18.

552 37 16
                                    

.
أن تكون صادقاً تماماً مع نفسك هو تدريبٌ جيد》.

سيغموند فرويد.

.
.
.

لم يكن القاء ميا لماثيو بالمسبح مشكلة بنسبة له
فهو يعرف هارس منذ سنوات لذا اعتاد على العابه السخيفة
لكن ورغم معرفته أن هارس خلف تلك القبلة إلا أنه لا يزال يفكر بها، هل فضوله نحو زميلته بالسكن تحول لإعجاب؟ أصبح هذا السؤال يشغل باله منذ استيقاظه
بعد ليلة الثمالة تلك.

قاد سيارته محاولاً عدم النظر بالمرآة الأمامية،
فقد حان وقت العودة للمنزل، كان باله مشغول بتخيل ما يشغل بال الشاردة في الخلف
رفضت ميا الجلوس بالأمام بحجة أنها متعبة وتريد النوم بالخلف رغم سخافة حجتها إلا أنه لم يعترض فقد كان هو الآخر مشغولاً بالتفكير

''ماثيو ماثيو'' قاطع شروده هز زيو لكتفه لينظر له المعني بتساؤل عن سبب مناداته
''تبدو متعباً ما رأيك أن أقود عوضاً عنك؟" عرض عليه زيو بلطف ليهز هو رأسه بموافقة فهو يحتاج لبعض الراحة
عاد لشروده حالما بدأ زيو بالقيادة متوجهاً لبيته
هو يعلم أن ما حدث ليس بالأمر الكبير فلم تكن سوى قبلة على الخد إلا أن قلبه لا يزال سعيداً بها، مما جعله يفهم سوء الموقف، لقد بدأ بالإعجاب بميا مما يجعل الأمر صعب التجاهل.
غادر زيو بعد أن وصل لمنزله وعاد هو للقيادة من جديد، حول نظره للمرآة يتأمل النائمة بالخلف بهدوء، يبدو أنها قد نامت من فرط التفكير
ربما هي تملك مشاعراً ناحية زيو فكر بذلك مما جعل حاجبيه ينعقدان بانزعاج.

''ميا استيقظي هيا" حاول ايقاظها بلطف لكنها لم تستيقظ مما جعله يهزها ببعض القوة
فتحت عينها بفزع تنظر حولها تستعلم عن سبب هزها
''اذهبي للنوم في غرفتك'' قالها بينما يبتعد عن باب السيارة لتخرج
غادرت دون النبس بكلمة بخطواتها المترنحة لشدة نعاسها، حمل هو الحقائب وأغراضها المتوزعة في السيارة للمنزل يشاهد سيرها المتعرج باستمتاع، فقد كانت تحركاتها ظريفة بنظره

ألقت بجسدها على السرير بتعب غير مهتمة بتبديل ملابسها او خلع الخف المنزلي الذي ارتدته حال وصولها
مسح بنظره حال الغرفة، حيث كانت الملابس موزعة في زوايا الغرفة بعشوائية كما هو الحال مع الأوراق الممزقة التي تتوزع على مكتبها
تقدم يضع حقيبتها واغرضها بجانب السرير بهدوء محاولاً عدم ازعاج نومها، أبعد عنها سترتها حيث كانت معلقة بذراعها وخلع الخف، وغادر بهدوء وقد شقت ابتسامة هادئة وجهه.

''ميا ستتأخرين استيقظي'' مر على محاولته لإيقاظها ما يقارب العشر دقائق لكن لا حياة لمن ينادي
''أبي ارجوك نص ساعة أخرى'' همهمت بانزعاج تغطي رأسها بالغطاء من جديد لكن لم يعد هناك وقت ستتأخر إن لم تستقيظ حالاً!
ابعد الغطاء عن جسدها وفتح الستائر وعاد لهزها وتذكيرها انها تمتلك عملاً اليوم ويجب عليها ان تذهب اليه
''كم الساعة؟" سألت بنعاس وعيون نصف مفتوحة
''التاسعة والنصف'' اجابها لتغلق عينيها لبعض الثواني ثم تفتحها بتوسع يبدو انها بدأت تدرك أنها على وشك التأخر

تحركت للحمام بخطوات سريعة تحاول عدم التعثر،
''حضرت لكِ ملابسك لإختصار الوقت انتظرك بالسيارة'' اخبرها ثم همَّ مغادراً

''لقد حضرت لانا بعض الشطائر بما اننا لم نتناول الإفطار'' اخبرها حين بدأت السيارة بالتحرك يشير للمقاعد الخلفية، ابتسمت ميا على فعل لانا اللطيف ستكون أماً رائعة
''هل تريد البعض؟" سألته وانا اقضم شطيرتي باستمتاع، نفي برأسه
''هل تواعدين زيو؟" سأل فجأة لتختنق وتبدأ بالسعال
فأدرك أن توقيته خاطئ
''انا وهو نتواعد؟ هل تبدو ان العلاقة التي تجمعنا بهذه الطريقة؟" بمعالم وجه مشمئزة اردفت
''لا أقصد أن زيو ليس جيداً بل هو الأروع؛ لكن لا أرى علاقتنا بهذا المجرى ابداً" فسرت بنبرة هادئة حين ادركت معالم وجهها المشمئزة
''إذن كيف ترين مستقبل علاقتنا؟" سأل فجأة لتنظر له بدهشة، أدرك أن سؤاله الارتجالي لم يكن في محله فقد جعل الأمور محرجة، لم تجب عليه فقد ترجلت من السيارة حالما وصلت إلى وجهتها.
شعر بمدى حُمقه حين رأها تهرول لداخل المبنى محاولة الهروب من نطاقه، هل هو غبي؟ سأل نفسه وقد
شتم تهوره

غرقت بالتفكير كما غرق رأسها بين يديها بشرود،
لم تفكر بماثيو بتلك الطريقة من قبل، لم تفكر بأحد بتلك الطريقة بعد علاقتها الفاشلة مع ماثيو الآخر، هي تخطت أمر ماثيو ذاك؛ لكن التفكير بعلاقة جديدة بعد فشل علاقة جدية؟
ورغم مرور تلك المشاعر ومرور ما يقارب الستة أشهر على تلك الذكريات، إلا أن بعض الخوف قد بدأ ينتابها ماذا إن سلمت قلبها له؟ تولدت لديها مخاوف من تجربتها لتلك المشاعر من جديد، لم تعد تستطيع الوثوق بمشاعر الرجال من جديد.

يشعر بالتشوش من تصرفاته عديمة التفكير، فهذا ليس من سماته. هو لم يعترف لكن ذلك يعتبر تلميحاً واضحاً بل شديد الوضوح! هل ستعود لكرهه كما كانت علاقتهما في البدايات؟ ربما تمتلك مشاعراً لشخص آخر هي فقط نفت علاقتها بصديقها لكن هذا لا يمنع امتلاكها مشاعر لرجل آخر!
"ماثيو ما بك شارداً يا صاح نحن نعمل هنا'' صرخ صديقه فريد بمزاح مما أيقظ ماثيو من شروده
''لا دخل لك'' رد يمازح صديقه بابتسامة
''امرأة؟" سأل فريد لينظر له المقصود باستفهام
''هل ما يشرد عقلك امرأة؟" وضح ليحرك رأسه بإيجاب تنهد الصديقان يسيران في موقع التصوير يتأكدان
من الأمان
''هل تحبها؟" سأل فريد مما جعلني أفكر بتمعن بمشاعري
''اعجاب لا يتوقف عن النمو'' شعرت بالرضى من اجابتي فقد كانت نابعة من قلبي.

تقلبت بفراشها حال عودتها تفكر ما حدث مع ماثيو اليوم، هي خائفة ومرتابة؛ لكن عليها المضي قدماً ليحدث ما يحدث، ولتقع بالحب من جديد هي فقط عليها عيش كل تجرية بتفاصيلها دون مقارنتها بسابقاتها مع أخذ الحيطة والحذر لبعض التفاصيل فمن الغباء الوقوع بالحفرة مرتين!

__________________

- رأيكم ب احداث البارت؟

-ماثيو؟

- قرار ميا؟

تصويت🤍.

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن