19.

531 35 5
                                    

.
《ثمة صوتٌ لا يستخدم الكلمات... فأنصِتْ》.

جلال الدين الرومي.

.
.
.

الحب كالنباتات ينمو بالعناية والاهتمام، اسقيه صبراً ولا تبخل عليه بالاهتمام، ولا تنسى أن الثقة كالسماد
لذلك النبات، ابتعد عن الكذب والأوهام. لا تحتاج التصنع لجذب الطرف الآخر لك فأما أن يحبك لشخصك أو لا؛ لكن أن تبني علاقتك على الأوهام يعني أن تربة نباتك غير صالحة للحياة. وهذا ما اتبعه ماثيو في محاولته لجذب ميا له وتغير نظرتها نحوه من صديق غريب لشخص يستحق أن يكون حبيب.
ربما الأمر مبكراً بعض الشيء فلم يدرك ماثيو اعجابه بميا سوى من اسبوع وبعض الايام؛ لكن خلال هذه المدة القصيرة ادرك أن ما يملكه من مشاعر صادقة تستحق القتال وخاصة أن ميا تبدو كالغريق الذي يبحث عن مرساة فهي في حربٍ بين العقل والوجدان.
فأصبحت الصدف المدبرة من طرفه تجمعهما، لم تكن ميا تعترض على ما يحدث بينهما من تقدم بل كانت تسايره لحد كبير، فهي تريد الخلاص من حافة الماضي والذكريات، وعدم سماحها لقلبها بالوقوع بالحب كان أمراً لا يمكنها السماح به فهي من تحب
الحب والأحباء!

لاحظ جميع الرفاق تطور العلاقة بين ميا وماثيو فقد عُقِدت هدنة، ولم يعد هناك شجار على زجاجات عصير الليمون منذ فترة، وأصبح ماثيو لا يبخل فــ بجلب الكثير من العصير لعزيزته، مما جعلها تشعر بأهميتها لديه، وكذلك سؤاله عن يومها باستمرار فشعرت بالاهتمام، فمشاركته للطرائف والأحاديث الممتعة فلا تشعر بالملل بصحبته، فأصبحت تتوق لعودتها للمنزل وجلوسهما في الحديقة وبدأ الأحاديث المختلفة ومتنوعة الألوان حيث قصَّ ماثيو عليها بعض الذكريات ولم يتردد بالاجابة على جميع ما يجول بخاطرها عنه فهذا اسعده فها هي تبدي بعض الفضول والاهتمام ناحيته.


''ماثيو استيقظ'' حاولت ايقاظ ماثيو بطرقي على باب غرفته، يبدو أنه دورها لتفعل ذلك بما أنه يفعلها بالعادة
يجب اليها رد الجميل، لم يرد لتجد ذلك سبباً لدخول
غرفته. لم يسبق أن دخلتها من قبل لذا تفحصتها بتمعن اثناء سيرها ناحية السرير
''ثيو استيقظ'' هززته بهدوء على عكس طريقة ايقاظه الهمجية لي، رغم أن له الفضل في عدم تأخري عن عملي، لذا تغاضيت عن طريقته.
''ثيو استقيظ، اصبحنا في منتصف اليوم" اخبرته حين لاحظت تململه بانزعاج نتيجة هزي
''ميا اليوم عطلة استطيع النوم كما اريد'' تقلب ليكمل نومه على بطنه، تنهد بتعب فيبدو أن الطريقة الحضارية لا تأثي بنتيجة
''ثيو ان لم تستيقظ خلال ثلاث ثواني سأقفز فوقك، أقسم'' هددته بصبري قد انتهى، لم يتحرك ثيو من مكانه او يرد على كلماتي رغم تأكدي من سماعها
وبهذا لم يترك لي الخيار!
قفزت عليه ليشهق بفزع يبدو انه لم يصدق كلماتي وهذا غباءٌ منه، فأنا امرأة كلامي!
''تباً! ميا ما خطبك!" بتأوه أردف لأنظر له بسخرية لقد حذرته، وعدم اخذه لتحذيري على محمل الجد مشكلته
"حذرتك!" دافعت عن نفسي، ابتعد من فوق جسده
المسكين
''ما سبب ايقاظي؟" سأل بانزعاج لأنظر له ببعض التوتر فأنا لا أملك سبباً وجيهاً لإيقاظه، فقط اردت ازعاجه.
''هل احتاج سبباً لفعل هذا؟" سألت أحاول تغيير الأمر، فقد شعرت بالملل من دونه، غادر زيو لقضاء رأس السنة مع عائلته في كندا حيث يتواجد بعض اقاربه،
لم اسافر بعد لمنزلي فرحلتي قبل رأس السنة باسبوع أي يفصلنا عنها ما يقارب الاسبوعين!
كما ان ليندا وكايل قد سافرا برحلة ثنائية لقضاء العطلة، وهارس عاد لمنزل عائلته، والبقية مشغولون!
حاول ماثيو عدم الانزعاج من فعلها، واخذ فعلها من الجانب الايجابي، هي تريد تقضية الوقت معه.
''ماذا تريد الجميلة ان تفعل؟'' سأل بصوت ناعس وعيون نصف مغلقة، يضع يده على خده يتأمل تقاسيم وجهها بهدوء
''لنطلب بعض الطعام فلم اتناول شيئاً منذ عشاء البارحة. اثناء ذلك لنشاهد فيلماً'' عرضت عليه ما تريده ليتحرك بنعاس محاولاً الاستقامة دون السقوط
''سأذهب لطلب الطعام واختيار فيلم'' غادرت بعد أن اختفى جسده خلف باب الحمام

أعددت بعض الفُشار أنتظر قدوم البيتزا والمشروبات الغازية، دقَّ الجرس فتحركت لفتحه لكن ماثيو النبيل سبقني دافعاً الحساب مما جعلني أنظر له بحاجب مرفوع
''توقف عن التصرف بنبل قد تصبح مفلساً!" أخبرته أثناء إلقاء جسدي على الأريكة براحة
وضع ماثيو ما في يديه على المنضدة أمامنا وألقى بجسده بجانب جسدي بحذر محاولة عدم قتلي بجسده لكنه فعل!
بكيت بصمت في نهاية الفيلم -Me before you- حيث مات البطل لم تكن النهاية حزينة لتلك الدرجة لكن دموعي هبطت دون إرادتي. نظر لي ماثيو بغرابة وبدأت نظراته تتنقل بين التلفاز وبيني، لم يتوقع أن أبكي على فيلم أخترته؟ لم تكن أول مرة يراني أبكي فيها لذا لا مشكلة
''ميا هل تبكين حقاً عليه، كانت النهاية متوقعة!
لما اخترتي فيلماً ذو نهاية حزيناً لا افهم؟'' بنبرة ساخرة أردف ماثيو لأرمقه بغضب من بين دموعي وألكم كتفه.
''ما رأيك يا سيد نبيل أن تختار أنت الفيلم القادم؟" بنبرة متجهمة عرضت عليه ليحرك رأسه بحماسة ويبدأ باختيار فيلم
''ما رأيك -She's the man-؟'' سأل لأحرك رأسي بموافقة وأقضم البيتزا اللذيذة، رغم مشاهدتي لهذا الفيلم عدة مرات فهو المفضل لدي.
تعالت ضحكاتنا وتعليقاتنا الساخرة اثناء مشاهدة الفيلم، وعند انتهاء الفيلم نام ماثيو المتعب على كتفي بهدوء.
تأملته بصمت افكر بما حدث بعد ما حدث أثناء عودتنا من المنتجع قبل أسبوعين تقريباً، وأظن أنني بدأت اعجب بماثيو وهذا يخيفني بعض الشيء فقد شعرت أنني بدأت بالاعجاب به بفترة قصيرة وهذا أمرٌ خطير بعض الشيء، من الممكن أن أكون معجبة باهتمامه بي
لا أكثر؟
غفوت بعض مدة من التفكير أترك تلك الأفكار وأريح عقلي المتعب كما هو جسدي

__________________
البارت ما دققته حتى لو شوي🗿 لأني حسيت حالي تأخرت بالتنزيل

أتوقع ضايل كم بارت وتخلص الرواية لأني ما أحب الروايات الطويلة كثير ولما فكرت بالرواية تخيلتها عشرين جزء، بس شكلها راح تتخطى العشرين💀

_ رأيكم بتقدم علاقة ماثيو وميا السريع شوي؟

تصويت🩶.

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن