.
《ابتِعادُنا عن البشر لا يعني كرهاً أو تغيراً،
العزلة وطن للأرواح المتعبة!》.إرنست همينغزي
.
.
.مَرَّ أُسبوعٌ على زِفافي،
دُموعي جَفت منذُ ثلاثةِ أَيام، أصبحتُ لا أستطيع البُكاءَ أكثر.
لايزالُ جُزءٌ مِني يُؤمن أنَّ ما حَدث لَيسَ سِوى كابوسٍ سَأَستيقظ منهُ قَريباً؛
لكنْ لِنَكن واقِعيين أعلمُ أنهُ لَيسَ بِكابوس، وأن ما حَدث حَقيقة لا تَتَغير ولن تُمحى من ذاكرتي يَوماً.أصبحتُ لا أملكُ الشَّهية لِتَناولِ الطعام، لم أَعد أُريدُ التَحدث، ولا أُريدُ الإستماعَ لِأحد،
أُريد فَقَطِ البَقاءَ وَحيدة والبكاء!.لَقد رأيتُ أُمي تَبكي على حالي، بينما أبي يَتَمنى الذهاب لِماثيو وقتله، كما هو حالُ ساره.
لقد مللت من كل شيء،
مللت من نظراتهم المشفقة على حالي، ومن بكائي المستمر،
لقد ندمت، ندمت لأنني لم أصفعه، ندمت لأنني أريته دٌموعِي.أُريدُ الهَرب،
الهرب بعيداً جداً عن المنزل، عن العائِلة، وعن حياتي هذه، أريد الهرب من ذكرياتنا!'كَيفَ وَصلتُ لِهذهِ الحالة؟' تساءلت،
لقد كنت أحب عائلتي ولم أكن أستطيعُ الاِفتراقَ عَنهم لِعدةِ أيام، لازلت أحبهم لكنني أُريد الإبتِعاد،
لقد كنت أحب حياتي وأولوياتها، عائلتي، ماثيو، وأصدقائي.
لكنني لم أكن أحد أولوياتي وهذا ما لاحَظتُه هذا الأُسبوع
كنت آخر ما يَهُمُني!
لا أعرف ما أحب حتى!
لا أعلم ما هي وجبتي المفضلة، أو ما هو لوني المفضل،
لا أعلم مكاني المفضل، أو اغنيتي المفضلة!!
أما إن تم سؤالي عن لون ساره المفضل سأجيب تلقائياً
أنه الأخضر، أو تم سؤالي عن وجبة ماثيو المفضلة
سأجيب بثقة أنها البيتزا، أعلم مكان أبي المفضل،
أعلم أغنية أمي المفضلة؛
لكنني لا أعلم عن نفسي شيئاً، آلمتني تلك الحقيقة أكثر من حقيقة ترك ماثيو لي!.'أستحق الأفضل' همست بها بينما عيني قد امتلئت بالدموع،
خرجت من غرفتي التي لازَمتُها طوال الأسبوع،
توجهتُ لِغرفة والدي باكية
في طريقي لغرفتهما حزمتُ أمري، أريدُ الإبتعاد
والتعرف على نفسي،
وقع تلك الكلمات غريبٌ جداً، فكيف أتعرف على نفسي؟
؛لكن مهما تكون تلك المهمة صعبة وغريبة،
يجب علي فعلهاطرقت الباب ثم دخلت
لم أنتظر سماع أذنهما للدخول،
نظر لي والدي المستلقيان على السرير بقلق، يبدو أنهما يستعدان للنوم
اتجهت لهما دون النطق بكلمة،
احتضنتهما بينما دموعي الجافة عادت للهطول،
لم ينبس أي منا بِأي كلمةَ فقط صوت بكائي وشهقاتي،
ما يسمع في الغرفة
بدأ أبي بالمسح على خصلات شعري البُنية،
بينما شعرت بدموع أمي الساخنة تسيل على عنقي
أنت تقرأ
زِفاف
Romanceقَدَّست مِيا عُقودَ الزَّواجِ، وَاِحتَرَمَتها بِعَقيدَة بائِنَة، حَمَلَتْ فِي مُخَيلَتِها صُورةً مِثالِيةً لِزَفافِهَا، إِلّا أَنَّ تِلكَ الصُّورَ ذَهَبَت مَع مَهبِ الرِّيحِ فِي لَحَظاتٍ، كَمِا فَعَلَ عَريسُها أَثناءَ زَفافِها. •تُغادِرُ أَملَاً بِا...