14.

606 39 10
                                    

.
《دع النور يدخل إليك ويذيب برودة قلبك. هذا هو مغزى أن تكون قوياً》.

هاروكي موراكامي.

.
.
.

''ما رأيك بصداقة تعوض عما سببته'' قالها حين وجد أنها لن تقبل إلا أن تعوضه
هزت هي رأسها موافقة دون أن تفكير بالأمر حتى، ضميرها يريد الخلاص، وأيضاً بدأت تشعر انها قد اثقلت على عائلة زيو بالبقاء لتلك المدة واشتاقت لغرفتها وزملائها ومنزلهم.
''ميا صباح الخير'' حياها كاسبر بابتسامة لتنظر له بسعادة
''كاسبر صباح الخير لك أيضاً'' رددت التحية بهدوء وابتسامة لطيفة، حول كاسبر نظره لضيفها والوجه الجديد الجالس مقابلاً لي ''صباح الخير، ما هو طلبك؟'' سأل كاسبر بلطف ليبتسم له ماثيو مجيباً
''سلطة سيزار والتوست الفرنسي وشاي مثلج من فضلك'' أفصح ماثيو عن طلبه لينظر لي كاسبر مغادراً مع نبسه ب ''المعتاد؟" وتحريك رأسي بإيجاب
''ما هو طلبك المعتاد؟" سألني ماثيو بفضول
''ساندوش البيض واللحم المقدد، بعض البطاطا المقلية، وعصير ليمون'' شاركته طلبي ليبتسم يبدو أن صداقتنا الجديدة تسعده

''تحبين عصير الليمون؟'' سألتها فزجاجات العصير التي اعتدت سرقته كانت تحوي عصير الليمون أيضاً.
''أجل شرابي المفضل'' اجابتني لأبتسم من جديد، فذلك أشعرني بالرضى نحن الآن نتحدث بطبيعية دون تهرب منها أو نظرات كارهه تلقيها نحوي.
''تفضلا'' عاد المدعو كاسبر مع الطعام بعد دقائق ابتسمت له ميا، وشكرته انا ثم غادر متمنياً لنا وجبة هانئة.

''ماذا تعمل؟" سألت قاطعة فترة الصمت
الغريب بيننا
''مساعد مخرج سنمائي'' أجبت لتنظر لي بدهشة مما جعلني ابتسم بإتساع، وتولدت لدي الرغبة الدائمة
لرسم تلك التعابير على وجهها
''هذا يعني انك تتعامل مع المشاهير؟" سألت ومعالم الدهشة لا تزال تسيطر على تعابير وجهها
''أجل'' قلتها باستمتاع وعيوني بدأت بالشرود بتفاصيلها
بشعر بني قصير مجموع بضفيرة فرنسية جميلة،
بشرة حنطية صافية وعيون بنية بلون القهوة، انف لطيف وشفاه لامعة نتيجة لملمع الشفاه التي تضعه بلون الفراولة، قميص ذو اكمام قصيرة أحمر
اللون وبنطال قصير أسود، بمظهرها المريح شرد
وتلك كانت مرته الأولى التي يتمعن فيها
بمظهرها
كانت تتحدث بحماسة إلا أنه لم يكن يصغي،
استيقظ من شروده حين حركت يدها بحماسة امام نظره لينظر لها بهدوء وببعض الاحراج قال
''ماذا قلتِ لقد شردت قليلاً اعتذر'' اعتذر منها حين لاحظ انتظارها لإجابته على سؤال لم يسمعه

''هل لديك أصدقاء من المشاهير؟" أعادت سؤالها بحماسة على مسامعه لينظر لها بتفكير
''أجل هناك الكثير'' ببعض العجرفة اردفت لتنظر لي بحاجب مرفوع قهقهت على ردة فعلها

''هل انتهيت من طعامك؟" سألتني بينما تستقيم لأنظر لها بغرابة وانا أحرك رأسي بنعم
''حسناً إذن'' قالتها وهي تحمل الأطباق تنظف ما خلفناه
''كاسبر، اتصل بزيو لإيقاظه ستبدأ مناوبته قريباً'' أردفت بعد أن دخلت للجزء الخاص للموظفين في المقهى
''حسناً، سأتصل بذلك الكسول'' رد كاسبر عليها، بينما يعيد لي الفكة الباقية
''أخرجي ميا وأكملي موعدك اتركِ العمل لذلك الكسول'' ببعض الانزعاج اردف كاسبر لتخرج ميا رأسها من الباب تجفف يديها
''حسناً حسناً، سأغادر أعطني أولاً عصير الليمون خاصتي'' طلبت منه ليتنهد بتعب فأنا لا أتوقف عن طلب العصير
''ها هو عصيرك غادري الآن!" طردني من المقهى لأنظر له بعبوس، ''وداعاً أيها الغاضب'' ودعته ليبتسم لي

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن