٢- عدو عدوى

737 62 0
                                    

                                  

  كان يجلس يتابع اوراق هذه الصفقه بتركيز وكان حوله العديد من أكواب  القهوة لتساعده على التركيز ، ولحظات قطع هذا التركيز دخول صديق  دربه 
  اسر بفم مفتوح : يخربيتك يااا شهاب ايه كل القهوه دى ، انت داخل سبق يا بنى ولا ماجر روح رهن

  شهاب بنظره صارمه : اقفل بوقك ده و تعالى علشان نخلص ورق الصفقه     دى

اسر بضيق : صفقه ايه و هبااب ايه بس ، هو مش الدكتور نبه عليك من كتر القهوه دى ، انت مش بتحرم


شهاب : انت مالك قلبت على امى كده ليه يا أسر ، اسكت يا زفت و قولى وصلت ل ايه مع الوفد الألمانى

اسر : سيبك من الوفد دلوقتى ، أنا جيبلك خبر ف الجون

شهاب و هو يصوب كامل تركيزه ل أسر : بخصوص مين المرة دى

اسر بمكر : حبيبك

شهاب بابتسامه ماكره : قديمه

اسر باستغراب : هى ايه اللى قديمه ، ثم اندهش وقال ، متقولش انت اللى عملت كده

شهاب و هو يتجاهل أسر و يتابع عمله : سبينى اركز

اسر يتوسل : لا بالله عليك ، قولى انت اللى ضيعت الصفقه من رياض

شهاب بمكر : يعنى تتوقع مين يعمل كده

اسر باندهاش : ازاى ده اللى اخد الصفقه دى عمران الشاذلى ، يعنى اتنين أعداء و بينهم منافسه ف السوق ، انت ايه دخلك فى طريق عمران

شهاب : هو مش فيه حكمه بتقول أن عدو عدوى هو صديقى

اسر بعدم فهم : يعنى ايه

شهاب ضاحكا : يعنى أنا اللى خليت عمران الشاذلى هو اللى يكسب الصفقه ، من غير ما انا اظهر فى الصوره ، فى مقابل انو يبعد عينه عن الوفد الألمانى ،  او ده اللى فهمته ل عمران يعنى

اسر بتصفيق : لا بجد ابهرتنى ، يعنى انت وقعت الاتنين فى بعض ، ورياض فاهم أنت ملكش دعوة بالليله دى ، وبعدين يعنى ايه ده اللى فهمته لعمران يعنى قصدك ايه

شهاب بنظره ثابته : اللى بينى و بين رياض كبير اوووى يا أسر ، واخد الحق حرفه ، و بالنسبه لعمران بكرا تعرف كل حاجه

اسر بعدم ارتياح : أنا مش مطمن

قطع هذا الحديث دخول شيرين سكرتيره شهاب وهى تضع وجبه الغذاء الذى طالبها شهاب

شيرين : الاكل يا فندم

شهاب : جيه فى وقته

شيرين و هى تنظر للورق على التربيزه: حضرتك تؤمر بحاجه تانيه

شهاب بصرامه: قهوه

اسر بنبره قويه : قهوة اى ، مفيش قهوه ، امشي يا شيرين

شهاب بنظره جامده : سمعتى قولت ايه ، وبعدين يا اسر انا الاكبر يعنى تسكت خالص

اسر : شهاب كده كتير، وبعدين اكبر ايه دى مكنتيش سنه الفرق بينا اينعم نعم ميبنش عليك انك عندك ٣٣ سنه بس برضو مينفعش اللى انت بتعمله ده

شهاب وهو يأكل : اطلع بره يا أسر

اسر بصدمه : نعم

شهاب بابتسامه أظهرت غمازته : بره


★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★

  كانت تجلس شارده أمام التلفاز ، الذى لم يكن محور اهتمامها بل كانت تعيد فى رأسها ما دار بينها و بين عمها فى الصباح

فلاش باك

صلاح : أنا فى المكتب لما تخلصى فطار يا مى ابقي حصلينى ثم تركهم واتجه إلى مكتبه

مى : انتى فاهمه حاجه

حنين وهى تقوم باستكمال فطارها : العلم عند الله يا اوختى والله ، سبينى اكل بقي

وبعد أن أكملت مى طعامها اتجهت إلى مكتب عمها

فى المكتب

مى بابتسامه : صلوحه يا صلوحه

صلاح بابتسامه بسيطه : خلصتى فطارك يا بنتى

مى بقلق : هو فى ايه يا بابا

صلاح بنبره الم : مفيش حاجه يا حبيبتى ، أنا بس كنت عاوزه ادردش معاكى شويه

مى : كلى آذان صاغية والله يا حج

صلاح ب ابتسامه : خدى طيب الورق ده

مى باستغراب : ايه ده يا بابا

صلاح : ده ورق المستشفى

مى بعدم فهم : طب حضرتك مديهونى ليه ٠٠

صلاح بنبره جامده : أنا كتبتلك المستشفى ب اسمك يا مى

مى وقد قامت من مجلسها وقد وقع الخبر كالصاعقة عليها : اااايه

صلاح بنفس النبره : زى ما سمعتى

مى بعدم فهم : ليه  يا بابا ، طب اشمعنى أنا ، ليه مش حنين ، هى  وكانت أن تكمل حديثها و لكن قاطعها صلاح بنبره قويه

صلاح : انتوا الاتنين بناتى يا مى ، انتى اه بنت اخويا المرحوم ، بس أنا اللى ربيتك  يا بنتى ، أنا ابوكى

جلست مى و عقلها لا يتوقف عن التفكير : طب فهمينى ليه كتبته ب اسمى

صلاح موضحا : حنين ع فكره عارفه انى عملت كده

مى ب استغراب : عارفه  ، طب أنا هعمل ايه بالمستشفى ، أنا مش بفهم حاجه فى الكلام ده ، ثم أكملت ساخره من نفسها ، أنا حتى شهاده الهندسه فشلت أن اشتغل بيها و ما صدقت انى لقيت نفسي ف الراديو ، و تقولى مستشفى و أملاك و معرفش ايه ، لا لا يا عمى أنا بعتزر منك حنين هى الأحق بيها

صلاح بزعل : عمك ، اول مره تقوليها يا مى ، أنا ابوكى

مى وهى تقوم بتقبيله من جبينه : انا اسفه يا بابا ، أنا بس مش فاهمه ليه

صلاح : طب اقعدى وانا احكيلك ليه

ارتفع صوت هاتفها الذى جعلها تستيقظ من حاله الشرود التى كانت بها و أعلن أن المتصل هو زميلها وائل فقامت بمسح دموعها و قامت بالرد عليه  

★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★

بصوت يملئه الشر تحدث قائلا : يعنى ايه معرفتيش تاخدى الورق ، انتى بتستعبطى يا بنت ..... ، انتى ناسيه أن روحك فى ايدى يا شيرين

شيرين : والله يا باشا ، الورق معاه ليل و نهار ، ده بياخدو معاه البيت ، هاخده ازاى أنا بس يا رياض باشا

رياض : كل ده ميخصنيش ، الورق ف ظرف يومين يكون عندى يا شيرين والا انتى عارفه أنا ممكن اعمل ايه كويس ، ولو ناسيه افكرك

شيرين بخوف : لا فاكره فاكره يا رياض بيه ، حضرتك اصبر بس عليا ، و الحاجه هتبقي عندك

رياض : لما نشوف

قطع حديثها صوت مرام سكرتيره أسر : بتعملى ايه يا شيرين

شيرين بتوتر : ممم هكون بعمل ايه بتكلم. ف التليفون ، وبعدين فى حد يدخل على حد كده و هو بيتكلم ، ايه قله الذوق دى

مرام باستغراب : انتى مالك بتزعقى كده ليه ، ومين دى اللى قليله الذوق ، الحق عليا جايه اقولك أن مستر شهاب كان بيسئل عليكى

و كانت لحظات و اتجهت شيرين إلى مكتب رب عملها

شيرين بعد أن أمرها شهاب بالدخول : انا اسفه يا فندم كان معايا تليفون بس بعتزر من حضرتك

شهاب : اظن ان ده مكان شغل يا انسه ، مش مكان للغراميات ، ثم أكمل بصرامه ، أنا خارج دلوقتى أنا و أسر ، فتقدرى تروحى دلوقتى

شيرين : شكرا لحضرتك يا فندم ، اى أوامر تانيه

شهاب وهو يقوم بجمع اشياءه : لا

كادت أن تخرج ولكن أوقفها صوت شهاب قائلا : استنى

نظرت شيرين إلى يده التى يوجد بها ظرف المخصص لورق الصفقه

شهاب : ايه انا هفضل مادد ايدى كتير

شيرين بتوتر : ااسفه اسفه يا فندم

شهاب : ده ورق الصفقه بتاعت الوفد الألمانى ، خليه معاكى لحد بكرا الصبح

شيرين بفم مفتوح : نعم

شهاب بصرامه : هو ايه اللى نعم ، امسكى الورق ، ثم تركها و خرج

بعد لحظات و قد استوعبت الأمر شيرين

شيرين بمكر :  والله و جتلك ع الطبطاب يا بت يا شيرين

★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★

مى محدثه وائل فى الهاتف : ١٠ دقائق و داخله ع الاذاعه اهو

وائل : كل ده يا مى ، ممتاز مش هيعديلك اليوم ع خير

مى بضيق : لا بقولك ايه انا اصلا مش ف المواد النهارده ، ف العمليه مش ناقصه مستر اكسلانت النهارده خالص ، علشان معملش النهارده ليكم جنايه بقي

وائل : ااايه ، بوتاجاز و اشتغل ، أهدى يا  زفته ، و خدى بالك وانتى سايقه العربيه ، مش كل شويه هنجبها من التوكيل

مى : اهو بتزفت بركن العربيه ، سلام

ثم اتجهت إلى مقر عملها ، و كما كان المتوقع كانت غريمتها فى انتظارها بكل بسخريه و شماته

سماح بشماته : ما لسه بدرى

مى و هى تلتفت جوالها يمين و يسار ثم أشارت على نفسها قائله : انتى بتكلمينى أنا

سماح : لا بكلم خيالك

مى بابتسامه مستفزه : سماح قصرى الشر يا سماحمح معايا و غنيلوا ، ثم قامت بمسك خصله شعر من رأس سماح و قامت بشدها بقوه بسيطه و أكملت ، علشان أنا عفاريت الدنيا بتنطنط قدامى دلوقتى ، ف ابعدى عنى بقي ماشي ، ثم تركتها و ألقت لها مى قبله ف الهواء ، باى يا سموحه و ابقي خلى بالك من اميييين  ثم تركتها و اتجهت إلى غرفه التحكم الخاصه بيها لبث حلقه جديده من البرنامج الخاص بها

سماح بغيظ : أما وريتك يا مى مبقاش أنا سماح ، و دينى لكسر مناخيرك الارض

★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★

   وفى هذا الوقت كان شهاب يقود سيارته و كان بصحبته أسر الذى اصر      أن يتجهوا للجلوس على كورنيش النيل للاستماع قليلا بالهدوء

    شهاب بمكر : ها خلتنى اجيبك هنا ليه بقي ، ارغى و قولى

   اسر : يا ساتر عليك بنى ادم ، يعنى الحق عليا جايبك مكان حلو زى ده و باكلك حمص الشام و ذره ده انت عامل زى القطط بتاكل و تنكر والله

شهاب بنظره يعلمها جيدا أسر : خلصت هرى ولا لسه

اسر ضاحكا : والله يا بنى مفيش حاجه حبيت اغير جوا مش اكتر ، وبعدين احنا كنا ع طول بنيجى هنا

شهاب بضيق : اديك قولت كنا  ، وبعدين أنا زهقت يلا نمشي

اسر : نمشى ايه ، احنا لسه جايين اصلا ، وبعدين الساعه كام اصلا انت محسينى أننا بنات و خايف لنتاخر ولا حاجه

شهاب : هرزعك قلم هجبلك حول دائم ، و بعدين الساعه ٧ ثم أكمل ساخرا بمكر، مش متاخر عليك يا كميله كده

لم يهتم أسر بالمزحه ولكن أكمل صارخا : كااام ، افتح الراديو بسرعه

شهاب باستغراب : فى ايه يلا صرعتنى مالك

اسر : افتح بس الراديو كده

شهاب : افتحه اهو عندك

اسر وهو يقوم بتغير المحطات إلى أنا وجد مراده

شهاب برفعه حاجب : هو فى ايه

اسر : هش هش ، سبنى اسمع ، البرنامج لسه هيبدء اهو

شهاب بنبره مرتفعه : برنامج ايه ، انت بتستهبل كل الصرع ده علشان برنامج

اسر : أهدى بقى و نقطنى  بسكوتك كده ، ده حته برنامج قمر ، لا واللى بتقدمه  بنوته قمر زيه

كاد أن يسب شهاب اسر بسبه نابيه ولكن أوقفه الصوت الذى خرج من المذياع

مى : مساء الخير على مستمعينا ، وحلقه جديده من برنامج ميوشه للحكاوى النعنوشه


يتبع .....




أنا مين ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن