21.

546 39 8
                                    

.
《لا تبحث عن الشخص الذي سيحل كل مشاكلك.. بل ابحث عن الشخص الذي لن يسمح بأن تواجهها بمفردك》.

مارك توين.

.
.
.
''كيف كان نهارك؟" سأل لحظة دخولي المطبخ دون تأخر.
''كالمعتاد وانت؟'' كانت تلك المحادثة محرجة بعض الشيء فلا يزال تأثير التقارب الذي مررنا به بسرعة البرق منذ عودتي من عطلتي العائلية مؤثراً.
ربما هذا ما اعتقده؟ لأنني اعتدت على علاقتنا الممتعة الخالية من الاحراج؟
''لدي رحلة عمل قصيرة لجزيرة اميليا من أجل تصوير لقطات لفيلم ما، هل تريدين القدوم معي؟" نطق ماثيو بتردد، يتمنى قبولها فهذه ستكون فرصة له لتقرب منها أكثر.
شعرت بالحماس لتلك الفكرة، رحلة لجزيرة بهدف الاستمتاع ومع ماثيو ليس بالأمر الذي يمكن تفويته.
ركضت هي كردة فعل تعانقه ستسافر مع صديق للمرة الأولى!
''سأعتبر هذا العناق اللطيف من ميا اللطيفة موافقة، نامي باكراً لأننا سنخرج في وقت مبكر سنبقى ليومين حضري جواز سفرك وبعض الثياب، لن نبقى كثيراً لذا لا حاجة لجلب الكثير'' ألقى ماثيو تعليماته مودعاً إياها بقبلة على الجبين متمنية لها ليلة سعيدة.
نامت بعد ترتيب حقيبتها تحلم بالرحلة والجزيرة وماثيو، ربما ما تملكه ميا لماثيو أكثر بكثير من صديق كما تردد امام الجميع وامام ذاتها، عليها الاعتراف لذاتها أولاً قبل أن يتعقد الأمر، هي بحرب داخليه بين العقل والقلب، ويبدو أن قلبها من سيفوز بالنهاية.

"ميا استقيظي سنتأخر عن الطائرة!" ببعض النشاط والحماسة حاول ماثيو ايقاظ ميا الكسولة، مر على محاولاته ما يقارب العشر دقائق، قام بها بنقل حقيبة السفر خاصتها، وتحضير ملابس مريحة للطائرة رغم انها رحلة قصيرة بالطائرة.
''ميا ان لم تستيقظي خلال دقيقتين سأحملك وانقلك للسيارة دون ان تغيري ثيابك!" هددها كأنه يهدد طفلة صغيرة، واتى ذلك التهديد بثماره فقد استيقظت مفزوعة تردد انها استيقظت.
"الصباح الخير أيتها الأميرة الكسولة، سأعطيكِ عشر دقائق، انتظرك بالأسفل'' بابتسامة جذابة قبل رأسها بعد نطقه لتلك الكلمات وغادر الغرفة.
ابتسمت هي على فعلته، حملت ما حضر لها من ملابس، وأسرعت للاستحمام فلا تريد تأخير ماثيو وطاقمه.

تحرك ماثيو بخطوات سريعة بالمطبخ يعد بعض الشطائر لهما فالطريق للمطار طويل بعض الشيء، لم تشرق الشمس بعد؛ لكنها ستشرق قريباً.
''تبدين رائعة، هيا بنا السائق ينتظر. أحضري من البراد زجاجتين عصير ليمون'' بحركات متعجلة جمع ما أعده وغلفه.
جلس ماثيو بجانب ميا بالمقعد الخلفي يستمع لأسئلتها المتحمسة عن الجزيرة المخطط والبرنامج المعد لها، كانت كطفلة متحمسة للذهاب لمدينة الألعاب للمرة الأولى.
لم تكن رحلة السيارة مملة فميا لم تستطيع التوقف عن التحدث، لم يكن ماثيو منزعجاً من ذلك فجمال كلماتها وأحاديثها سحرته كما هي جميع تحركاتها.
"سأمر على طاقمي، هل تريدين القاء التحية؟" سأل حال لمحه لفريقه، وافقت هي دون تفكير.
"وأخيراً هذا هو فريد المسؤول عن أمان وسلامة الموقع والطاقم، وبالتأكيد صديقي المزعج'' عرفها على صديقه الذي رحب بها بحرارة باعثاً لماثيو الكثير من الابتسامات الماكرة مما جعل ماثيو يتجاهله.
انشغلت ميا بالحديث مع بعض الممثلين الذين قد شاهدت لهم بعض البرامج والدراما، وأخذت تتصور معهم وتغيظ كل من ساره وزيو الذان لم ينفكا من شتمها.
''إذاً تلك هي؟" سأل فريد بنبرته الغامضة، مما
جعل ماثيو يتنهد فهو قد فهم مقصده، لكنه سيلعب دور الأحمق.
"ماذا تقصد؟" سأل بهدوء
''هذه هي فتاتك صحيح" رد فريد رغم تأكده من تلك الحقيقية فعيون المحب تفضح.
''ما حال قلبك لا اظن ان ما تملك لا يزال اعجاباً'' فريد بعادته يمتلك اسئلة عجوز وطريقة تكلم عجوز في السبعينات من العمر، لكن ماثيو اعتاد عليه.
"أصبح حباً، لا مكان للاعجاب بعد الآن" ألقى بكلماته يتوجه نحو ميا بعد الاعلان عن الطائرة خاصتهم.
ضم يدها لخاصته حالما وصل لها يبتسم لها بهدوء، هو غارق وهي حبل النجاة خاصته.

زِفافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن