.
《كان المفكرون قديماً يرون أن اكتشاف العقل للحقيقة ليس أمراً غريباً...
إنما الغريب عجزه عن اكتشافها》.ابن خلدون
.
.
.''زيو هل حقاً تريد التعرف عليهم الآن؟" سألت زيو بتوتر لينظر لي بغرابة
''ميا ليس كأن الأمر غريب كما انكِ تعيشين معهم منذ شهر وعدة أسابيع أي ما يقارب الشهرين'' أردف بهدوء لأبدأ باللعب بأطراف البنطال القصير الذي أرتديه
''كما يجب أن نغير شكل غرفتك فهي تبدو كخاصة المشفى، ألم تطلبي من بوب ذلك؟'' بحماسة أردف لأنظر له بينما أومأ له بالايجاب فقد أخبرت بوب وقد رحب بالفكرة وأخبرني بأنه يمكنني فعل ما أريده بالغرفة فهي خاصتي الآن والأمر عادٌ لي.
توقفت السيارة لأنظر لزيو بترجي لكي يتراجع عن ذلك
لكنه خرج من السيارة متجاهلاً نظراتي
فتح باب السيارة بجانبي يؤشر لي للخروج لكنني رفضت وتمسكت بالمقعد بشدة كالأطفال
''لكنني متعبة زيو عليك تقدير تعبي وتؤجل تلك الزيارة'' أردفت وكنت لا أزال أتمسك بالمقعد كما لو أن حياتي تعتمد على ذلك
''ميا انتِ تعلمين ان ذلك ليس السبب توقفِ عن التصرف كالجبانة!" بكلمات مغتاظة أردف بينما يتنهد ويحاول سحبي للخارج لكنه لم ينجح مما جعلني ابتسم بنصر وأخرج لساني بسخرية''ماذا هناك؟'' قطعت تلك الكلمات حرب النظرات خاصتنا لتزال الابتسامة وأنظر لصاحب الكلمات بانزعاج بينما نظر له زيو بعيون لامعة فهو يتطلع لمقابلتهم
منذ انتقالي وها هو يجتمع مع أحدهم وليس أي واحدٍ منهم بل اكثر من لا افضله!
''انها تتصرف كالاطفال لا عليك، أدعي زيو صديق ميا المقرب'' عرف عن نفسه بحماسة متجاهلاً
وجودي
''آوه تشرفت بمعرفتك زيو، أدعي ماثيو مورجن زميل ميا'' أردف ماثيو بينما يمد يده ليصافح زيو المتحمس،
عقد ماثيو حاجبيه بغرابة على حماسة زيو وتمسكِ بالمقعد.
''تفضل بالدخول زيو، ميا هل من مشكلة؟" دعى زيو لداخل لتبدأ عيون زيو بإخراج النجوم من شدة حماسته، نظر لي ماثيو بغرابة من حالي فتجاهلته أحاول تجنب النظر لعينيه وتجنب الحديث معه كما هو الحال منذ تعارفنا
شعرت بسخافتي حين لاحظت تمسكِ الشديد بالمقعد، لأخرج من السيارة حاملة حاجيتي وما أحضره زيو
أسير متوجهة للمنزل، أتجاهل تنهد ماثيو وخطوات زيو التي تشبه الرقص لشدة فرحته''لقد عدت'' أردفت أثناء خلعي لحذائي وارتدائي للخف المنزلي خاصتي وقد وضعت لزيو واحداً
''ارتدي خاصة بوب فقد تشاجر مع زوجته، ولن يأتي اليوم'' همست لزيو ليقهقه باستمتاع كما لو أنني أخبرته نكتة مضحكة
''ميا!!'' صرخت سايا وهي تركض، وتقف أمامي لأنظر لها بفضول عن سبب هذا الترحيب
''هل وجدتِ ما طلبته؟ رقائق البطاطا الغريبة؟" سألت بحماسة تنظر لي بعيون راجية
''آوه هذه... أجل أحضرتها'' رددت عليها لتقفز بسعادة
أخرجتها من الحقيبة معطية اياه تلك الرقائق الغريبة التي تحبها لتحتضنني بقوة كما تفعل عادتاً
''أرجوكِ أنا أختنق'' بصوت مكتوم أردفت لتبتعد عني معتذرة، تنفست براحة لأسمع زيو يحاول كتم
ضحكاته بصعوبة.
''اِخرس!'' بسخط أردفت لينفجر ضاحكاً، نظرت له سايا بفضول فهي لم تتعرف عليه
''صديقي المقرب زيو'' عرفتها لتنظر له بتفحص ثم تحضنه فهي مهووسة بالاحضان
''أعجبتني صديقتك ميا'' أردف زيو لتقهقه سايا باِستمتاع، وشعرت تلك اللحظة كم كنت مخطئة حين جلبت زيو هنا؛ لكن ما باليد حيلة فجلبه لم يكن اختياري!
''لم أظن أن هناك من يتناول ذلك الطعم من الرقائق سواي'' أردف زيو بينما يشير للكيس الذي بيدها
''أنه الأفضل لكن لا أحد يقدره'' ردت عليه سايا وهي تحشو فمها برقائق وتقرب الكيس من زيو تحثه على التناول منه أيضاً
''انتِ تروقين لي'' بسعادة اردف زيو حين وجد
من يوافق رأيه حول طعم الرقائق المقززة كما أخبره بإستمرار
''ادعى سايا'' عرفت عن نفسها ليمد زيو يده لمصافحتها
''زيو، سعدت بلقائك'' ألم يكونوا منذ دقائق يتبادلون الأحضان كأصدقاء قدامى والآن يتحدثون برسمية؟
لماذا أقع دوماً مع أشخاص غريبين!
''هل تريد التجول بالمنزل؟" سألته لينظر لي بسعادة،
أشعر انني اتعامل مع طفل!
''هيا معي اذن'' قلتها وبدأت بالسير اعرفه على المكان وكان الامر ممتعاً فحماسة زيو للمكان وسعادته جعلت من الجولة ممتعة.
''واخيراً هذه غرفتي'' قلتها لأشعر بدفعة خفيفة ثم بزيو يندفع داخل الغرفة
''لم تستخدمي ما جلبناه من ايكيا؟" سألني حين لم يرى اياً من الأشياء التي اخترناها سابقاً
''لا اردت ان نفعلها معاً'' أردفت بينما القي جسدي على السرير بتعب
''كيف هو مكان عملك؟'' سألني اثناء تجوله بالغرفة
''جيد، ليس سيئاً وزملائي لطيفين لكنني أشعر أن مؤخرتي ستصبح مسطحة حتى نهاية هذا العام''
أجبت على سؤاله ليقهقه.
''اعجبني المنزل افكر بالانتقال لأصبح رفيقك بالسكن''
قالها لأنظر له بسخرية ''لن تفعل''
''أعلم'' رد وهو يدفع جسدي من على السرير يفسح مكاناً له.
''اظن أن بعض الرسومات على السقف ستبدو جميلة'' أردف لأتخيل شكل السقف وكان رائعاً.
''يبدو ذلك رائعاً هل نبدأ؟" بحماسة رحبت بفكرته لينظر لي بسعادة وقد حرك رأسه بإيجاب''تبدو جيدة'' قالها زيو لأنظر لتحفتنا الفنية بفخر،
''امسحي وجهك'' نظرت الى وجهي وشعري ومظهري الملون ثم الى مظهر زيو.
قاطع تأملنا لمظهرنا طرق الباب ثم دخول ماثيو
الذي نظر لحالنا بحاجب مرفوع باستغراب، لوح زيو لماثيو ثم اشار إلى حال الغرفة وشكلها الجديد.
''ما رأيك؟" سأل زيو ليتأمل ماثيو لوحتنا لفترة ليست بالقصيرة. لوحة تخص الكواكب بأشكال مميزة
منها الوردي على شكل زهرة وهناك الازرق كالسماء والعديد منها
''يبدو جميلاً'' اردف ماثيو ليبتسم له زيو بشكر،
يجب على زيو الذهاب لكلية الفنون.
''راندو يدعوكِ لتناول الطعام كما يدعو ضيفك'' اردف ماثيو ثم غادر دون النظر لي يبدو انه بدأ ينزعج من تصرفاتي معه.نظر لي زيو بغرابة فقد لاحظ تصرف ماثيو، رفعت اكتافي بعدم اهتمام وساعدت زيو على الاستقامة من على الارض لذهاب لتناول الطعام
''طعام راندو هو الافضل انتظر لتذوقه'' اخبرت زيو أثناء دخولنا المطبخ
''أتمنى أن لا يكون الهمس عني'' أردف راندو بابتسامة لابتسم ''إنه عنك بالطبع'' رددت بينما أتقدم لمساعدته في صب الطعام.
''من ضيفك الجميل؟" سألني يقصد زيو وشكله المميز
بشعره الابيض المرسوم وملابسه المريحة المعاصرة.''زيو صديقي المقرب'' عرفت عن زيو ليتقدم لمصافحته ''راندو أفضل شيف بالمكان'' عرف راندو عن نفسه بمرح ليقهقه زيو باستمتاع.
''متحمس لتذوق طعامك راندو فأنا مهووس بتذوق الطعام'' بكلمات متطلعة أردف زيو ذو براعم
التذوق المتحمسة.
''هل أنت بخير؟"
سؤال لطالما كرهته، وزاد كرهي له عند سماعه
من ذلك الرفيق.
''اجل، هل أبدو عكس ذلك" بنبرة منزعجة رددت وشعرت بالاريكة تنخفض لأتنهد بانزعاج.
''على ما يبدو أنَكِ لا تحبين صحبتي!" بنبرة متسائلة اردف لأسخر بين أنفاسي.
''لا أفضلها ليس إلا'' رددت على تسائله بوقاحة ليقهقه
''لا أظن أن سببك يتضمنني'' قالها لألتفت له وتتلاقى نظراتنا للمرة الاولى لليوم، هو يعلم ان سبب عدم محبتي لمصاحبته لا يخصه ولا يرتبط به كشخص.
اتخذت الصمت كجواب ليستقيم حين ادرك عدم رغبتي بالاجابة.
''لكنني لا أقبل تلك المعاملة الظالمة!'' بنبرة هادئة اردف لأنظر له بترقب
''ماذا ستفعل اذن؛ لا يمكنك اجباري على تغيير معاملتي!" بتحدي قلتها لينظر لي بابتسامة جانبية ويغادر تاركاً كلمة ازعجتني
''سنرى!''تصويت🤍.
أنت تقرأ
زِفاف
Romanceقَدَّست مِيا عُقودَ الزَّواجِ، وَاِحتَرَمَتها بِعَقيدَة بائِنَة، حَمَلَتْ فِي مُخَيلَتِها صُورةً مِثالِيةً لِزَفافِهَا، إِلّا أَنَّ تِلكَ الصُّورَ ذَهَبَت مَع مَهبِ الرِّيحِ فِي لَحَظاتٍ، كَمِا فَعَلَ عَريسُها أَثناءَ زَفافِها. •تُغادِرُ أَملَاً بِا...