6.

1K 57 7
                                    

.
《لا يذهب إلى الغابة من يخاف الذئب》.

فيودور دوستويفسكي

.
.
.

مر اسبوعين من التسكع في شوارع فلوريدا،
ومر اسبوعين على بقائي في الفندق وتأجيل انتقالي للمنزل خوفاً من مواجهة الآخرين، فبعد التفكير بالأمر ليس من الأمر السهل العيش مع أشخاص لا تعلم عنهم أي شيء، أشخاص غرباء عنك كلياً في ولاية
جديدة انتقلت اليها حديثاً
؛
لكن لا يمكنني البقاء في الفندق خوفاً من مواجهة شركاء سكني!

أمسكت هاتفي أصطنع القوة بينما داخلي يتمنى عودتي لولايتي وبيتي وعائلتي
رأيت رسائل بوب المستعلمة عن وقت قدومي،
أعتذرت منه لعدم قدومي بالموعد، أخبره بانتقالي هذا المساء
رأيت رسالة زيو التي تسألني عن خططي لليوم، لأجيبه أنني لا أمتلك مخططات بعد، ليخبرني أن انتظر انتهاء عمله لنخرج لتسكع معاً
بينما انتظر انتهاء زيو من عمله في المقهى حزمت امتعتي.

"اذا كيف كان نهارك؟" سألني زيو بينما يناولني كوب عصير الليمون الطازج الخاص بمقهاه
''كنت أفكر بالعودة إلى ولايتي وعائلتي!"
أطلعته على تلك الافكار التي تراودني منذ الصباح بينما أرتشف من العصير
''لن تفعلِ ذلك'' أردف بهدوء بينما يتلمس رأسه الأبيض
''أعلم أنني لن أفعل'' أكدت له بينما أتنهد
''إذاً أين تريدين مني أخذك؟" سألني بينما نسير بمحاذاة بعضنا
''لا أعلم!.. ما رأيك بالعودة إلى الفندق وتسكع به بما أنهُ يومي الأخير؟'' اقترحت انتظر رده،
ليجيبني بمرح بالموافقة
''اذا هل حقاً لم تجربِ اكتشاف الفندق قبل اليوم!" بنبرة مصدومة سألني زيو ونحن نتوجه نحو الفندق
''أجل؟" كانت نبرتي تحمل التساؤل فهل يجب علي أن أفعل!
''كيف سمح لكِ فضولكِ بالنوم دون فعل ذلك!"
نطق زيو لأنظر له بغرابة فماذا يقصد لن تتوقف الحياة إن لم اكتشف الفندق الذي كنت أنام فيه

''زيو لقد تعبت لنتوقف!"
اردفت بينما ألهث بارهاق فقد قرر زيو أن نبدأ جولتنا في النادي الرياضي
''ميا لم تمر نصف ساعة حتى!" أردف زيو بسخرية على تعبي المبكر، هل يريد مني المشاركة بالمارثون! لم اركض هكذا منذ مدة

''هل تنوي إشراكِ في الماراثون!" أردفت بسخرية لأراه يومئ بجدية موافقاً على تلك الفكرة التي يبدو أنها راقته
''تباً لك'' شتمته بينما استمر بالجري على آلة
الجري،
بعد مرور ما يقارب الساعة من الجري توقف زيو يلهث بتعب، توقفت انا الأخرى عن الجرى حين رأيته يتوقف،
ألقيت جسدي على الأرض ألهث بتعب
رأيت نظرات من في النادي المستغربة من فعلتي،
ألم يروا فتاةً تكاد تفقد وعيها من التعب من قبل!؟
نظر لي زيو بسخرية مما أشعرني أنني 'ملكة الدراما' فهو رغم ارهاقه هو الآخر لم يفعل ما فعلت، استقمت بتكاسل بينما ألقي بنظرات غاضبة لزيو الساخر

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن