الفصل التاسع

1.5K 44 3
                                    

ركب الملك جهار حصانه .. كان متنكر بهيئة تاجر.. والجنود وراه .. كان متوجه إلى جبل رواد .. " لازم أشوفها بنفسي.. ما أبغى أخسر ريماس .. إلا ما يكون في حل .. عيون ريماس تقول أنها لقت mate .. كلها مسألة وقت ".. وكز الحصان علشان يسرع أكثر ..

وصل إلى الجبل وصار يدور حول المكان .. إلى أن شاف دخان يتصاعد من بعيد .. المنطقة صخرية .. وخالية من الأشجار والحشائش .. عدا المنطقة المحيطة بكوخ العرافة .. اللي يشبه الاكواخ القديمة .. لكنه عبارة عن ثلاث طوابق .. ومنارتين وحدة من الأمام والثانية من الخلف .. وحول الكوخ مساحة لا بأس منها من الأشجار والنباتات المتسلقة واللي تغطي جزء كبير من الكوخ ..

ترجل الملك من حصانه .. وتبعه الجنود .. " الغريب أن كوخها موجود في وسط العراء .. وما تقدر تشوفه إلا إذا هي سمحت لك ".. قرب من الكوخ .. ورفع يده علشان يطرق الباب .. لكن الباب انفتح قبل ما توصل يده الى الباب .. دخل وأشر إلى الجنود يضلوا برى ..

دخل الكوخ .. واستقلبته رائحة ال lavender .. كان الكوخ عبارة عن ثلاث أدوار بالرغم من صغر مساحته .. إلا انك تجد رحابة في الداخل .. الدور الأول عبارة عن غرفة جلوس .. ومطبخ مفتوح عليها .. وغرفة صغيرة مخصصة لعمل العرافة .. وتجهيز وصفاتها .. وتوجد جلود حيوانات كثيرة في المكان .. منها المعلق ومنها المفروش على الأرض .. والدرج لولبي من خشب .. والدور الثاني عبارة عن غرفة نومها .. والثالث مكان العلية .. دائما مقفل ..
أرورا : عسى خير مشرفنا اليوم مولاي ..

التفت عليها جهار متفاجأ .. كانت قاعدة على الكرسي بالقرب من النافذة .. " متى كانت هنا .. من شوي ما احد موجود " .. أرورا اللي يشوفها يقول في الثلاثين من عمرها .. لكنها تخطتها بعقود .. قصيرة وريانة .. شعرها أسود كيرلي .. تربطه الى ورى .. بيضاء وعيونها مايلة للموف .. ولما تغضب تتحول إلى قرمزي .. على الجانب الايسر من وجهها رسمة على هيئة ثعبانين متقاطعين .. ملابسها مثل الغجر.. وقطع فوق بعضها .. لكنها متناسقة مع جسمها .. وتبرز مفاتنها .. كان في ذراعها اليمين مجموعة من الأسوار.. يخيل للي يشوفها .. انها تتحرك لحالها وتتشكل .. وعلى رقبتها سلسلة في نهايتها بلورة بلون الموف .. وكانت ماسكتها طول الوقت ..
جهار يتقدم في اتجاها : أحتاج مساعدتك في أمر ..
أشرت له أرورا يقعد في الكرسي المقابل لها .. قرب جهار وقعد ..
أرورا : في ايش تبغى مساعدتي ..
جهار : ريماس ..
أرورا : وش فيها ..
جهار يناظرها : أظن انك تعرفين وش فيها ..
أرورا تبتسم : حان الوقت أنها تستقر ..
جهار : لكن الـ prophecy .. يعني ريماس ممكن .. ( سكت ) ..
أرورا : جهار ( نادته باسمه بدون لقب ) البروفسي ما أحد يقدر يغيرها ..
جهار بحدة : لكنها بنتي .. وما أبغاها تموت ..
أرورا بهدوء : كلنا راح نموت في النهاية ..
جهار : صحيح .. لكن مو على يد من نحب ..
أرورا يدها ساندة راسها كأنها تفكر : جهار .. ما نقدر نتحكم في النبوءات .. ولا تنسى الغموض اللي يكون مرافق النبوءات دائما ..
جهار : كل شيء يقول أن ريماس هي اللي تتكلم عنها البروفسي ..
أرورا تبتسم : حتى ريماس نفسها مو مصدقة الموضوع .. وتتمصخر عليه ..
جهار بحدة : لأنها جاهلة وصغيرة .. وما تعرف شيء ..
ناظرته أرورا : جهار اللي صار كان مكتوب ..
جهار بغضب قام ولا سلة صغيرة كانت بالقرب منه ..
جهار يصارخ : وعدتها أن ما راح يصير لها شيء .. وعدتها أحميها .. وما قدرت .. لكن بنتها لا .. راح أسوي كل اللي أقدر عليه علشان أحميها ..
مدت أرورا يدها وامسكت يد جهار .. غمضت عينها وهي تمتص غضبه .. وتمده بالهدوء والسكينة .. جهار هدى شوي .. ورجع يقعد على الكرسي .. وأسند ظهره عليه .. ظلوا ساكتين مدة ..
جهار بهدوء : ما أبغى أخسر بنتي ..
أرورا : جهار .. البروفسي تقول أن ابن انسية .. ذو دم صحاري .. راح يوحد العشاير تحت رايته ويحكمهم .. عيونه بلونين مختلفين .. لكن ينتهي به الأمر مقتول على يد من يحب ..
جهار : ريماس أمها انسية ..
أرورا : صح .. لكن في احتمال أن ريماس ما تكون المقصودة ..
جهار : أي احتمال ..
أرورا : لا تنسى أن في كثير من شعبنا متزوجين من انسيات ..
جهار : لكن ولا واحد فيهم له عيون بلونين ..
أرورا : ولا حتى ريماس ..
جهار : ريماس تتغير عدسات عيونها ..
أرورا : وهذا اللي فهمته من البروفسي ..
جهار بحدة : البروفسي واضحة .. ابن انسية .. يولد في هذا العالم .. ويقتل اللي أحضره الى العالم .. ريماس أمها ماتت بعد ولادتها ..
أرورا ببرود : قلت لك جهار .. النبوءات دايم تكون غامضة .. حتى الكلمات تحوي أكثر من معنى ..
جهار : أي معنى .. ريماس كلها مسالة وقت وتاخذ لها انسية .. تعرفين وش معنى هذا ..
أرورا تبتسم : يعني أن ريماس راح تستقر .. ولقت حبها أخيراً ..
وقف جهار : أي حب .. تاخذ أي وحدة من الصحرا .. أي عشيرة أنا موافق .. لكن انسية لا ..
أرورا وقفت وراحت المطبخ : كأنك نسيت ان ريماس hybrid .. هي ما تقدر تختار .. دمها اللي يطلب ..
قرب منها جهار وقعد على الكرسي : وهذا اللي أنا جايك علشانه ..
وضعت أرورا كاسين على الطاولة .. وراح جابت معها زجاجة وسكبت منها لهم ..
أرورا تقعد على الكرسي : وش تبيني أسوي ..
جهار : أبغاك تسوين تعويذة .. أي شيء .. يبعد ريماس عن الانسية ..
أرورا تشرب : ما راح ينفع ..
جهار : أنتِ عرافة .. وهذه شغلتك ..
أرورا تأشر بيدها : لأنها شغلتي .. أقول لك ما ينفع ..
جهار بيتكلم .. قاطعته أرورا : لا تنسى وش بيصير لريماس لو صار شيء ل mate حقتها..
جهار : بعدها ما صارت ..
أرورا رافعة حاجيها : صارت وانتهى الموضوع ..
جهار يحط الكاس على الطاولة : يعني ما راح تساعديني ..
أرورا : أسفة .. حتى أنا ما أقدر أفك رباط hybrid ..
وقف جهار بغضب ومشى .. وهو عند الباب .. نادته أرورا ..
أرورا : لا تسوي شيء تندم عليه بعدين .. لما hybrid تفقد حبها .. تعرف وش بيصير .. ما يحتاج أذكرك ..
جهار : ايفانا ماتت في العاصفة ..
أرورا : ممكن .. لكن وش تفسر مقتل الجنود اللي اقتلوا حبها .. وابادة عائلاتهم باكملها ..
التفت عليها جهار متفاجئ : ما أحد يعرف بهالموضوع ..
أرورا تبتسم : أعرف أنك وملوك العشاير الثانية نجحتوا في اخفاء الأمر.. ولفقتوا اللي صار على انه وباء.. لكن الوضع ما كان كذا أبداً .. ما أحد نجى من عائلات القاتلين .. حتى الأطفال ..
جهار تقدم في اتجاهها : كانت تنتقم منهم ..
أرورا : انتقام .. وأظنها رجعت مرة ثانية لهالسبب ..
جهار ناظرها مدة .. جمع أفكاره كلها .. توقيت ظهور الكائنات .. بعد أسابيع يصادف اليوم اللي انقتلت فيه .. معقولة ايفانا ورى اللي قاعد يصير ..
التفت عليها وبخوف : ريماس راحت هناك بنفسها ..
أرورا : صح .. وراح ترجع .. لا تخاف ..
جهار : ريماس حاولت تمنعهم وقتها ..
أرورا : كل شيء مكتوب .. وكلنا راح نواجه قدرنا ..
جهار : ما أبغى أخسر بنتي .. ريماس لو جابت ولد .. ممكن ...
قاطعته أرورا : النبوءة تصدق لو أنت صدقتها وآمنت بها ..
جهار : يعني ممكن ما تصدق ..
أرورا : وممكن تصدق ..

اسيرة الأميرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن