5.

1.3K 68 24
                                    

.
《لم يفت الأوان أبداً، بأن تصبح ما تريد》.

جورج إليوت

.
.
.

أراقب من نافدة سيارة الأجرة الطرقات المنارة،
تمنيت وجود والدي معي ليشهد جمال شروق شمس فلوريدا.
ترجلت من سيارة الأجرة حين وصلت لغايتي،

مودعة السائق بابتسامة وامنياتي له بأن يحظى بِيومٍ سعيدٍ،
جلست على الشاطئ بهدوء، أسفل احدى المظلات الكبيرة استمتع بنسمات البحر اللطيفة،

ألقيت جسدي على الرمال الرطبة غير مهتمة باتساخي،
أغمضت عيني براحة ملقية جميع أفكاري في زاوية رأسي، لأستمتع بهذه اللحظة وغداً أفكر بما افعل
وبما اوقعت نفسي
دقائق من الهدوء مرت كالنعيم، لم يسمع فيها سوى صوت أمواج البحر اللطيف

''أيتها الآنسة... يا آنسة---- أيقظني من غفوتي صوتٌ غريب لأفتح عيني أحاول التعرف على الغريب
الواقف فوق رأسي
''آنستي، هل انتِ بخير؟" سأل الغريب بينما ينحني بجذعه ينتظر ردي

أومأت له ليتنهد براحة ملقياً جسده تحت المظلة الكبيرة التي تؤويني، نظرت له بتعجب
فماذا يريد هذا الغريب مني

انتظرت من الغريب أن يعرف عن نفسه، لكنه لم يفعل ولم يصدر اي حركة تدل عن رغبته بفعل ذلك،
لذا تجاهلت وجوده أنظر لسماء التي قد أنيرت
بشكل كامل بفعل القرص الذهبي،
شكرت صاحب المظلة بداخلي فلولاه لكنت قد
أصبحت دجاج مطهية رغم ان الصباح لا يزال في بدايته لكن الشمس قوية بعص الشيء،
بحثت عن هاتفي ببطء أحاول تذكر اين وضعته
وبعد بحث كسول وجدته بجيب قميصي الداخلي،
نظرت للساعة لأرى انها لاتزال السابعة صباحاً

''أدعى زيو'' صوته صدح من خلفي ليجعلني اشتم بخوف، فقد كنت قد نسيت وجودته
''آسف لإخافتك'' همس بصوت خافت مسموع لأتمتم
بأنه لا مشكلة
عاد الصمت من جديد لكن هذه المرة كان محرجاً،
ولم استطع ان اتجاهله
''ميا'' خرجت تلك الأحرف مني بينما التفت
لأواجهه
شابٌ في منتصف العشرين يمتلك شعراً قصيراً مصبوغ باللون الأبيض، يمتلك ثقب عند حاجبه يعلق به حلقاً فضياً جميلاً، لديه جسد نحيل وبعض الوشوم
العشوائية

مد الغريب المدعو زيو يده لأصافحه، صافحته بينما عيناي تجولان على الرسوم التي على شعره القصير،
''احببت شعرك''

أخبرته بينما أعود لوضعيتي الأولى
''شكراً لكِ'' رد علي بينما يقلد وضعيتي
''ظننتك ميتة حين رأيتك على الرمال بتلك الطريقة''
أردف ليجعلني اقهقه
''آسفة لإخافتك" قلتها وانا لا أزال اقهقه
''اذاً ما الذي جلبك إلى الشاطئ في الصباح الباكر؟" سألته حين وجدت ان الصمت محرج في تلك الوضعية
''اوه شعرت بالرغبة بذلك أردت مشاهدة البحر'' أجابني بهدوء ليعم الصمت من جديد
''وانتِ؟"
سأل بعد دقائق، شعرت بالريبة والفضول حول الغريب بجواري فهناك هالة من الغرابة تحيط به
''أحب مراقبة الشروق لذا أتيت لشاطئ''
أخبرته بينما احاول اتخاذ قرار حول البقاء أو الاعتذار منه والذهاب
''أظن ان هذا ظريف'' أردف لأنظر له بغرابة،
لا أدري لما لكنني لم أتوقع كلماته رغم انه غريب كلياً عني ولا أعلم عنه سوى اسمه إلا انني توقعته من الشبان السيئين
''شكراً لك!" رددت عليه بنبرة غريبة،
وشعرت بعدها أنني انا الغريبة لا من يجلس بجانبي

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن