17.

565 38 6
                                    

.
《كل مشكلة قمت بحلها أصبحت قاعدة استعملتها بعد ذلك لحل مشاكل أخرى》.

رينيه ديكارت.

.
.
.

بعض اللحظات الثملة تؤدي بنا لمواقف محرجة نتذكرها طيلة حياتنا، هذا ما ادركته ميا بعد ليلة من الثمالة مع هارس وزيو بالاضافة الى ماثيو
والآن هي تعيش العواقب وتمتنع عن الخروج من جناحها في بالمنتج خوفاً من مقابلة ماثيو
ما فعلته ميا لم يكن بالأمر الكبير في نظر هارس اللعين لكن بطبيعتها كثيرة التفكير لم تستطع عدم تضخيم الأمر
شتمت هارس في خلدها مئات المرات كما شتمت ماثيو وزيو، لم تستطع النوم جيداً فقد استيقظت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل البارحة ومنذ تلك الساعة والافكار لا تتوقف عن الظهور في عقلها.

عودة لليلة البارحة حيث وقع ما أرق نوم عزيزتنا
ميا
تمايلت الأجساد بحركات مترنحة، الجميع ثمل كذلك بطلتنا ورفاقها الأعزاء. الضحكات الهسترية تجول على الوجوه وبعض الاجساد قد سقطت بالفعل من كثرة الثمل.
عاد الرفاق لطاولتهم والابتسامات لا تزال عن وجههم،
هذا بفعل الأدرينالين وحالة النشوة التي تسيطر على عقولهم.
''ما رأيكم باللعب؟" اقترح هارس ليهز الحاضرين رؤوسهم علامة على الموافقة
بدأ اللعب وكانت لعبة تقليدية ليست بالأمر المميز
حيث توسطت طاولتهم قارورة زجاجية فارغة تتابع الأصدقاء على لفها وإلقاء الاعترافات والتحديات الطريفة والشريرة والعقاب لم يتخلف ويمتنع عن الاجابة او تنفيذ التحدي هو شرب جرعة من الشراب الموضوع أمامهم
''إذن ميا اعتراف أم تحدي؟" سأل هارس لتضع المعنية يدها على خذها بتفكير هارس ليس بالخصم السهل لذا هي تحتاج لتمعن والتفكير
''اعتراف'' لا مشكلة بالاعترافات لا يوجد ما تخفيه هي ظنت لكن هارس الشرير يحب جعل الأمور صعبة
''اخبرينا سراً تحاولين اخفاءه؟" افصح هارس عن سؤاله لم يكن سيئة؛ لكن لميا كان كذلك حيث التكتم عن حياتها كان مهماً
تجرعت ميا جرعة من الكوكتيل الذي حضره هارس بخلط عدة اصناف من الشراب، كان لاذعاً مما
جعلها تشتمه
''جبانة'' همس بها هارس لتنظر له بسخط.
وللمرة الثانية على التوالي وقع الاختيار عليها وعلى هارس لتزفر الهوار بانزعاج تنتظر التحدي الذي سيلقيه عليها كان عقلها قد بدأ بالترنح لم تعد ذاتها فخرجت ميا الثملة المندفعة
همس لها هارس بالتحدي لتنظر له بحماسة سحبت ماثيو الثمل ترقص معه بحلقة الرقص لم يمانع هو ذلك فكما هي ثملة هو كذلك
وبحركة غير متوقعة اقتربت منه مقبلة خده ثم قامت بدفعه بالمسبح
لم يكن على ذلك الثمل سوى السباحة الا ان الصدمة قد تغلبت عليه لم يتوقع دفعه بالماء مرت عدة ثواني قبل ظهور جسد ماثيو المبتل
ساعد زيو ماثيو بالخروج وعلى ما يبدو هو الوحيد الذي لم يكن ثملاً حد الجنون، رمق ميا بنظرات غاضبة بينما يساعد ماثيو على الوقوف. ربما كان على
الرفاق التريث بالشرب وعدم الوصول لهذه المرحلة من الثمالة؟
طلب زيو النساعدة من العاملين لنقل رفاقه الثملين لغرفهم، تمايلت ميا بجانب ماثيو وهي لا تتوقف عن التكلم بكلمات غير واضحة
''اعتذر ماثيو لم أكن أقصد محاولة قتلك'' هذا ما التقطته أذن زيو ليحاول ابعاد ميا عن كاثيو تفادية لأي اعترافات أو أمور ستقتلها من الاحراج لاحقاً عندما تستيقظ
''لو لم تتركني في ذلك اليوم لا حدث هذا'' صرخت ميا تحاول مقاومة سحب زيو لها لكن لا حياة لم تنادي فجسدها المترنح لا يستطيع الوقوف فكيف يستطيع المقاومة!
اغلق زيو فم صديقته وقد اخذ عهداً على نفسه أن لا يسمح لها الشرب بقربه لأنه يعلم صديقته وما سيحدث غداً حين تستيقظ وتعود الذكريات للعقول.

انتهت الليلة وحلَّ الصباح، وما حدث كان متوقعاً
حيث صرخت ميا اثناء وقوفها تحت المياه الساخنة وصداع يحاول الفتك بها تعاقبت الذكريات مما جعلها تصرخ.
''ميا هل انتِ بخير؟" سألت سايا بفزع اثناء طرقها على الباب

''أجل أجل بخير فقط كدت أن اقع'' حاولت ميا عدم البكاء احراجاً وندماً ماذا لو أن ماثيو لا يستطيع السباحة كاد يموت وبذلك تكون قد حاولت قتله مرتان لا واحدة!
ماذا عن تلك القبلة على الخد ما هدفها!
كيف ستقابل ماثيو الآن؟ يمكننا تجاهل القبلة فلم تكن بالأمر الكبير رغم أنها كذلك بالنسبة لها؛ لكن القاؤه بالمسبح بين اناس ثملين غير قادرين على المساعدة ان غرق ليس بالأمر الذي يمكن نسيانه.
شتمت هارس واللحظة التي عرض فيها ماثيو عليه الانضمام لشرب معهم،
ربما عليها فقط البقاء بالغرفة حتى انتهاء اليوم وعودتهم الى المنزل حيث يمكنها الاختباء منه والتأكد من عدم مقابلته لفترة ليست بالقصيرة.

غادرت سايا ولانا الغرفة لإكمال جولتهن وبقيت هي تصارع أفكارها،
''ميا افتحي الباب'' اخترق صوت زيو عزلتها لتتحرك ببطء نحو الامام تفتحه
''هل قررتي حبس نفسك بالغرفة؟" سأل حالما دخل لتحرك هي رأسها ثم تعيد لسريرها بهدوء
''شكراً لك لمنعي من احراج نفسي أكثر" شكرته بامتنان ليعبس هو على كلماتها ويلقي بجسده على السرير الذي يقبع بجانب سريرها
''لا يوجد شكر بين الاصدقاء كما ان هذا واجبي هل نسيتي؟" اجاب بنبرة منزعجة لتبتسم هي بخفوت
''ما حال هارس وماثيو حين استيقظا؟" سألته
''لم يستيقظ هارس بعد انه يشخر كالبقر، أما ماثيو فلم يتحدث عن ما حدث البارحة وخرج لتناول الطعام برفقة غاري وبوب'' بنبرة ناعسة أجاب،
لتشعر ميا بسخافة حالها فهي تحبس نفسها بالغرفة منذ الصباح كالجبانة خوفاً من لُقياه
''لم اتناول طعامي بعد هيا أريد تناوله ارتدي ملابسك بسرعة انتظرك عند الباب'' قالها ثم غادر لم يترك لها الفرصة للرفض

خرجت بعد عدة دقائق ترافق زيو لتناول الإفطار،
يمكنها تمثيل أن ذكريات ما حدث البارحة لم تعد ولا تتذكر أي شيء من تلك الليلة، أو يمكنها عدم التحدث بالأمر كما يفعل ماثيو.
اتخذت قرارها بالصمت عن ما حدث والتظاهر بالنسبان فقد بدى اختياراً مناسباً لها.
''صباح الخير جميعاً'' ألقت التحية كما فعل زيو وجلست على المائدة التي تجمع بها الجميع عدا هارس الكسول وليندا وحبيبها المزعج كايل.
تبادل الموجودين الأحاديث والأراء حول المكان وجودة الخدمات، نصحت روز بتجربة الجاكوزي والحمام الطيني على الطريقة الهندية. استمع زيو لتوصيات الجميع بتركيز وقد حضر مسار اليوم يبدأ من اللحظة التي ينتهي بها الإفطار حتى اللحظة التي نغادر
فيها المنتجع.
توجهنا للمسبح مع ماثيو كان الأمر محرجاً فنحن نسبح في المكان الذي القيته به البارحة، لم يذكر أحد ما حدث، جربنا الجاكوزي كما نصحت به روز كما جربنا الأطباق التي نصح بها الرفاق للغذاء وانهينا يومنا بحمام الطين على الطريقة الهندية.

_________________

- رأيكم بأحداث البارت؟
- الموقف يلي صار بين ماثيو وميا؟

تصويت🤍.

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن