زِفاف

20.

.
《لقد كان مجيئك، مجيء السلام على قلبي》.

فيودور دوستويفسكي.

.
.
.

العيد قد حل وعاد جميع الرفاق لقضاء عطلتهم أما مع العائلة أو الأصحاب. كانت ميا تشعر أن جرعات الاشتياق قد زادت وأنها على مطلع البكاء شوقاً، هي ستبكي حين ترى عائلتها وتصل لأعتاب البيت، لكنها متأكدة أن هذا الفراق كان للأفضل ولن تندم عليه يوماً لكن يبقى فراق الأحبه مرُّ المذاق.
وبخطوات سريعة مشت تتوق لرائحة المنزل الحلوة، حيث تجتمع العائلة والأصدقاء، كانت تتمنى قدوم رفاقها وزيو لزيارة عائلتها والتعرف عليهم لكن لدى الجميع مشاغل قي موسم الأعياد.
"ميا" والدتها صرخت حال فتح الباب وظهور جسد من غابت، التقفت الأم ابنتها بحضن طويل تعبر عن شوقها بالقبلات، وبكلمات باكية أمها لم تتوقف عن الافصاح عن كمية الشوق التي اجتاحتها أثناء الغياب.
''اشتقتُكِ أيضاً أمي'' ببعض الدموع أردفت أشد على حضني الحاني
''آوه يا طفلتي لقد هزلتي ألا يوجد طعامٌ هناك!" وبعاطفة الأم القلقة نطقت لتقهقه ميا ببعض الفكاهة تحاول تغير الأجواء
''أمي لقد زددت ثلاثة كيلوغرامات، كيف تقولين أنني هزلت!" قهقه الأب يأخذ طفلته بحضن يخلفه الشوق الشديد، رغم تلك الأحاديث الطويلة التي قضاها مع ابنته إلا أن ذلك لم يكفي الأب المسكين.
بحضن طويل يعبر عن مشاعر الشوق الصامت خاصته بقية متمسكاً بها.
''أبي اشتقتُك'' ميا لم تستطع كبت دموعها أكثر وها هي تنفجر بالبكاء بحضن والدها الآمن.
أبعد الأب ابنته يقبل رأسها بلطف وما إن ابتعد حتى دفعت بعنف نتيجة قوة الحضن الخاص بساره.

''لِمَ كل هذه الدموع!" حاولت ميا التخفيف عن شقيقتها المختنقة بالبكاء، هي تحاول كبح دموعها فلا تريد من جو الأعياد أن يفسد.
بكلمات مختنقة عاتبت الصغرى رغم عدم فهم الكلمات إلا أن المغزى كان واضحاً، بعض العتاب وقليلاً من السباب كان هذا فحوى الكلام.
أبعد عمي جسد ساره بلطف فإن ترك الأمر لها لن تبتعد عني وهذا أمرٌ لا أمانعه.
"ابنة اخي الكبرى والذكية، كيف هي أحوالك؟" سألني بينما يحتضن جسدي بلطف
''بخير عمي لاري وانت؟ هل عملك بخير؟" سألته بابتسامة بعد ان ابتعدت عن عناقه
"بخير عزيزتي بخير'' رد لتمسكني جدتي ببعض من تأنيب تسحبني لحضنها العتيق بلطف، رغم عدم تبادلنا الكلام اثناء العناق كانت مشاعرها فد وصلت من نظراتها المؤنبة، هي كوالدي قليلة التحدث عن مشاعرها، وما سر الولد سوى والدته.
خالتي نورا كانت كوالدتي فهي أختها بالنهاية، بكت قليلاً تذكرني بكمية شوقها الشديد وتؤنبني لعدم مراسلتها والتواصل معها.
صافحت رون ابن خالتي نورا بابتسامة نتبادل الكلمات الهادئة دون مشاعر تأنيب أو اشتياق لم تكن علاقتنا بتلك القوة، كانت فقط تحيات متبادلة.
أخرجت الهدايا التي احضرتها لأفراد العائلة لعيد الميلاد، تبادلنا الهدايا والابتسامات والتمنيات اللطيفة
الدافئة.