11.

675 47 16
                                    

.
《لا تعترف بالحريق الذي في داخلك ابتسم وقل
أنها حفلة شواء》.

فيودور دوستويفسكي.

.
.
.

تنهدت بانزعاج فالبارحة قد تشاجرت مع زيو، فقد أخبرته بقصتي مع ماثيو 'خطيبي السابق' وغضب مني حين أخبرته عن كرهي لشريكي بالسكن ماثيو
الآخر
استذكرت محادثتنا بانزعاج فقد انتهت بطريقة غير جيدة.
||

''ميا، انتِ كالاطفال! هل حقاً كنتِ طيلة هذا الوقت تكرهين شريكك فقد لمشاركته الاسم مع حبيبك السابق!" كانت هذه اول مرة أرى فيها زيو بهذا الغضب وبهذا الشكل
''زيو اعلم انني مخطئة بكرهه لكنني لا أستطيع التوقف عن ذلك!" أردفت محاولة الدفاع عن نفسي فالنظرات التي يلقيها علي زيو تكاد أن تقتلني
''أشعر بالشفقة على ذلك المسكين، انتِ انانية!"
صرخ بي لأشعر بحدقتاي تمتلئ بالدموع لم أكن من النوع الذي يبكي على كلمات الآخرين لكن كلماته آلمتني فهو الوحيد الذي أعرفه هنا حسن المعرفة، من أشعر انه قريبٌ مني كأخ لم أمتلكه من قبل
نظر لي زيو بصدمة وقد بدأ يلمس رأسه الأبيض بتوتر فقد أدرك ما قاله ويبدو أن ضميره بدأ يؤنبه
''اللعنة عليك زيو لم يكن يجب علي إخبارك'' بهمس باكي نطقت، ثم تركته أغادر الحديقة العامة
غادرت أسير برأس منخفض ودموع تهطل بصمت،
لعنت ذاتي بقرف فما قاله زيو صحيح لما أكره ماثيو؟
ألا يجب علي التخلي عن تلك المشاعر لأستطيع البدأ من جديد
وصلت المنزل الذي لم أشعر يوماً فيه بالانتماء رغم
أن بقائي هنا دام لمدة ثلاثة أشهر طوال، فتحت الباب بهدوء محاولة عدم مقابلة أيٍ من المتواجدين
''كايل هل عدت؟" بصوت ناعس سألت ليندا التي لم تلاحظ وجودي بعد ''ميا!" بصدمة أردفت ليندا لأشعر بالشفقة على حالي
''هل حدث شيء؟" سألت بينما تتقدم مني ذات الجسد النحيف بلطف
''لا لم يحدث، أشعر بالنعاس فقط'' أردفت بينما أتصنع التثاؤب وأغادر بعد تمنياتي لها بالحصول على أحلام سعيدة
شعرت بالباب المجاور لباب غرفتي يفتح ويخرج
منه جسد من كرهت طيلة هذه الفترة ''هل انتِ بخ---" لم يستطع اكمال كلامه لأنني قد دخلت الغرفة وصفعت الباب بقوة
ألقيت جسدي على السرير الأصفر بعنف بينما أناظر السقف المرسوم بدموع، شعرت بالضعف يتخلل زواية قلبي 'هل أنا حقاً انانية؟' تساءلت بعد أن ترددت كلمة انانية داخل عقلي مئات المرات حتى أغلقت عينيّ مستعدة لذهاب لعالم الاحلام
||

تحركت متخطية الحاضرين في المطبخ بهدوء، أُلقي التحية الصباحية بابتسامة متعبة
بحثت عن واحدة من زجاجات عصير الليمون خاصتي، زفرت بغضب حين لم أجد أياً منها عالمة من خلف اختفائها، غادرت المطبخ بسخط
صعدت بخطوات سريعة متجهة لغرفتي، تقاطع طريقي مع ماثيو لألمح في يده إحدى زجاجات عصيري المفضل ولغرابة الصدف كانت من ذات الشركة التي اشتري منها وكان اسمي موضوعاً عليها!

نظرت له بغضب لينظر لي بتفاجؤ بينما يخبأ الزجاجة خلف ظهره بخوف

حاولت عدم الاهتمام بذلك وتجاهل الأمر كما أفعل بالعادة فهو لا يبارح اغضابي وكأن ذلك أصبح عمله الشاغل؛ لكن غضبي وسخطي على ماثيو كان أكبر من أن أستطيع تجاهله!
وبنبرة حاولت جعلها هادئة صرخت عليه ''توقف عن سرقة عصيري أيها اللعين!" نظر لي بعيون متوسعة بصدمة بينما أنا ابتعدت من امامه متوجهة لغرفتي صافعة الباب بأقوى ما يمكن
في تلك اللحظة وحين أغلقت الباب بقوة شعرت بكم أنا انانية كما أخبرني زيو البارحة، لأبكي من جديد

رنين الهاتف قاطع لحظة انهياري، حاولت تجاهله لكن لم استطع فأنا بحاجة لصديق الآن
اجبت المكالمة لكنني لم أتطق بكلمة كنت منشغلة بمسح دموعي وتنظيم شهقات

'ميا أنا أعتذر! لا يحق لي الحكم على تصرفك بتلك الطريقة اعذريني' بكلمات صادقة اردف مما جعلني اتنهد اكمل زيو كلماته 'هل تريدين الخروج؟ يمكنك طلب ما تريدين والذهاب اين ما تريدين كتعويض' ابتسمت وكنت في تلك اللحظة قد نسيت غضبي من صديقي العزيز!
''حسناً اذاً متى تريد ان نلتقي؟'' سألته لأسمع تنهيدة مرتاحة من طرفه

'اليوم!' بحماسة زيو المعتادة قالها
''حسناً اذن سأتي للمقهى اشتقت لمخبوزات كاسبر الفرنسية!" بمرح اردفت ثم ودعنا بعضنا
وبدأت باختيار ملابس مريحة تناسب جو فلوريدا
طرقٌ خافت على الباب اخافني حيث كنت اتأمل السقف، شتمت الطارق بخفوت
''أجل؟" بنبرة هادئة اردفت
''ميا هل انتِ بخير؟" صوت ماثيو اخترق مسامعي مما جعلني اجعد حاجبي بانزعاج
''ماثيو لا أظن انه الوقت المناسب'' حاولت انهاء المحادثة التي اتوقع انها ستضمن فكرة افقادي اعصابي كما يحدث هذه الايام في كل مرة نلتقي فيها
"ميا--- قاطعت كلماته قائلة ''ماثيو ارجوك سنتحدث في وقت آخر'' تنهد ماثيو ثم غادر من خلف الباب،
اريد الابتعاد قليلاً عنه حتى أجد حلاً لتصرفاتي اللغينة معه، لا يمكنني كره شخص بسبب أمر لا يخصه!

''كاسبر! صباح الخير'' ألقيت التحية على كاسبر ليلتفت لي مبتسماً يلوح بسعادة
''صباح الخير زبونتي المفضلة'' أردف لأبتسم له ثم اقترب من طاولتي المعتادة
''ألسنا أصدقاء قبل أن أكون زبونتك المفضلة؟'' قلتها لينظر لي بابتسامة ''لن أعطيكِ خصماً'' قالها لأعبس بانزعاج
''صديق لعين'' أردفت ليتنهد كاسبر بفقدان للأمل فقد كان يحاول منذ التقائنا تهذيب ألفاظي كما يفعل مع
زيو كثير الشتم
''أين ذلك الأبيض؟" سألته ليرفع أكتافه بجهل ويكمل عمله
''هل تريد المساعدة؟'' عرضت عليه ليهز رأسه بايجاب،
بدأت بمساعدته بأخذ طلبات الزبائن وتنظيف الطاولات
''يجب أن تعطيني أجراً فأنا أصبحت أعمل هنا أكثر من زيو!'' همست له عند وقوفي بجانبه ليرد
''يبدو انني سأطرد زيو الكسول وأوظفكِ'' قهقهت على كلماته ''من ستطرد أيها القصير ها؟'' قاطع محادثتنا زيو مقضباً حاجبيه
''انت!'' كلمة خرجت من فم كاسبر جعلت من زيو يضع يده على قلبه بدرامية
''انت ممثل فاشل لذا توقف'' اخبرته ليضحك كاسبر باستمتاع

''ما رأيك بالذهاب الى مكان جديد؟"
اقترح زيو اثناء صعودنا للسيارة بعد ان انهى عمله
''حسناً'' أردفت

''أين نحن؟'' سألته حين وجدته يتوقف في حي سكني
''عند منزلي!" اردف لأنظر له بغرابة
''زرت منزلك وتعرفت على زملائك والآن دورك في التعرف على عائلتي'' بحماسة زيو المعتادة قالها لأنظر له بدهشة، لم اتوقع ان اقابل عائلته!
 

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن