت كجواب، لكن ابي لم يكن ليقبل بهذا الصمت جواباً
''هل انتِ بخير؟" سأل بنبرة أرق عن التي سبقتها لتنهار قواي وتنهار دموعي معها

''لست بخير، إنني أختنق ابي،
أشعر أنني عشت طوال حياتي للآخرين،
أشعر أن هناك حجراً يقبع على صدري، أشعر بالعجز
ف لم أستطيع إطفاء الحريق المشتعل في قلبي،
أشعر بالذل لتركه لي يوم زفافي،
أشعر بالخيبة لأنني أخبرته عن مدى تقديسي لتلك الرابطة،
أشعر بالندم لإرخاء دفاعاتي وعدم التفكير باحتمالية هجره لي،
أشعر بالحزن على نفسي المرهقة، أشعر بالغباء فقد كان علي صفعه على فعلته تلك،
أشعر بالقرف حين اتذكر الدموع التي ذرفتها أمامه،
أشعر بالألم فقد جرح قلبي كما هو حال جسدي المصاب، أشعر وأشعر وأشعر....''
توقفت فقد أختنقت بدموعي وشهقاتي، وضعت يدي على عيناي اخفيهما، وكعادتي بدأت أفركهما بكل قوتي،
ابعد ابي يدي ثم نظر لعيوني المحمرة،
نظرةً سأتذكرها طوال حياتي، رأيت دموعاً بعينيه
احتضنني ابي بقوة، ورغم شعوري بالألم فجراحي وكدماتي لم تتعافى بعد إلى أنني رحبت بعناقه بقوة بينما انتحب بصوت مكتوم

°°°°°°°°°°°°°°°

اراقب المارة بشرود، لا اعلم كم من الوقت
بقيت جالسة دون حراك فقط اراقب بهدوء، غابت الشمس لِأتساءل عن المدة التي قضيتها هنا، يبدو أنني بقيت هنا لساعات
استقمت من مكاني عازمة، لن أذهب الآن الى مكان سكني الجديد، سأذهب لأقرب فندق أجده.

عللت أن سبب نومها بالفندق يعود للوقت المتأخر،
وأنها قبل أن تستقر في مكان واحد يجب عليها اكتشاف أماكن جديدة في مدينتها الجديدة
'فلوريدا'

لكنها في خبايا نفسها تعلم أنها خائفة من مقابلة رفقاء سكنها الجدد، وأنها خائفة من حدوث أي شيء سيء
لها، هي في قرار نفسها تندم على مغادرة ولايتها
وعائلتها وحياتها
حاولت الابتسام مشجعة ذاتها على ما هي مقدمة عليه،
فلا يوجد مكان للتراجع والندم عليها الاعتماد على نفسها وأخذ فترة نقاهة بعد تلك الأحداث التي لم يمر عليها سوى ما يقارب ال10 ايام
استقمت متوجهة لأقرب فندق يظهر على
الخريطة

ألقيت جسدي المبتل على السرير أتنهد بتعب وإرهاق، أناظر السقف بشرود، ثم أسحب لعالم الأحلام راجية ان يكون غداً يوماً لطيفاً.

______________________
- كيف شايفين البارت؟
حاولت اعصر مخي عشان اكمل 600 كلمة

- شو رأيكم بشخصية ميا؟

*هو ع الاغلب محد معبرني
بس مش مشكلة*

.
.

اتمنى من الأشخاص يلي يشوفوا البارت يدعموه بتصويت وتعليق

دمتم سالمين ♡

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن