.
《إن كل شيءٍ يبدو لي اليوم عابساً حزيناً داعياً إلى الشجن باعثاً إلى اليأس》.فيودور دوستويفسكي.
.
.
.''زيو!"
بنبرة باكية بدأت محادثتنا على الهاتف؛ لأسمع صوته القلق يسألني عن حالي
''بخير، هل يمكن أن تأتي لأخذي؟" سألت ودموعي لا تتوقف وشعور الذنب ينهش داخلي
'أين انتِ؟' سأل زيو بقلق وشعرت بتحركاته المتوترة
''بالمشفى" أردفت لأسمع شهقة تهرب من فمه
'ميا هل انت بخير لماذا انتِ بالمشفى!' كلمات متوترة خرجت منه جعلت من دموعي تزداد حين تذكرت حال ماثيو عندما وجدته''سأخبرك حين تصل، أرجوك أسرع سأبعث لك الموقع حالاً'' حاولت انهاء المحادثة فلا استطيع البقاء
أكثر فقد بدأ الأمر يخنقني، نظرت لجسد ماثيو النائم على الكرسي بجانبي السرير بندم وداخلي لا يصمت عن تأنيبي
ماذا لو تأخرت بالعودة ومات مختنقاً! أفكار كَتِلك لا تتوقف عن الظهور في عقلي
اقتربت من جسده المرعق اتأكد من أنفاسه فقد أصبح خوفي من موته ملازماً لي
'انا بالخارج' رسالة بعثها زيو جعلت من الراحة تنتشر داخلي، تحركت بخطوات سريعة أهمُّ بالخروج فلا أستطيع البقاء أكثر''زيو!" أردفت بنبرة متعبة أعانقه بقوة، لم يمانع ذلك فاحتضنني بعد أن تأكد أنني بخير ولا أزال قطعة واحدة
''ماذا حدث ميا؟" سألني بهدوء بعد ركوبنا في السيارة ومباشرته بالقيادة
''هل يمكنك ايصالي للفندق؟" سألته لينظر لي بغرابة ثم يتوقف عند حافة الطريق
''ولِمَ هذا لديك منزل!" سألني بجدية لأنظر له بعبوس وطبقة زجاجية تكونت بعيوني جعلت من رؤيتي مشوشة
''لا استطيع الذهاب للمنزل الآن اريد الابتعاد قليلاً" بخفوت قلتها لينظر لي زيو بقلق
''ميا اخبريني ماذا حدث!" بدأ زيو يتوتر وبدأ الخوف يظهر على معالم وجهه
''لقد كدتُ أن أقتل ماثيو!" اردفتها بنبرة باكية وشفاه مرتجفة
''ماذا! كيف حدث ذلك؟" بدهشة سأل زيو لأنظر له بدموع
''انه يعاني من حساسية قاتلة اتجاه المأكولات البحرية، لم أكن أعلم أقسم بذلك -صمت قليلاً احاول استجماع كلماتي ثم أكملت- اتذكر ذلك المطعم الخاص بالنودلز الذي زرناه منذ ايام مررت بجانبه قبل يومين وجلبت نودلز الروبيان'' توقفت عن التكلم للحظات احاول استجماع نفسي فالدموع بدأت تخنقني.
''ووضعته بالبراد ونسيت أمره، تناول منه ماثيو وكاد أن يموت!" انفجرت بالبكاء حالما انتهيت من قصّ ما حدث.
''ميا ليس خطؤك هذا!" حاول زيو التخفيف عني لكن مظهر ماثيو المختنق على أرض المطبخ ما زال يظهر في عقلي.
''لم يستطع التنفس زيو لم ترى حاله!'' أردفت ببكاء ليتنهد زيو حين علم أن الحديث معي الآن لن يأتي بأي نتيجة وعاد للقيادة متوجهاً لوجهته، راقبت الطريق بعيون شاردة لم أكن أعلم ماذا يحدث واين نتوجه فقط أصارع بين أفكاري القاتلة.
''لقد وصلني انزلي'' أمرني زيو لأترجل من السيارة برأس منخفض.
''ستبقين في بيتي!" بحماسة قالها زيو لأنظر له بصدمة
ثم أحاول العودة للسيارة إلا أنها كانت مقفلة
سحبني بلطف لداخل منزله حيث والدته كانت تنتظر،
لم استغرب الأمر حين وجدتها تتوقع قدومي.
''عزيزتي ميا'' اردفت السيدة جاسي بينما تحتضنني
بترحيب.
''صباح الخير سيدتي'' بلطف بادلتها العناق وحاولت عدم البكاء من جديد، ادركت تلك اللحظة كم اشتقت لعائلتي وامي .
''تبدين متعبة، زيو دُلها على غرفة الضيوف لترتاح'' بلطف أخبرت زيو لأبتسم على لطافتها.
''زيو بدأت أفكر بزيارة عائلتي" أخبرت زيو بتعب لينظر لي بتفاجؤ، معه حق فذلك كان عشوائياً.
''لا أظن قرارك في لحظة عاطفية جيد، كما أنه يجب عليك زيارتهم حين تكونين بخير فذلك سبب انتقالك منذ البداية ثم إن موسم الأعياد اقترب يمكنك الانتظار'' رد ماثيو بينما يفتح باب غرفة الضيوف يفسح لي الطريق لدخول
''انت الجزء العاقل مني'' قلتها لينظر لي بغرابة
حين اكون متعبة أصبح غريبة سيعتاد علي بهذه الحالة قريباً.''اعتذر، لكن هل تعلمين أين ذهبت الفتاة التي كانت ترافقني؟" سألت الفتاة الموجودة بمركز الاستعلامات عن ميا فلم أجدها حينما استيقظت
''آوه تلك الفتاة التي جلبتك؟ لقد غادرت باكراً ودفعت تكاليف علاجك'' ردت الفتاة لأشكرها ثم أعود الى سريري أبحث عن هاتفي، اتصلت على ميا حالما وجدت هاتفي إلا أنها لم تجب مما جعلني أتنهد بانزعاج أحاول تجاهل الحكة التي أصابت جسدي
''كيف حالك ماثيو؟" سألني الطبيب المشرف على حالتي لأنظر له بغرابة
''الفتاة التي أتت برفقتك ملأت استمارتك، وأيضاً بقيت تهمس باسمك أثناء الفحص'' أجاب حين لاحظ نظراتي كان شاباً يافعاً مما جعل الأمر سلسلاً
''بخير، أحاول فقط تجاهل الحكة'' قلتها بمرح ليقهقه الطبيب بينما يقترب يتفحص جلدي المحمر والبقع المنتشرة عليه
''سأصف لك مرهماً لتخفيف الحكة والبقع، يمكنك الخروج اليوم لا حاجة لبقائك بالمشفى وتأكد مما تأكله كان من الممكن أن يكون الأمر أسوء لولا إسراع حبيبتك بجلبك'' أردف الطبيب بتعليماته لأركز على نهاية حديثه
'حبيبتك' قصد ميا التي لا تتحدث معي سوى حين نتشاجر
''عُلِم وينفذ كابتن'' قلتها وقد رفعت يدي للقيام بالتحية العسكرية، قهقه الطبيب ثم غادر مع تمنياتي له بالحصول على يوم سعيد.'ميا توقفِ عن تجاهل رسائلي'
'ميا اشتقت لإزعاجك وللشرب من عصيرك'
'ميا توقفِ عن الهرب'
'ألن تعودي؟ اشتاق الرفاق لكِ'
'ميا تعلمين انه ليس خطأك لم تكوني تعلمين عن حساسيتي، إنه خطأي لم يكن يجب علي التناول من طعامك'
'ميا هل انتِ بخير؟'
ورسائل عدة غير تلك وصلت لهاتفي خلال الثلاثة أيام التي قضيتها في منزل عائلة زيو، ولم أجب على أي من الرسائل التي يبعثها ماثيو بإستمرار
'إن لم تجيبي سأزور عملك!' أرسل وما إن رأيتها حتى أجبت بسرعة خوفاً من مواجهته في مقر عملي
''ماذا تريد!" بعثتها وانتظرت الاجابة لدقائق مرت كساعات
'لنتحدث' رأيت الرسالة وتنهدت لا أزال لا أستطيع مواجته ونظر بوجهه
''ها نحن نتحدث'' حاولت تجربة المماطلة والخداع لربما يتنازل ويقبل بالحديث على الهاتف
'لا أقصد هذا بل نتقابل ونتحدث' تجاهل استغبائي وساير أفعالي
''ألا يمكننا تأجيل ذلك؟" سألت بفقدان للأمل أرجو من الله أن يقبل
'لا أين تريدين أن نلتقي؟' سأل لأفزع إن الأمر جدي الآن!
''سأبعث لك الموقع'' بعثتها وركضت لغرفة زيو
''زيو!" بنبرة حاولت المحافظة على خفوتها قلتها وأنا أطرق الباب
''ماذا تريدين ميا'' بنعاس أجاب لأفتح الباب وأداهم غرفته القذرة
''أنظر'' عرضت عليه الهاتف ليقرأ المحادثة بيننا،
فتح عينيه بكسل يحاول استواضح ما يحدث حوله
لم أعلم إن كان يقرأ أو نام بعيون مفتوحة؛
إلا أن كلماته أكدت لي أنه لم ينم.
''في مقهى كاسبر'' أردف بصوت ناعس ثم عاد لنوم
كنت اعلم أنه الآن لن يستيقظ وإن حدث زلزال وأعلنت الحرب!__________________
- صداقة زيو وميا؟
- شعور ميا بالذنب اتجاه ما حدث مع ماثيو؟تصويت🤍.
أنت تقرأ
زِفاف
Romanceقَدَّست مِيا عُقودَ الزَّواجِ، وَاِحتَرَمَتها بِعَقيدَة بائِنَة، حَمَلَتْ فِي مُخَيلَتِها صُورةً مِثالِيةً لِزَفافِهَا، إِلّا أَنَّ تِلكَ الصُّورَ ذَهَبَت مَع مَهبِ الرِّيحِ فِي لَحَظاتٍ، كَمِا فَعَلَ عَريسُها أَثناءَ زَفافِها. •تُغادِرُ أَملَاً بِا...