9.

753 49 9
                                    

.
《إن القيام بخطوة جديدة، أو التلفظ بكلمة جديدة هو أكثر ما يخشاه الناس》.

فيودور دوستويفسكي.

.
.
.

طرقٌ على الباب أزعج نومي، لأشتم صاحبة بغضب بينما اتحرك بعيون نصف مفتوحة أفتح الباب ''ماذا!" بنبرة غاضبة أردفت دون أن استوضح الجسد الواقف أمامي
''إن هاتفك لم يتوقف عن الرنين منذ نصف ساعة!" بصوت منزعج أردف الواقف أمامي بغضب، لم أتعرف صاحب تلك الكلمات ورغم ذلك لم أفتح عينيّ لكي أعلم من صاحبها
''كم الساعة الآن'' سألته بينما أريح جسدي على الحائط بجانبي ''التاسعة وعشرون دقيقة'' أردف لأهمهم له بنعاس
''هل نمتِ؟" سألني بسخرية حين لاحظ ارتخاء جسدي ''لا لم أفعل فقط أريح جسدي'' رددت عليه بنبرة تحمل النوم في طياتها
فتحت عينيّ بفزع حين استوعبت ما نطقه سابقاً، هل قال التاسعة وعشرون دقيقة!
''سأتأخر!!" أردفت بهلع بينما أتحرك في الغرفة بعشوائية غير عالمة من أين ابدأ ''استحمي أولاً'' أردف الواقف عند الباب بهدوء بينما يراقب هلعي
تحركت بعد سماعي لكلماته أحمل بنطالاً واسعاً وقميصاً قطني مريحاً أختفي خلف باب الحمام
''هل تريدين أن أوصلك؟'' عرض زميلي الذي لم أعلم هويته بلطف من خلف الباب
''لا أريد إزعاجك، هل يمكنك طلب سيارة أجرة لي فأنا على وشك التأخر'' صرخت من الحمام أرد عليه
''لا لن تزعجيني فأنا الآخر سأذهب للعمل'' رد علي بينما يغادر الغرفة يحضر نفسه

خرجت من الحمام بعد دقائق من مغادرة الآخر من الغرفة، حاولت تجفيف شعري لكنني لا أملك الوقت لهذا لذا رفعته على شكل كعكة مبتلة
امسكت هاتفي وحقيبتي وأوراقي الشخصية أتأكد من وجود كل ما احتاجه 'اتمنى يوماً لطيفاً' تمنيت بينما أغلق باب غرفتي خلفي متوجهة للخارج
تنهدت حين سمعت صوت لانا من المطبخ تنادي علي
''صباح الخير'' بنبرة تحمل الملل ألقيت التحية الصباحية ''هل تريدين تناول الإفطار؟" سألتني بلطف لأحرك لرأسي بالرفض
''سأتأخر، وداعاً'' ودعتها وغادرت قبل أن أسمع تعليقها على عدم تناولي للافطار، خرجت من المنزل ابحث عن سيارة اجرة، امسكت هاتفي احاول طلب واحدة ليخترق مسامعي بوق السيارة التي امامي بينما يحرك سائقها يديه يدعوني للاقتراب لم أتعرف صاحب الجسد لكنني علمت انه من ايقظني هذا الصباح
بخطوات بطيئة اقتربت من السيارة اركبها ''شكراً لك'' شكرت السائق بينما أضع حزام الأمان، التفت أتعرف على صاحب الفضل في عدم تأخري

"ماثيو!" بنبرة منزعجة اردفت لأشعر بعينه تنظر لي باستغراب فيبدو انه قد لاحظ نبرتي المنزعجة
''آسفة لم أتوقع ان تكون أنت'' أخبرته وقد بدأت اللعب بأزرار اكمام القميص باحراج
لكن وجودي من حامل اسم حبيبي السابق، ليس بالأمر المريح ''لا بأس'' أردف وقد بدأت السيارة بالتحرك بعد أن اعطيته عنوان مكان عملي، لم يتحدث أيٌ منا فقد الصمت الخانق يجول في أجواء السيارة
تساءلت داخلي ان كان يحق لي كرهه فقط لحمله لاسم شخص امقته؟ حولت نظري اراقب تفاصيل وجهه وتحركاته
بشرة برونزية تتألق بفعل اسمرار الشاطئ، أهداب طويلة تحمي عيوناً تحمل لون العشب المميز، أنف صغير مدبب
وشفاه متشققة نتيجة لقضمه المستمر لها،
وشم عنكبوت يتموضع على عنقه بطريقة جذابة، شردت بالوشم للحظات فلطالما ما انجذبت للوشوم رغم عدم حب ماثيو للوشوم، ابعدت انظاري عن جسده ما إن لاحظت مقارنته بماثيو اللعين،
توقفت السيارة لأنظر اليه مستعلمة عن السبب
''لقد وصلنا'' اعلمني بهدوء لأترجل من السيارة أشكره على لطفه واودعه، ابتسم لي بينما يحرك يديه مودعاً متمنياً لي يوماً سعيداً
تحركت بتململ أسير ناحية مبنى المجلة الشاهق،
لم أكن في تلك اللحظة افكر بعملي الجديد أو بزملاء عملي الجدد، كان ما يجول في فكري هو شخصٌ واحد حمل اسماً أبغضه كنت اشعر بالكره ناحيته رغم كوني لا امتلك سبباً مقنعاً لذلك
شعرت بالقرف من ذاتي ف كرهي الغير مبرر جعلني أشعر بكم انا شخصٌ سيء
تنهدت محاولة استجماع نفسي وابعاد تلك الافكار عن عقلي، فالآن ليس وقتها بكل تأكيد!

''مرحباً'' ألقيت التحية على موظفة الاستعلامات بابتسامة
''صباح الخير، هل يمكنني مساعدتك؟" بابتسامة دبلوماسية أردفت برزانة
''أنا الموظفة الجديدة ميا لانديز بقسم التدقيق اللغوي للمجلة'' عرفت عن نفسي تبتسم لي من جديد تدلني عن مكان عملي

توجهت لمكان عملي الجديد بحماسة فالعمل يبقى عملاً تتشارك معهم فقط العمل لست بحاجة لمشاركتهم حياتك وتفاصيلها لطالما احببت عملي كمدققة لغوية واستمتعت به. ألقيت التحية على زملاء عملي الجديد أستوضح منهم عن مكان المدير.

طرقت باب الغرفة الزجاجي انتظر السماح لي بالولوج
''تفضل'' أردف الجالس بالداخل لأدخل دون انتظار
''صباح الخير'' بنبرة هادئة ألقيت تحية الصباح ليرد بابتسامة ويدعوني للجلوس
''انا ميا لانديز الموظفة الجديدة في قسم التدقيق اللغوي'' عرفت عن نفسي بينما أضع ملفي
الشخصي أمامه

''أهلاً بكِ ميا، ادعي آدم كاتل مدير قسم التدقيق،
هيا لأدلك على مكتبك جديد'' عرف عن نفسه لأبتسم له بينما نتوجه لمكتبي حيث سأبدأ العمل
''هذا هو مكتبك'' وقف بجانب المكتب يشير لي ابتسمت له شاكرة ونظري قد بدأ بالتجول في المكان
كانت المكاتب موزعة بعشوائية لكن بطريقة جميلة فلم يبدو كغرفة دراسية بالمدرسة
كان الجميع منشغل بعمله مما جعلي ارتاح فأنا اكره تلك الاجواء المبالغة في الترحيب
غادر آدم أثناء تأملي للمكان مما جعلنا أباشر العمل على المقال الذي أمامي.

''آوه ميا، كيف حالك؟" أردف ماثيو حين لاحظ وجودي بالمطبخ
''بخير وانتِ؟'' أجبت حين وجدت أن عدم الرد أمر مبالغ به فقد أزعجت نومه منذ الصباح و قام بتوصلي وكان ذلك لطفاً منه
''بخير، كيف هو عملك الجديد؟''سألني وشعرت برغبته بتمديد المحادثة الا انني لا أستطيع البقاء أكثر
''بخير وظيفتي مريحة وزملائس لطيفين رغم عدم حاجتي للاختلاط معهم بحكم عملي كمدققة لغوية''
اردفت ليحرك رأسه بفهم بينما يتوجه ناحية الثلاجة
''سأذهب لغرفتي تصبح على خير'' ودعته بلباقة مغادرة المطبخ متوجهة لغرفتي

''كيف كان يومك؟" بنبرة ناعسة نطق شخصٌ من خلفي لأنظر له بهدوء
''بخير هارس وانت؟" اردفت بينما أسند جسدي على الحائط المقابل لغرفته

''كما ترين لتوي استيقظت'' بمظهر مبعثر كان هارس واقفاً أمامي يسند جسده على الحائط المقابل لي كما أفعل، بجوارب مختلفة اللون وبنطال قصير يحتوي على رسومات طفولية عشوائية بمختلف الألوان،
وتي- شيرت صفراء مزينة برسومات لزهور متتوعة، مظهر يؤذي العين لبشاعته
''هل تملك اصولاً مكسيكية؟" سألته حين لاحظت أن تأملي قد طال
''أجل والداي من المكسيك'' أجاب لأنظر له بفهم،
معالم وجهه خليط بين الآسيويّ وذوي البشرة الداكنة بطريقة مميزة لا تظهر سوى في المكسيك،
شعره الاسود اللامع وعيون الواسعة السوداء، لم يكن هارس قبيحاً كان نحيلاً لطيف المعالم مبتسم الثغر وكسول الطبع، يحب المرح وتكوين الاصدقاء لا يهتم بالموضة وهذا يظهر على حاله الآن يبلغ من العمر
20 عاماً يدرس البرمجة

''هل تريدين تناول الطعام؟" عرض علي وهو يتحرك لتوجه للمطبخ رفضت عرضه بلباقة أشكره على لطفه واختفيت خلف باب غرفتي الابيض

تصويت🤍.

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن